[ هذه السطور تصور تلك الوجوه .. التي لا تحضر إلا بعد انجلاء الغبار وذهاب العاصفة ، ولا تلتقي بالناس إلا بالمآتم ذات الولائم ، وإن جادت أكثر رأوها معهم في المقابر !! ] ...... ضخم البنية ، ذو صوت مبحوح من كثر ما كذب وافترى..ربما . يشبه إلى حد ما نيلسون رويال - بتشديد الياء - ضابط البحرية الجشع كما صورته المانغا اليابانية ( ون بيس ) !! كان الجمع مليئاً بالضجيج والهمس .. الوجوه شاحبة والأعناق ضامرة والبلدة مثل بنيها شاحبة ضامرة !! في الضفة الأخرى ولكن بين الناس يسير هذا الضخم وخلفه حرسه وهم يقبضون بأياديهم على ظهور أسلحتهم ، وجوههم ليست كغيرهم .. سيلاحظ المتأمل فيها آثار واقي الشمس والمحسنات بينما الأصل في وجوه الجنود الجفاف وإن تجملت فشيء من غبار لاغير !! يتحدث بعض الفتية عن مقتل ( فلان ) .. لغم أرضي .. لا .. يقول آخر ربما انفجار في مخزن السلاح .. ويتقدم آخر ليقول : لالا .. أظنهم تعرضوا لكمين ... وو هنا يقاطعهم الضخم وهو يحك صدغه الأيسر بكفه الأيسر الممتلئ .. لا .. صاروخ حراري أصاب مدرعتهم !!! وما إن غابت الشمس وانفض الجمع حتى اختفى هذا الضيف الثقيل .. أحدهم يتساءل أمام زملائه عن جدوى حضور هذا الذي لايعرف من الحرب إلا مغنمها فقط .. يقاطعه زميل له وهو يتكئ ببطئ على ما يسنده : ما جدوى حضوره !! يا رجل .. حضر ليخبرنا أن ( فلان ) .. قد قضى بصاروخ حراري .!! س المحثوثي