في ظل التطورات الحالية على الازمة اليمنية نرى أنه تتقدم جبهة على أخرى بالتناوب حسب أهميتها الاستراتيجية وحسب الجهات التي تتواجد فيها، فنرى أن جبهة الحديدة طغت على كل الجبهات بما فيها الجبهة صعدة التي تمثل معقل قيادة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وقد عبرت قيادة التحالف العربي وحلفائها عن عزمها على تحرير محافظة الحديدة بأي ثمن سواء كان بالتوافق أو بالقوة العسكرية، وفي تاريخ 14 يونيو 2018م مساء ليلة عيد الفطر المبارك تحركت قوات ضخمة من العاصمة عدن سبقها قصف جوي مكثف مهد الطريق لقوات التحالف العربي والمقاومة الجنوبية والمقاومة التهامية المُشكّلة حديثًا في ساعات متأخرة من الليل إلى محافظة الحديدة الواقعه في ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة اليمنيةصنعاء حوالي 226 كيلو متراً وإعلان عملية عسكرية "النصر الذهبي" لتحرير محافظة الحديدة الواقعه تحت سيطرة مليشيات الحوثي التي انقلبت على حكومة الشرعية في مطلع عام 2015م وسيطرت على كافة المحافظات الشمالية بقوة السلاح وإرهاب المواطنيين والسيطرة على المؤسسات الدولية ومطار الحديدة وميناء الحديدة، استمر الحوثيين طيلة ثلاث أعوام،بتهريب الأسلحة إلى الداخل اليمني والصواريخ الباليستيّة التي استخدمت في قصف المدن السعودية بعشرات الصواريخ وكان مصدرها إيران أدخلتها عبر ميناء الحديدة رغم قرار مجلس الأمن الدولي بمنع تصدير الأسلحة لليمن. أهمية ميناء الحديدة للحوثيين :
ميناء الحديدة الواقع في منتصف الساحل الغربي لليمن، على بعد 226 كم، غرب العاصمة صنعاء، وأنشئ عام 1961 بالتعاون مع الإتحاد السوفيتي سابقاً،وتبلغ مساحته البرية الداخلية والمحددة بسور داخلي حوالي 3 ملايين متر مربع،وفيه 8 أرصفة بطول إجمالي يبلغ 1461 متراً. ،ويمثل قيمة إقتصادية إستراتيجية للحوثيين تجني من خلال الجمارك والضرائب المفروضة على الواردات عبر ميناء الحديدة، ما يقارب 72 مليون دولار سنويًا ،عوضا عن استخدمه لتهريب الأسلحة للحوثيين خلال فترة ثلاث أعوام،إضافة إلى ذلك فكان الحوثيين ينهبون المساعدات الإنسانية المقدمة من الأممالمتحدة والهلال الأحمر الإماراتي والصليب الأحمر ومنظمات الإغاثة الدولية المقدمة للمواطنين في المحافظة الخاضعة تحت سيطرة الحوثيين، بما ساهم في زيادة معاناة المواطنين .
أما الدور الأمريكي - الفرنسي - البريطاني في الحديدة :
في إجتماع دعا له أعضاء مجلس الأمن الدولي بجلسة مغلقة يوم الخميس الموافق 14 يونيو 2018م بشأن اليمن إيدت أمريكا وفرنسا وبريطانيا تحرير مدينة الحديدة من قبضة مليشيات الحوثي ،كما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لها أجندة ثابتة في الأزمة اليمنية رغم اختلاطها بالملف السوري والملف النووي الإيراني ،وبالرغم من التصريحات المتناقضة حول الأزمة اليمنية وحسم المعركة عسكريًا وتقديم مساندة كاملة للتحالف العربي في اليمن واستعادة الشرعية المدعومة بقرار 2216 الصادر من مجلس الأمن أو إنهاء الحرب في اليمن وإشراك مليشيات الحوثي في العملية السياسية القادمة، ولكن هذا لايعني وقف صفقات السلاح مع وتبادل المعلومات الإستخبارات بشأن الإرهاب في الشرق الأوسط بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اتفاقيات أبرمت قبل الحرب الدائرة في اليمن ،أما الجانب الفرنسي على لسان الحكومة الفرنسية أعلنت تأييدها الكامل في تحرير مدينة الحديدة وطرد الحوثيين منها، كما تقدمة الحكومة الفرنسية للتحالف العربي بتقديم المساعدة العسكرية في تحرير ميناء الحديدة ونزع الألغام، أما الجانب البريطاني إكتفى بتأييد كامل للعمليات العسكرية لتحرير محافظة الحديدة.