مشهد الازدحام وضجيج السيارات وصدى أبواقها العالية دأب المواطن العدني رؤيته في جولة القاهرة بالعاصمة عدن. فهناك للازدحام الشديد حضور قوي ولانعدام انسيابية السير معنى ولتأخير المرء عن عمله والوصول إلى مقصده متأخرا دلالة. ففي جولة القاهرة تجتمع أكثرية المركبات وعشوائية سائقيها وتداخل خطوط واتجاه السير وفيها يقتل الوقت وتتأجل الأعمال وفيها ايضا تحتك الآليات والمركبات ببعضها وغالبا ما تولد احتكاكات الأجساد بالأيدي وكلمات المشاحنة المدفوعة بغضب تكلفة الإصلاح وحبات العرق المتصببة على أجساد مالكي وسائقي السيارات. جولة القاهرة والازدحام الشديد وجهان لعمله واحدة إذ ارتبطت هذه الصفة بها منذ زمن بعيد كونها تتوسط ثلاث مديريات عدنية وهي الشيخ عثمان والمنصورة ودار سعد معا. ووضع تلك الجولة المفصلية في جسد الغالية عدن لم يكن وليد اليوم بل مشكلة مزمنة عانت منها الحركة المرورية في العاصمة طويلا وماتزال. ومع ذلك لم تحرك السلطات حيالها ساكنه مع أن ابسط الناس يفهم أنها بحاجة لإنشاء جسر "كوبري" يخلصها ويخلص مستخدميها العناء. والأمر هذا أي إنشاء كباري مرورية لاينطبق على جولة القاهرة فقط بل هناك أماكن أخرى من جولات وتقاطعات طرق بحاجه هي الأخرى لمشاريع الكباري تلك. فجولتي كالتكس والغزل والنسيج تستحق أن يعتمد لها مشاريع إنشاء كباري تنهي حالات الاحتقان المروري فيها ولكن هيهات فسلطات ونظام صنعاء ابت واستكبرت ذلك مع انها أنشئت عشرات الكباري في صنعاء وفي مواقع لايشكل الازدحام فيها نسبة الربع مما هو موجودا في جولة القاهرة. عموما سيضل الازدحام وستبقى معاناة مستخدمي طريق جولة القاهرة وأخواتها كما هي حتى تتبنى السلطة المحلية بعدن مشروع إنشاء كوبري لها. ومن الآن حتى ذلك اليوم علينا الانتظار.