ضوضاء...! غوغاء...! بوغاء...! طبول جوفاء...! ببغاوات و أبواق. و هيشات أسواق. و خوار لا حوار لا يراعي الأخوة و الجوار: قلم متشنج:سنسحقكم أيها(...)! يرد عليه قلم لا يقل عنه تشنجا:بل سنمحقكم يا عيال ال(...)! و...؟! قد كان ما كان مما لست أذكره* *فظن شرا و لا تسأل عن الخبرِ سقط كلام و صديد أقلام و سفهاء أحلام. خواء عقول و أجسام عجول و أصوات طبول و ليل بالهموم يطول. و تأتيك بعد ذلك الهم و الغم و الغثاء و العناء هبة غمرية لا عمرية و غضبة مضزية لا مضرية من شيعة الفريقين من الهمج الرعاع و الجهلة الأتباع الذين يتبعون كل ناعق و يطيعون كل أحمق مائق فيدخلون حلبة السباب و كل له أسباب و كلهم عديمو الآداب إلا من رحم رب الأرباب. فهذا يقدح و هذا يمدح و هذا بالزور يصدح و هذا بالبهتان ينضح و الكل للحق يسدح و في ميدان الباطل يردح. و طرف ثالث خفي بما يحدث مسرور حفي ينفخ في نار البغضاء و المستجير به كالمستجير بالنار من الرمضاء! يريد للحرب أن تتمدد و للسلم أن يتبدد و للانقسامات أن تتعدد. ففي ذلك غذاؤه و طبه و دواؤه و هو فينا شر مدسوس و أشأم علينا من البسوس. فصرنا مطمعا للثعالب و الضباع و كل ينهش صقعا من الأصقاع و الفريقان في صراع أذلتهم الأطماع فصاروا أذل من وتد بقاع. و تستمر المآسي و كل فريق يغني عن ليلاه في الأماسي. و الفقر أعرى كم من مستور من الثياب و الجوع أنشب مخالبه و الأنياب و سادت شريعة الغاب وغابت شريعة السنة و الكتاب فسحقا للأحزاب و بعدا لتجار الاحتراب دعاة الفرقة و الخراب. ثعب الكلم و كل القلم و زاد الألم. بين السطور لكل جاهل مغرور: ربيعُ لا يَسُقْكَ نحوي سائقُ فَتُطْلَبَ الأذحالُ و الحقائقُ و يُعلمَ المُعْيَا به و السابقُ ما أنت إن ضُمَّ عليك المازقُ إلا كشيء عاقه العوائقُ إنك حاسٍ حسوةً فذائقُ لا بد أن يُغْمزَ منك الفائقُ غمزاً ترى أنك منه ذارقُ