القرار الجمهوري رقم (8 ) لسنة 2012م والذي اعتبر كل ضحايا ثورة التغيير شهداء، استثنى بقصد خبيث شهداء الحراك الجنوبي السلمي المتجاوز عددهم الألف شهيد، والذين سقطوا خلال ستة أعوام من النضال السلمي المشروع على دروب الحرية والكرامة واستعادة الدولة المنهوبة، يعد دليلاً كافياً على أن نوايا الشمال ما تزال سوداء تجاه نضالات وتضحيات وهموم شعب الجنوب.. قبل أن يتهمني أحد المتوحدين -أقصد الوحدويين- بالانفصالي، عليه ان يقول لنا جميعا أين هم شهداء الحراك من ذلكم القرار الجمهوري المرتعش؟ شهداء الحراك الذين تمت الصلاة عليهم في جمعة الوفاء لشعب الجنوب في عموم محافظات الشمال، يوم تباكى خطباء الجمعة عليهم وحملوا صالح كل ما طال أبناء الجنوب من ظلم وضيم وظلام خلال عشرين عام مضت.. أين هم الثوار الذين هتفوا بالقضية الجنوبية واعترفوا بمشروعيتها وعدالتها يوم كان صالح يلوّح من خلال ياسر اليماني بالانفصال؟؟ ياسر اليماني العبد الذي تجاوز الخطوط الحمراء حين قال للمذيعة في الفضائية اليمنية في إحدى مقابلات الكذب والنفاق، قال: إنه أول من سينفصل إذا رحل صالح عن السلطة، وقال له شعب الجنوب أن لا مكان لك اليوم وصالح على أرض الجنوب الطاهرة.. أين إشادات ثوار صنعاء وساستها ورجال دينها بالحراك الجنوبي السلمي باعتباره الملهم وصاحب براءة الاختراع للنضال السلمي ضد الطاغية صالح؟
وأين ذهبت اعترافات علي محسن وصادق الأحمر وتوكل كرمان باحتلال نظام صالح للجنوب وتدميره بحرب الصيف ألاثمة؟ أجبني أيها المتشدق بوحدة لا تعرفها عنها سوى اسم وشعارات حفظك إياها نظام الفتنة والغدر خلال عشرين عاماً من الخوف والذل والانكسار، لماذا أقصى قراركم الجمهوري شهداء الحراك الجنوبي السلمي ؟ لا تقل لي إن من أصدر القرار جنوبي، وبإن رئيس الحكومة جنوبي أيضاً، لكي لا تطالك لعنات الله ككذاب ومنافق ؛ فالصغير قبل الكبير والجاهل قبل المتعلم يدرك ويعي جيداً أن عبد ربه وباسندوه من غير حول ولا قوة وإن كانوا في أعلى هرم للسلطة، فالأول حتى الآن غير قادر على حماية بيته ومكتبه من تهجمات الرئيس المحروق الذي يطارده ككابوس، والثاني أشبه بغفير مستجد لدى الجنرال وشيوخ القبيلة، وهذه للأسف حقيقة مرة تجعلني كجنوبي -غيور على أبنائه- في تأسٍّ دائم للهوان الذي يلف حياة هذين الشخصين.. شهداء الجنوب أحياء -إن شاء الله- عند ربهم يرزقون، ولا ينتظر أهلهم وذووهم ، راتب جندي أو إعاشة من أحد، بقدر ما يبحثون عن وطن منهوب وهوية مسروقة وشعب تتقاسمه السجون والمنافي..ولست هنا سوى بصدد تذكير المتوحدين بخطب وبيانات تدين ما جرى للجنوب في ظل حكم صالح، بعدما تنكروا اليوم لثوار الجنوب، وأنكروا ثورتهم السلمية وشهداءها الأبرار، وأيضاً من أجل سحب الأقنعة المزيفة من على وجوه هؤلاء الانتهازيين وعباد المصلحة. الرحمة تغشى جميع الشهداء الذين استشهدوا من أجل رفع راية الحق والانتصار لمبادئ الحرية والكرامة والعدل والمساواة، سواء أكانوا من الجنوب أو الشمال في الشرق أو الغرب، والويل والثبور للقتلة وكل المتواطئين معهم، ابتداءً بأعضاء حكومة الوفاق وليس انتهاء بأعضاء البرلمان غير الشرعيين.