قبل ساعات من الآن أعلنت المنظمة العالمية للارصاد رفع الحذر الى الدرجة الحمراء نتيجة توقعها بأن الرياح المصاحبة لاعصار ميغ ستشتد قوتها الى درجة (الاعاصير العاتية) خلال ال24 ساعة القادمة. وكانت معلومات تحدثت عن ان اعصار ميغ ربما تفوق قوته اعصار تشابالا التي خرجت منه اليمن وعمان قبل ايام واحدث اضرارا هائلة في سقطرىوحضرموت وفي شبوة طمر الاعصار بلدة جعلة الساحلية. وتوقع الدكتور تيسير الحبشي عضو المنظمة الدولية لادارة الكوارث ورئيس فريق الحماية التطوعي لادارة الكوارث في حضرموت أن يتقدم إعصار ميج نحو خليج عدن على أن يستمر في تقدمه إلى مديرية أبين المسجلة ضمن المناطق المنكوبة، مصحوبا بأمطار من خفيفة إلى متوسطة على طرف القرن الافريقي ومنها أطراف الصومال المطلة على خليج عدن، بالإضافة الى ألاراضي اليمنية المطلة على الساحل الجنوبي، ومنطقة أحور اليمنية الواقعة بين المكلاوعدن. واكد الحبشي على أن جزيرة سقطرى أصبحت معزولة عن العالم، بحيث لا يمكن ارسال المعونات الا بعد مرور 24 ساعة من انتهاء الاعصار، وذلك من خلال الطائرات أو عبر تفريغ سفن الاغاثة من قبل القوارب ورسوها على شواطئ الجزيرة، وليس عبر الميناء. واضاف انه مع وصول اعصار ميج الى اليمن سوف يتمدد تعطل وصول شحنات الإغاثة الى جزيرة سقطرى تماما. وأوضح في تصريح خاص ل«الخبر» بان بين اعصار تشابالا وميج سبع أيام فقط، مضيفا بان إعصار تشابالا دمر ميناء سقطرى بالكامل وجعل رسو سفن الاغاثة مستحيل. وافاد بان قدرات اليمن على المقياس العام العالمي للاستعداد للكوارث كان قبل الحرب لا يتجاوز 20 في المائة، أما الآن فمن المؤكد بلوغه أدني المستويات. وبحسب الحبشي، بدأ اعصار ميج من الدرجة الثالثة نهاية شهر اكتوبر، مقابل السواحل الهندية، قبل وصول اعصار تشابلا على اليابسة، وبوصول تشابلا إلى المكلا بدأ اعصار ميج بالتقدم، وبالأمس في الساعة العاشرة صباحا ضرب جزيرة سقطرى. وبين الحبشي أن تأثير الإعصار سيمتد إلى منطقة زنجبار شرق أبين، ومن ثم سيقل تأثيره من خلال تحوله إلى منخفض جوي حتى يافع أو الضالع. وقال الحبشي إن تأثير اعصار تشابالا واعصار ميج واضح بشكل كبير على جزيرة سقطرى، فإعصار تشابالا يعد من أعاصير الدرجة الخامسة والذي استمر إلى مدينة المكلا بنفس القوة، ثم قلت قوته إلى الدرجة الثانية وتحول بعدها إلى منخفض مداري. ويتوقع أخصائي إدارة الكوارث هبوب رياح شمالية مصاحبة بأمطار غزيرة على أغلب مناطق محافظة حضرموت، تتسبب بحدوث سيول ببعض المناطق. وارجع الحبشي سبب تزامن اعصارين في نفس الفترة على السواحل اليمنية إلى ارتفاع شديد في درجة الحرارة على المحيط الهندي، والتي تسمى علميا "النينيو" وهي تحدث في الغالب في المحيط الهادي بين أمريكا واليابان، والتي ينتج عنها ارتفاعا في درجة الحرارة شرق المحيط، ما يؤدي إلى توجيه التيارات الساخنة باتجاه الغرب ورجوع المياه الباردة من جهة الغرب، في حركة تبادلية للتيارات على ارتفاعات مختلفة داخل المياه. واوضح الى أن عودة التيارات الباردة يؤدي إلى تبخر اضافي لبخار الماء والذي يساهم في تكون بيئة رطبة تساعد على تشكل الأعاصير وزيادة سرعة الرياح مع ارتفاع الهواء الساخن من سطح الماء. وقال إن "هذه الأمور جميعها لم تحدث في السنوات الماضية الا قليلا ونتج عنها إعصار أو اكثر بفارق زمني بعيد لكل واحد عن الذي يليه، وما حدث هذا العام كان بسبب ارتفاع عالي جدا لمعدلات درجات الحرارة نتج عنه تزامن اعصارين في وقت واحد". موكدا بعدم وجود خطورة على سواحل البحر الأحمر مرجعا ذلك لضيق الوعاء المائي والذي لا يساعد في تبخر عالي ولا يتيح مجال لحركة الأعاصير، ومن ثم صعب تشكل الاعاصير، كذلك الساحل الجنوبي للبحر العربي أغلب بنيته جبلية تمنع أي أعاصير تحاول اختراق الساحل والوصول إلى عمق الجزيرة العربية. المصدر | الخبر