كلما ضاقت بنا موجات اليأس ،تعود تعز الى صدارة المشهد الوطني بنفس ثوري مطالب برحيل القتلة والمجرمين من المحافظة في في ظروف استثنائية من عمر الثورة السلمية المستمرة في ظل سلطة التوافق الإنتقالي المثقلة بالأرث الكارثي للنظام السابق المعرقل لعملية الإنتقال السياسي وفقا للآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية ،منها اقالة المحافظين وبالذات محافظ تعز المطرود من المحافظة ،والمتوقع صدور قرار جمهوري بتعيين خلفا له ،لكن هادي تأخر بإصدار هذا القرار لإسباب لا يعلمها إلا هو !! . في مسيرة ابناء المحافظة التي خرجت أمس لإحياء الذكرى لأول مذبحة تنفذها قوات النظام السابق بحق شباب الثورة في 4/4/2011م وسط مدينة تعز وسقط فيها سبعة شهداء وقرابة ثمانين جريحا ،اكد فيها ثوار تعز ، مطالبهم بإقالة القتلة والمجرمين من مناصبهم ومحاكمتهم وأولهم المحافظ حمود الصوفي متوعدين بمحاكتهم طال الزمن ام قصر ،وهددوا بالتصعيد الثوري اكثر مما هو الحال عليه في حال لم يسارع الرئيس هادي تلبية مطالبهم .. وفي تأكيد ثوري شجاع ،قال المجلس الأهلي في بيان صادر عنه اليوم ، «بالرغم من بشاعة الجريمة لتي شهدتها تعز الثورة، قلب اليمن النابض في ذلك اليوم بالرغم من مرارة الألم الذي اكتوت به قلوب الأحرار والحرائر في المحافظة وفي ربوع الوطن إلا أن مسيرة الثورة لم ولن تتوقف والثوار لم ولن يتراجعوا وحين تفقد تعز ثائرا تنبت ساحتها ألف ثائر». وقد لا تصل البيانات الى مستوى الغضب الشعبي العارم في الريف والمدينة ،لكن المسيرات اليومية الحاشدة من لأكثر من عام ،تعبر عن الإرادة الشعبية القادرة على تحقيق كافة المطالب المطروحة الآن في المحافظة ،وبإستطاعتها تغيير اي واقع انتقالي لا يلبي طموحات ابناء المحافظة بالحرية وتطلعاتهم بالتغيير في المجلس المحلي . وكلما توالت الأيام وتسارع جريان الأسابيع ،وتباطأ الرئيس هادي باسندوة بحسم الوضع في المحافظة بحزمة قرارات جرئية ،يبدو أن التأخير سنعكس سلبا على السلطة التوافقية الهشة ،وستجلب على هادي وباسندوة سخط تعزي يتفاقم الآن في ساحة الحرية بمدنية تعز وبقية ساحات الثورة التي تشاطر ابناء المحافظة همهم اليومي والثوري المتفاقم ،ومن المفترض بالمركز التوافقي المقدس ألا يكرروا ذات النهج الاستخفافي بمحافظة سيذكر التأريخ بأنها محطمة الصنم المخلوع علي صالح . وانا اكتب هذا المقال،اتصل بي النائب المؤتمري المنظم للثورة محمد مقبل الحميري ،وأطلعني على فحوى لقائه ضمن وفد شبابي وبرلماني قادم من تعز بالرئيس هادي صباح امس الأربعاء ،مؤكد بتقديمهم لقائمة مطالب للرئيس من بينها اقالة من تلوث ايديهم بدماء الثوار والمدنيين بالمحافظة وفي مقدمتهم المحافظ الصوفي ،منوها بأنهم اطلعوا الرئيس هادي على الاوضاع الأمنية والخدمية والإنسانية المخيفة بالمحافظة . وأشار النائب الحميري الى أن الرئيس تفاعل مع مطالبهم ووعدهم بتنفيذها وبشكل عاجل ،ووعدهم بإتخاذ بصدور قرار جمهوري بإقالة المحافظ السابق وتعيين محافظ جديد يحضى بثقة ابناء المحافظة ،بالإضافة الى ذلك،وعدهم بتوجيه رئيس الحكومة بإقالة عدد من مدراء المكاتب التنفيذية .... الخ . اذا تحولت ما سلف من وعود هادي الى افعال وقرارات صائبة هدفها إحداث تغييرا حقيقياً ،يخرج المحافظة من مستنقع الفوضى الأمنية ،ويساعد على استعادة الدولة الغائبة بالمحافظة لتقديم خدماتها للمواطنين ،فقد ينجح هادي وباسندوة في عودة الاوضاع بالمحافظة الى حدود المتوقع على أمل تحسنها الى المنشود لدى ابناء المحافظة . وبصراحة أعتقد جازما ،بأن مراكز القرار بصنعاء لن تأبه للغضب الشعبي في محافظتنا الصامدة في مواجهة النظام السابق واذنابه بمختلف اشكالهم وألوانهم ،ما لم يستمر الفعل الثوري ويتصاعد الى ان تركع سلطة الوفاق الإنتقالي لمطالب ابناء المحافظة بالحرية والتغيير والعدالة والمواطنة المتساوية والتنمية العادلة،وأتمنى أن تصل المرحلة الى اطوار ابعد من تغيير وإقالة من يفترض رحيلهم الآن من تعز . ولكي لا ابدوا محرضا على السلطة الإنتقالية ،اتوقع أن الايام القادمة ستشهد حراكا شعبياً غير مسبوقا في تعز كون التأخير المركزي في الإلتفات لمطالب الناس حد اللحظة ستزيد من حالة الاحتقان المتزايد بالمحافظة،ولأن مسلسل الذكريات المؤلمة للجرائم والمجازر التي ارتكبتها قوات صالح قد بدأت بالدوران ،بداية من الذكرى الأولى لمجزرة الإثنين الدامي وما بعدها وصولا الى الذكرى الأولى لمحرقة ساحة الحرية ،وما بعدها من فضاعات اقدمت عليها قوات النظام المخلوع . ولأني اعد نفسي يترقبون قرار هادي بشأن تعيين محافظا جديدا لمحافظة تعز وقرارات باسندوة بتغيير افسد مدراء عموم عرفتهم تعز ،اخشى اي تأخير لهذه القرارات الوشيكة ،واضم صوتي الى اصوات تتحدث بأن هادي ينتظر نزول وحي التغيير عليه ذات يوم قريب وربما بعيدا ،ليحسم الوضع في تعز وغيرها بقرارات جمهورية حاسمة للوضع في تعز وغيرها ... فهل من حض تعز انتظار نزول وحي التغيير على هادي ؟ والى متى ؟