يعيش أطفال اليمن واقعا مأساوي مخيف , في ظل الصراع العسكري الذي تعيشه البلاد و الذي ألغى عمل الدولة , وفي ظل غياب قوانين حماية الطفولة التي سُنت لحماية الأطفال من مختلف الجرائم التي تمارس ضدهم , الطفلة "شيماء نجيب جمال وحيش " طفلة في الثامنة من العمر , تتعرض للتعذيب بمختلف الوسائل " الحرق بالنار " و الضرب بأدوات حادة " و لركل " من قبل والديها , فالجسم الذي نمى في بطن الأم تسعة أشهر من الرعاية و الاهتمام , هاهو يمزق بالحديد من قبل أمٍ لا ترحم , و أب نُزع من قلبه الحنان و الرحمة . شيماء ذات الجسد النحيل , تحمل براءة العالم كطفله , تحلم بالسلام و الرحمة عنها غائبة , و النار عصا أبويًّ ظالما" يمارس الحرق بحق جسدها النحيل" فتشرع بالبكاء مع صراخ يملأ الحارة التي تعيش فيها , فيلبي نداء صوتها الطفو لي البريء حارة بأكملها و لكن جبروت والدها الطاغية تمنع الجميع من أي شفاعة لملاك اسمها شيماء
كان والديها قد تخلوا عن "شيما "وهي طفلة في الثالثة من العمر لتمارس نموها الطفولي في كنف جدها و ما لبث أن مات جدها حتى اختطفتها أيادي والديها ليمارسوا بحقها محرقة من ألم مكوناتها طفلة في الثامنة من العمر و تسلط أبوي يظهر حجم المأساة
وفي حديثها في مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي " أكدت الطفلة الناشطة " ندى الأهدل " رئيس مجلس الإدارة في منظمة " ندى " المعنية بحماية الطفولة إضرابها عن الطعام إلى أن يتم التعاطي مع قضية شماء بأنصاف و محاكمة المتهم . و في ذات السياق , دانت "منظمة ندى" ما تتعرض له الطفلة "شيماء " محملة الأجهزة الأمنية و القانون الحق في حماية الطفلة ومنحها الحياة الكريمة , و إذ تدين المنظمة كل ما يتعرض له الأطفال تعلن عن امتلاكها دار إيواء تعمل من خلاله على إعادة تأهيل الأطفال المضطهدين ليعاودوا ممارسة الحياة بشكل طبيعي .. كان ناشطوا المجتمع المدني المعنيين بالدفاع عن حقوق الإنسان قد عبروا عن أسفهم لكل ما تعرضت له الطفلة شيماء مطالبين الجهاز القضائي و الأمني بحماية الطفلة , أتى ذلك في منشورات على منصات التواصل الاجتماعي تحت هشتاج " أنقذوا الطفلة شيماء..
و في سياق مختلف و بعد البلاغات التي قام بها سكان الحارة التي تعيش بها شيماء قامت الأجهزة الأمنية بألقى القبض على والد "شيماء" ليتم بعد ذلك أطلاق سراحه بأمر من المحكمة الجزائية تحت ذريعة أن المجرم والدها و أن القانون اليمني لا يعاقب والد فيما يرتكبه في حق ولده . يأتي هذا كله في ظل غياب الوازع الديني والقوانين التي حرمت شيماء من حقوقها و هي حق الحياة الكريمة و الدافع عن النفس , وفي ظل صمت منظمات المجتمع المدني و الرأي العام عن إنتهاك كهذا , يحارب الطفولة , و يعرض أطفال اليمن و يعرض أطفال إلى مآس لا حياة بعدها