الجنوب ما قبل الثورة الاكتوبرية متنوع ومتعدد ... لكل سلطنة او ولاية او مشيخة خصوصيتها سواء كان في شأن ادارة الحكم او في الحياة الاجتماعية اوالثقافية والفلكلورية ، هذه الحقيقة قد يجهلها البعض وبالذات الجيل ما بعد نوفمبر 1967م وكذلك جيل الوحدة ، واذا تتبعنا ما انتجه رواد الكلمة في عصر التنوع الذهبي الجنوبي شعراً واهازيجا .. سنرى ذلك الكم من الانتاج الفني الرائع الذي يحمل في طياته ابداعات اهل هذه الارض الطيبة ( الجنوب العربي ) الذين اصابهم الظلم والضرر خلال ما سميت الثورة الثقافية في عصر "اليمن الجنوبي " آنذاك التي نسب القائمون عليها كل جميل الى العهد الرجعي المتخلف حسب توصيفهم ما بعد الاستقلال الاول حتى التراث الشعبي لم يسلم من التنظير الاعمى واستبدلوه بشعارات ثورية جوفا ، ولكون الموضوع طويل وواسع ومتعددة الاضرار التي مني بها شعب الجنوب في مختلف نواحي الحياة ويحتاج الى مجلدات وابحاث لإعادة الاعتبار لكل خصوصية تأثرت بتلك الهجمة الشرسة . اننا في هذا المقال فقط سنعرج على مساجلة شعرية غنائية من التراث بعنوان (قال بن صالح ) انتجت في مدينة شقرة م/ ابين ، التي كانت عاصمة السلطنة الفضلية ما قبل اربعينيات القرن الماضي هذه المنطقة شهدت طفره ثقافية في تلك الفترة حيث كانت محطة للقوافل التي تستريح فيها من عنا رحلة السير ما بين المناطق الشرقية والمناطق الغربية ذهابا وايابا الى ولاية عدن وكانت تشكل ملتقى ثقافي لذلك التنوع اكان بالكلمة او الاداء من خلال تنظيم محافل شعرية وغنائية مسائية تصاحبها رقصات شعبية فلكلورية متنوعة وفقاً وتنوع القوافل التي حطت ركابها على ساحل شقرة انتج كثير من الاغاني التراثية المشهورة في هذا الملتقى والتي لايزال كثير من الفنانين يتغنى بها حتى اليوم بل انه تجاوز صداها منطقة الخليج والجزيرة ومنها كمثال اغنية (سرى الليل ونائم ) ان ذلك التنوع زاده تألقا ... مرفأ شقره البحري الذي كان مرسى لعدد من السفن الشراعية وقوارب الصيد حيث برز للصيادين حيز في هذا الفضاء الفلكلوري وهذا يوكد اصالة الفكر وتنوعه وحرية الكلمة . ان المساجلة التالية تحمل في ابياتها كثير من المعاني والدلالات وبأسلوب التصريح او التلميح عن : موقف سياسي ، او حب ، او غزل او تأمل في الطبيعة المكانية التي الهمت الشعراء التغزل بها كما يلي : كلمات الشاعرين: ، بن صالح علي ، وسالم خير قال بن صالح علي حلّيت في مد النظر واحكم براسي والكلام الزين باقوله في الزين وانْ تبوني نام ما بأنام مادام الهداهد فوق راسي ذي على الأمتن با يمسوا يحنّين قال سالم خير باهوّك وبأزمل وبتذكر زماني با اطرح المرسى على ساحل مقاطين يا دواء لِجْراح قلبي راح انت ياحبيبي اليوم وينك ردّ لي من عقلي حتى وزن قرشين قال سالم خير باتمني وياليت التماني با تقع لي قد معي مركب وله سبعة سكاكين قال سالم خير يا نوبة من الروشان حنّي وازجلي كيف المحبة تنقسم ما بين الاثنين قال سالم خيرعود الساج متعوّج عجينا في سموحه وان تعوّج باندقّه بالمسامير نستخلص من ابيات المساجلة موقف التصريح العلني بكناية ((عود الساج متعوج عجينا في سموحه ) وما اكثر العيدان العوجا في هذه المرحلة الحالية .. ويؤكد الشاعر سالم خير (ان العود اذا صمم على الاعوجاج سيتم دقة بالمسامير) لإصلاح اعوجاجه ، كما اضاف الشاعر " خير " انه سا يهوك ويتذكر زمانه ويطرح المرسى على ساحل مقاطين تصميم على معالجة ذلك الاعوجاج . في نفس الموقف تمنى ان لديه مركب وله سبعه سكاكين . ان بن صالح علي نقل للمتابعين الى الوقوف امام الحرية والسيادة الوطنية وان كانت في مد النظر ..... قال بن صالح علي حليت في مد النظر واحكم براسي ) مد النظر: منطقه فيها منزل الشاعر الساج : نوع من الاخشاب الصلبة باهوك : صوت رجولي مقدمة الزامل الحربي مقاطين : مرفأ لقوارب الصيادين شرق مدينة شقرة سكاكين : في المساجلة تعني الالة التي توجه المركب ( سٌكِان )
