تجارة الأزمات تنمو أكثر من أي شيء الآن في عدن أيها القراء الأعزاء , صحيح أن الميناء فقد بوصلته و أفقد عدن أهميتها كمفصل للتجارة العالمية , إلا أن تجارة الأزمات تزدهر , هكذا عندما يمكث الفساد في الأرض و أما ما ينفع الناس فيذهب جفاء , في صيف 94 تغير حال جارنا 180 درجة و أصبح واحد من " أحوات " هذه البلد عندما قام هو و بشراكة آخر المتاجرة بالماء " كانوا يعبئون ناقلات الماء من الآبار في بئر ناصر و يبيعونها بسعر الذهب لعطشى عدن , " الحاجة أم الاختراع و الاستغلال و تجارة الأزمات " هكذا تنص القاعدة , على ذكر القاعدة و بعيد عن كونها أزمة بحجم الكارثة إلا أن هناك من يدعو لها بالخير في هذه اللحظات , تحديدًا بياعو العبايات و " البراقع " على إثر الإشاعات ذائعة الصيت عن استخدام عناصر تنظيم القاعدة لماء النار تهديدًا و وعيدًا لكل من تسوّل لها نفسها المشي في الشارع في عدن بدون نقاب , لكل من ترتدي عباءة ضيقة , لكل من تحب الألوان الفاقعة و القائمة تطول , أما القاعدة فأطولهن جميعًا .. عمومًا سيكون عملاً غير منطقي لو تفرّغتُ في هذا المقال لإقناع الأصدقاء من" أنصار البراقع " بتنظيرات النقاب في الفقة الإسلامي أو جرّبت إقناعهم بأنه ليس فرضًا و لا تركه جنحة تستأهل التشوية أو القتل , لكن هؤلاء لا يتكلمون اللغة التي نتكلمها , يتكلمون فقط لغة الإرهاب و القتل و العته التي لا تعرفها عدن و لم تختبرها قبلًا , كما أنه من الغباء توجيه هذا الخطاب للجهات الأمنية المسئولة عن حماية المواطن و أمنه و سلامته , لأنها كما يبدو غير موجودة إلا لتأجيج الوضع و لنقل مراكز الصراع نحو الجنوب و عدن بالتحديد في محاولة بشعة لقمع الحركات الشعبية المناهضة للوحدة , لذا سأوجه حديثي إلى كل قريباتي و صديقاتي من أعرفهن و لا أعرفهن , لا تستسلمن للمخاوف و الإشاعات , دعونا لا نخسر إنسانيتنا و مدنيتنا و لا نتحوّل إلى قندهار أخرى , لا أحد يعلم ماهي القاعدة أو من هي إلا أصحابها و من دسها بيننا , كل الذي نعرفه أننا يجب ألا نستسلم للغوغاء , أدعو كل مؤسسات المجتمع اليمني إلى التحرك الفعلي ضد هذا الإرهاب الذي تواجهه النساء في عدن , أدعو كل النشطاء إلى تحري الحقائق حول الحالات التي تعرضت لمضايقات مشابهة , أدعو إلى وضع سبل و آليات لحماية هذا المجتمع المدني الرائد , أدعو لإشراك المنظمات الدولية لحماية حقوق الإنسان و الحريات لتأخذ دورها فيما يحدث , أدعو الجميع لكسر حاجز التعتيم ضد كل ما يحاك في الخفاء , أدعو بالفعل إلى تنبيه النساء أو تزويدهن بما يمكنهن فعله أو استخدامه في حال تعرضن للخطر محور الحديث , أقول هذا و لا أعرف ماذا سيكون شعوري أو كيف سأتصرف إن باغثني نواصير الشرعية بمائهم القاعدة الناري في أي مكان , ربما كنت سأصرخ بأعلى قوتي, ليكون صوتي عورة و وجهي عورة , و عورتين بالراس توجع ! [email protected] *عن صحيفة "عدن الغد" الورقية