ذكر مسؤولون أمريكيون يوم الثلاثاء أن الولاياتالمتحدة حذرت حليفتها المقربة الإمارات من شن هجوم على مدينة الحديدية الساحلية في اليمن، وهو ما يخشى خبراء الأممالمتحدة من أنه قد يتسبب في أزمة إنسانية جديدة. وصدر التحذير بينما تقدمت قوات يمنية تساندها الإمارات حتى صارت على مسافة عشرة كيلومترات من الميناء الواقع على البحر الأحمر والذي يستقبل معظم الإمدادات الإنسانية لسكان البلد الذي مزقته الحرب.
وأفاد مصدران مطلعان بأن مسؤولين أمريكيين التقوا في البيت الأبيض ايوم الثلاثاء لبحث الأزمة. ولم يتضح ما إذا كانوا قد توصلوا لأي قرارات.
وذكر متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض أن واشنطن تعارض أي جهود من جانب الإمارات والقوات اليمنية التي تساندها للسيطرة على المدنية.
وقال المتحدث الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه ليس مخولا بالحديث عن الأمر ”الولاياتالمتحدة واضحة وثابتة على مبدأ أننا لن ندعم أي أعمال من شأنها أن تدمر البنية الأساسية الرئيسية أو يحتمل أن تزيد من تدهور الوضع الإنساني الرهيب الذي اتسع نطاقه في هذا الصراع المتأزم“.
وأضاف ”نتوقع أن تلتزم جميع الأطراف بقانون النزاعات المسلحة وتجنب استهداف المدنيين أو البنية الأساسية التجارية“
وسيمثل أي دعم أمريكي مباشر لهجوم بري تشنه الإمارات على الحديدة عدولا عن السياسة الأمريكية تجاه اليمن، والتي تسعى إلى التركيز على النشاط العسكري الأمريكي ضد متشددين منتمين للقاعدة.
وكذلك حثت الولاياتالمتحدة التحالف الذي تقوده السعودية مرارا، سواء في عهد الرئيس دونالد ترامب أو خلال حكم سلفه باراك أوباما، على تجنب إيقاع ضحايا مدنيين.
بيد أن منتقدين لواشنطن يقولون إن تزويدها الطائرات المقاتلة التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية بالوقود ومبيعات الأسلحة والدعم المخابرات المحدود يجعلها متواطئة في سقوط ضحايا مدنيين جراء هجمات التحالف.
وحذر مسؤولو الأممالمتحدة من أن الهجوم على الحديدة، التي يقارب عدد سكانها 600 ألف، سيسبب كارثة إنسانية. وتقوم خطة طوارئ أعدتها الأممالمتحدة على أن عشرات الآلاف قد يموتون في أسوأ الاحتمالات.
وذكرت مصادر سياسية يمنية يوم الاثنين أن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث موجود في العاصمة صنعاء للتوسط في اتفاق للحيلولة دون هجوم محتمل على الحديدة، والذي ستتولى بموجبه المنظمة الدولية السيطرة على الميناء.