لا اعتقد إن المشير عبد ربه منصور هادي قبل وأثناء قبوله الجلوس على أخطر كرسي في العالم قاطبة كان يجهل كل ما ينتظره على الدرب المؤدي إلى القصر الرئاسي من مشاكل وعراقيل قد تعيق تقدمه وتكبح جماح طموحه في إصلاح ما أفسده صالح ورجالاته وتفشل خططه وخطط رعاة المبادرة الخليجية وتخيب كل الآمال في إقامة دولة مدنية حديثة أساسها العدل والمساواة وشعارها الديمقراطية وحرية الرأي ونهجها الحوار والتبادل السلمي للسلطة . * أنا شخصيا غير مقتنع إن عبد ربه كان يجهل كل ذلك بل متأكد أن فخامته يدرك ما ينتظره تمام الإدراك ويعي تماما صعوبة وحجم كلفة مواجهته والتغلب عليه ، ومبعث تأكدي يكمن في فترة وجود الرجل الطويلة في أروقة ودهاليز مركز صناعة القرار اليمني ومعرفته بمكان مطبخ وأدوات أعداد الوجبات التآمرية الكبيرة ووجبات الإخضاع والإذلال السريعة ومعرفته كذلك بأسماء أمهر الطباخين ومعدي تلك الوجبات فيه.
* فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي جاء إلى القصر عبر طريق مختصر جدا أسمه المبادرة الخليجية وهو يمتلك رصيد معرفي كبير بالقصر ومحيطه والمرتبطين بالقصر السحري والقصور الأخرى التي تحتل أجزاء كبيرة من جغرافية العاصمة اليمنية وأجزم أنه استفاد كثيرا من تجربة سلفه علي عبد الله صالح أثناء وجودة في منصب نائب الرئيس لأكثر من ثمانية عشر عاما . * الرئيس عبد ربه تقريبا فهم وتعلم كل شي وهو صامت حتى الرقصة الصالحية الشهيرة (الرقص على روؤس الثعابين) التي تباهى مرارا وتكرارا فخامة الرئيس اليمني المخلوع بقدرته الفائقة على أداءها فهمها كذلك .
ولأنه (عبد ربه) يشعر في داخله بأن الجميع ينظر أليه كتابع أو ممثل لصالح في حكم اليمن ليس إلا ، أراد إن يثبت عكس ذلك وأنه مستقل برأيه وقراره ومختلف عن رئيسه السابق جملة وتفصيلا فإذا كان صالح راقصا بارعا على روؤس أخطر حيات الأرض (الثعابين) عبر ترويضها من خلال ترغيبها عبر طرق عدة كمنحها الجاه والسلطان وإغداقها بالمال والسلاح وتعيينها في أهم وأكبر المناصب بهدف استمالتها إلى صفه أو على الأقل ضمان عدم أذاها فهو داعسا على تلك الرؤوس التي كبرت وعاثت في الأرض فسادا وخرابا وشتت جمع الأمة ونهبت الثروات ووو عملت كل شي يحلو لها ومريرا على الشعب.
* أراد وفقا للمبادرة ومتطلبات المرحلة تغييرها( أسما ومضمونا من (الرقص على روؤس الثعابين) إلى (الدعس على روؤس الثعابين) مع إنه يعرف أنها مغامرة فللدعس أخطاره ونتيجتان لا ثالث لهما إما موت هذا الثعبان أو ذاك أو إصابة القدم وموت الداعس لكنه قام بتدشين مهرجان الدعس والعمل به وتم تنفيذ (الدعسةالأولى ) على رأس واحد من أكبر وأخطر الثعابين بواسطة القرار رقم (9) عام (2012م) القاضي بخلع الجنرال مهدي مقوله من قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية وقبل إن يجف حبر القرار وإتمام مراسيم الاستلام والتسليم بين مقولة وقطن جاء وقع دعسة الرئيس على رأس الجنرال مؤلما جدا فثأر وأنتفض وأهتز غضبا وأشتعل نارا وجاءه من دوفس أبين الخبر اليقين.
* بعد ذلك يا ترى هل أيقن فخامته خطورة ونتائج دعسته الأولى على رأس الثعبان الأول وهل سيتراجع عن مشروعة أستنادا إلى الثمن الباهض الذي تم دفعه بسبب الدعسة تلك؟أم سيمضي قدما في تعقب تلك الرؤوس والدعس عليها الواحد تلو الآخر حتى يخلص نفسه والبلد والشعب من خطرها إلى الأبد؟. * خاص عدن الغد