تتناقل اليوم بعض وسائل الأعلام من صحف ووكالات أبناء عن عزم حكومة الوفاق الوطني عن إعلان محافظة عدن عاصمة للجمهورية اليمنية مع ضم بعض مناطق من محافظة لحج و أبين إلى المحافظة عدن لتكوين عاصمة لهم مع طمس بعض معالم عدن و حضارتها و ابرز ما في ذلك هو مطار عدن الدولي الذي يعد أول مطار في الجزيرة العربية و من أوائل المطارات العالمية في الشرق الأوسط و الذي يعد من أفضل المطارات العالمية حيث أن الإقلاع و الهبوط فيه قائم على ممر مائي بحري في اتجاهي الشرق و الغرب مما يشكل أكثر امانأ للرحلات الجوية المحلية و العالمية بخلاف كافة المطارات في الجنوب و في الشمال. و هذا الخبر و التسريب الإعلامي و التوجه لدى الحكومة لم يكن جديداً بالنسبة لنا نحن الجنوبيون فقد سبق لهذه التسريبات الإعلامية أن تكون عدن عاصمة قد سربت قبيل الانتخابات الرئاسية (المزورة و المزيفة ) في عام 2006 و كان هناك رأي واضح و صريح في رفض تلك التسريبات أو التوجهات لان تكون عدن عاصمة للجمهورية اليمنية و التي عمل النظام السياسي و السلطة العسكروقبلية فيما بعد حرب 1994م على الجنوب على شل حركة الطيران من و إلى مطار عدن الدولي بل و عملت على نقل كل أدوات ووسائل الحركة الجوية من مطار عدن باعتباره مركز جوي إقليمي لجنوب غرب اسيا من عدن إلى مطار صنعاء حتى بعد ترميمه و إصلاحه بعد حرب 1994م على الجنوب . أن هذه التسريبات الإعلامية أن صح التوجه في تبنيها من أن تكون عدن عاصمة أنما إذ يعد جريمة شنعاء و جريمة كبرى بحق الجنوب و شعب الجنوب إضافة إلى الجرائم الكبرى التي ارتكبها نظام الاحتلال الشمالي للجنوب منذ قيام الوحدة و على وجه الخصوص منذ حرب 1994م على الجنوب و هي تشكل جزء من جريمة طمس لمعالم و حضارة و ثقافة عدن بل الأخطر و الادهى من ذلك أن هذه الخطوة لو صح التفكير بها أنما إذ تشكل التفافاً واضحاً و صريحاً على حل القضية الجنوبية حيث أن هذا التوجه يعتبر تأكيداً على استمرارية احتلال الشمال للجنوب و انه ليس هناك قضية جنوبية ، و أن الدعوة إلى حوار طاولة مستديرة ماهو إلا ذر الرماد في العيون و أن الطرف الشمالي الذي يعتبر نفسه قوياً في الحوار لن يقبل إلا أن يكون الجنوب مجرد مصدر تابع و مدر للثروة للعصابات السلطوية العسكروقبلية من بيت ( الأحمر) و حلفائهم الأمر الذي لا يمكن السكوت أو القبول به من قبل أبناء و أهالي عدن أولا و أبناء الجنوب عموماً. ثم ماذا يعني ان تأتي هذه التسريبات عشية رحيل رمز النظام العسكروقبلي المحتل للجنوب والمستبد لشعبه والناهب لثرواته – تنفيذاً للمؤامرة الخليجية - الامريكية التي تجاهلت القضية الجنوبية ولم تشر اليها على الاطلاق، واستدركت الاشارة اليها في الآلية التنفيذية لها باعتبارها جزءً من مشكلات النظام السياسي الفاسد في الجمهورية اليمنية . لا يا هؤلاء القضية الجنوبية ليست جزءً من مشكلات النظام الفاسد بل هي قضية سياسية بامتياز قضية شعب وثروة ودولة ومن دون حل هذه القضية فلن يستقيم الوضع في المنطقة بأكملها، وحل القضية الجنوبية لا يمكن بالجلوس في طاولة حوار مستديره بل من خلال حوار متكافئ ندي بين حكومة الشمال وممثلي الجنوب والذي على الجنوبين في الحراك السلمي ان يعو مسئوليتهم التاريخية تجاه شعب الجنوب وقضيته وان يسارعوا الى عقد مؤتمر حوار جنوبي – جنوبي في الداخل يضم كافة اطراف الحراك الشعبي الجنوبي السلمي لاختيار ممثليهم في الحوار الندي المتكافئ مع سلطة الشمال بإشراف منظمات دولية غير حكومية ، لان في وحده قوى الحراك الجنوبي انتصارً للقضية الجنوبية. ونقول ان لعدن معزتها و كرامتها و شموخها في قلب ووجدان و إحساس كل من ولد و عاش فيها و لفح من ترابها و شرب من ماء بحارها المالحة ، أن عدن في نظرهم قد عانت ما عانت منذ ما قبل الوحدة و لازالت تعاني في المحافظات التي يراد ضم بعض مديرياتها إليها. ثم من قال لهؤلاء إننا نريد أن تكون عدن عاصمة للجمهورية اليمنية في حين يرى البعض ان عدن لا يراد لها أن تكون عاصمة حتى لدولة الجنوب القادمة (ج.ي.د.ش) بعد اليوم التي يُناضل من اجلها الجنوبيون لكي نجنبها المصائب و الويلات القادمة إليها من المحافظات الأخرى الفاسدين والناهبين و المضاربين على أراضيها و ثرواتها في سوق النخاسة. أن التفكير مجرد التفكير أن تكون عدن عاصمة هي مصيبة بل كارثة بكل المقاييس بحق أبناءها و أهاليها وهو موقف عدائي من القضية الجنوبية ولذلك يا حكومة الوفاق لا تفكروا إننا سنكون فرحين بذلك التوجه و لن يكون الشعب في عدن كالشعب في 22 مايو 1990م مصفقاً هكذا خطوة إلا يكفي أن عدن و شعبها قد تحمل المصائب و الويلات والنكبات منذ الاستقلال وتحمل جم المصائب والكوارث القادمة إليها من محافظات الشمال و الشرق و الغرب و هي لم تكن عاصمة فكيف سيكون حالها متى أصبحت عاصمة لل ( .....،......،......). لذلك نقول يا هؤلاء اتركوا لعدن شأنها ، عدن إن كنتم حريصون عليها و عدن عزيزة على قلوبكم أكثر من أولادكم عدن بحاجة إلى أن يكون لها وضع قانوني خاص متميز بها كمنطقة حرة في ظل دولة جديدة و ان تدار من قبل مجلس خاص بها يشكل من أبناءها من ذوي الكفاءات و الخبرات العلمية و العملية باستشارة شركات دولية في إدارة المناطق الحرة و ليكون خيرها للجميع و ليس لفئة أو شلة أو محافظة أو منطقة معينة او لذوي الفساد في الجنوب او الشمال . *عدن الغد