لم نسمع يوماً في حياتنا بأن منطقة خليج عدن منطقة أعاصير وفيضانات، كل الذي قرأنا عنه وعرفناه عن خليج عدن، هو تميزه بموسمين للرياح شمالية شرقية وتهب في فصل الشتاء، وجنوبية غربية وتهب في فصل الصيف، ولكل موسم منهم ظواهره الطبيعية المصاحبة لهُ، وكما هو معروف عالمياً بأن المحيط الهندي هو الذي يتأثر مناخياً ويعمل ذلك التأثير والتغير المناخي على تكون الأعاصير فيه، والذي تاخذ مسارها بإتجاه دول شرق اسياء المطلة على المحيط الهندي مثل الهند واندونيسيا وسنغافورة وماليزيا وغيرها من تلك الدول. لكن من بعد الزلزال البحري الذي ولد أمواج تسونامي وضربت به جزيرة سومطرى الأندونيسية بالمحيط الهندي في العام 2004م، حيث وصل تأثير تلك الأمواج إلى مياه خليج عدن واحست به ولمسته المناطق الساحلية المطلة على الشريط الساحلي لخليج عدن، ليظهر ذلك التغيير المناخي في منطقة خليج عدن عقبةُ مباشرةً. تغيير لم يكن بهذا الشكل الذي يثير الدهشة والرعب في الوقت الحالي، فقد أقتصر ذلك التغيير في بادئ الأمر إما إلى ضعف الرياح الموسمية او التأخر في الفترة الزمنية التي تهب فيها ومن ناحية اخرى ظهور واكتشاف كائنات بحرية يتم مشاهدتها لأول مرة في مياه خليج عدن، كل ذلك التغيير في التركيبة المناخية لمياه خليج عدن كان نتاج عن أستمرار ضرب قاع بحر المحيط الهندي بزلزال بحري يخلفهُ زلزال اخر، أكثر من خمسة زلازل بحرية ضربت المحيط الهندي، كان أخرها زلزال العام 2017م والذي ضرب اليابان وولد أمواج تسونامي دمرت على أثرها مفاعل هوريشيما النووي مُهدداً بوقوع كارثة كيماوية بجانب الكارثة الطبيعية. لكن ماذا عن منطقة خليج عدن؟!!... لماذا صارت منطقة عواصف مدارية وأعاصير تُصنف بدرجاتها المتعارف بها عالمياً؟ ومنذُ متى بدأ خليج عدن يحدث فيه ذلك التغيير المفاجئ في التقلب المناخي المخيف؟ وهل سجل التاريخ في القدم عن حدوث إعصار في خليج عدن؟ وهل إعصار تشابالا الذي ضرب جزر أرخبيل سقطرى في شهر أكتوبر من العام 2015م وتأثرت به بعض المناطق الشرقية لجنوب اليمن كان هو البداية فعلاً لذلك التغيير المناخي المفاجئ لخليج عدن؟ إذ من بعد إعصار تشابالا صرنا وبكل أمانة نلاحظ ونشاهد ظواهر متغيرة في خليج عدن تحصل مع مواسم الأرياح المعروف عن خليج عدن التميز بها، ظواهر كلها تنذر وتحذر بتغيرات مناخية وبيئية ربما تحدث وتحصل أكثر من مرة في الأشهر والسنوات القادمة، وما إعصار (ساجار) ووصوله إلى بعض المحافظات والمناطق المطلة على خليج عدن لهُ خير دليل على أن منطقة خليج عدن سوف تكون في مواجهات عديده مع أكثر من إعصار، والسبب في كل ذلك هو دخول خليج عدن ضمن المنظومة العالمية بالتغيير المناخي، والذي يعرف بالأنحباس الحراري. في الأخير كل ما علي قوله أن بعض الأسئلة التي تطرقت لذكرها في مقالي هذا سوف تجيب عليها الأشهر والسنوات القادمة، أما البعض منها سوف نحاول جاهدين البحث عن إجابات لها والتطرق لذكرها في قادم الأيام.
*كاتب المادة إعلامي وباحث متخصص بشؤون الصيادين والحياة البحرية في خليج عدن