جميل جدا أن يتمكن صحفي جنوبي من نيل ثقة أحد أبرز رجال المال والأعمال الشماليين المتهمين في كسب ثرائهم الفاحش على حساب الحق الجنوبي الغائب وأمعاء الآلاف من البطون الجنوبية الخاوية على عروشها، ممن يعيشون اليوم غرباء الأرض والديار في وطنهم الجنوبي "المحتل" وبين أهلهم تعساء الأقدار. وإذا ما صحت رواية الزميل العزيز فتحي بن لزرق في تلقي الزميل الهدياني دعما سخياً من رجل المال والأعمال الشيخ حميد الأحمر قوامه 200 مليون ريال لإنشاء مؤسسة خليج عدن الإعلامية التي تصدر عنها صحيفة "خليج عدن" اليومية ومجلة شهرية ومركز تدريب إعلامي بعدن بغية الاستحواذ على النشاط الإعلامي الجنوبي وتقييد الصوت الإعلامي الجنوبي وتوجيه خطابه الحر لصالح استمرار ما يسمونها كذبا "وحدة يمنية" أملا باستمرار مصالح حميد وغيره من المتفيدين من خيرات جنوبنا الجريح.
ومع أن تعليل الزميل بن لزرق لسبب إقامة مشروع طموح بهذا الحجم، فيه من المنطق والعقلانية ما يكفي لتصديقه، سيما وأن هذه "المهمة الإعلامية" إن صح التعبير، قد أوكلت لزميل صحفي جنوبي ، في الأول والأخير، وبعض النظر كونه العائد مؤخراً بقوة للتمسك وإعادة علاقته القديمة مع حزبه "الإصلاح" والتقيد تارة بخطابه الوحدوي الذي ثار عليه سابقا والهجومي على الحراك تارات أخرى مع أنه القادم من الضالع ومن بين أوساط العشرات أن لم يكونوا المئات من تلك القيادات الوهمية التي صنعها إعلاميا يوما ما مع غيره من صحفيي الجنوب لغرض إيجاد مادة صحفية وما ورائها لا أكثر، وبروزه كصحفي على حساب الحراك الجنوبي إلى ما قبل أن يقرر العودة مؤخرا إلى حصن حزبه "الإسلامي الدافئ" كما يعتقد، وعلى أمل الانطلاق منه مجددا في طريق صحفي آخر أتمنى له وغيري من الزملاء الصحفيين كل النجاح والتوفيق في ترويض دروبه الحزبية الضيقة التي سبق له أن تجاوزها وتمرد عليها، بعد أن خطى منها خطواته الصحفية الأولى.
لكن من غير المستحب أو لجميل أن يظل زميلنا الهدياني ومشروعه الإعلامي الطموح- الذي قال أنه سيكون هادرا بالتنوع والانفتاح كأمواج خليج عدن - محط هجوم وازدراء من قبل زملاء الحرف ونحن من ينبغي أن نقف جميعا إلى جواره باعتباره زميلا وصديقا عزيزا للجميع ويشهد له بالاحترام وطيب التعامل والتعاون مع الكل. في الوقت الذي ينبغي أن نركز فيه جهودنا الإعلامية في هذه المرحلة الوطنية الحساسة على مشاريع النهب والأستقواء علينا نحن أبناء الجنوب وكشف مخططات السطو على أراضينا المستباحة، وتقاسمها بآلاف الكيلومترات بين الحكام العسكر وجنرالات الدمار اليمني الشامل بدلا من تلك المماحكات الرخيصة التي لا تخدم إلا مشاريع الاستيطان والبسط والسطو على ما تبقى من جغرافيا الأرض الجنوبية التي لم ترقبها يوما ما أعين مهدي مقوله أو علي مقصع أو غيرهم من جنرالات النهب العسكري المنظم للجنوب.