هل يعقل أيها الرئيس الوالد هادي أن تمر كل هذه السنوات و نحن لم نستقر على محافظ ثابت لمدينة بأهمية العاصمة عدن؟! و هل يعقل أن نعاني كل هذه الآلام و المشاق و التضييق في العيش و الحياة دون أن يتحرك قلمكم لتوقيع قرار رئاسي ينتشل هذه المدينة الكريمة التي أسكنت المشرد و أطعمت الجائع و ألتقفت المنبوذ و المطرود و رحمت المظلوم و أعزت الذليل و سندت الضعيف؟! الشهيد جعفر الله يرحمه كأن المحافظ الوحيد الذي أجمع عليه و احبه الجميع و لذلك تمت تصفيته... و البعض و بغباء شديد لا يزالون يغرقون في بحر اللعب على عقولهم، يغطون في سبات عميق لا أحد منهم يريد أن يستفيق على وقع واقع يوضح لهم حجم المؤامرة التي تحاك ضد عدن و أهلها، المرة الوحيدة حينما أجمعنا كلنا صغير و كبير، فقير و غني إنتقالي و حراكي و شرعية و مختلف الأشكال و الأطياف و الألوان ، و إتفقنا على نزاهة جعفر و إخلاصه للحبيبة عدن و أهلها، و وجدنا فيه الفارس المناسب الذي جاء بحصانه الأبيض لينقذ عدن و أهلها من براثن الظلم و الممحكات و الإستغلال، حينها إحتار المتأمرون في خلق الفتنة و تاهوا في إيجاد نقاط ضعف و تبأينات تمكنهم من أختراق المزاج العام لينفذوا من خلالها لتأجيج الصراعات و تغذية الإختلافات، لذلك لم يكن أمامهم حل سوى تصفيته، أرعبهم ذلك التقارب و الإجماع الشعبي أرعبهم أن تنتهي الصراعات فتتوحد الصفوف فتنكشف كل مصالحهم القذرة و تسقط كل الأقنعة التي يخدعونكم بها! كل محافظ جاء قبل الشهيد جعفر أو بعده كأن بوضوح تام مدعوما من طرف أو من طرف أخر، لذلك كأن من السهل على المتأمرين اللعب على خلل الإختلافات و تنفيذ مخططهم الحاقد في إبقاء عدن و أهلها ضحية لهذه الإختلافات و إبقائها تحت نار المعأنأة و الآلام ليرمي كل طرف الأسباب على الطرف الآخر.. للأسف نحن نساعدهم نحرق مدينتنا و نرهق عائلاتنا و نؤذي أطفالنا و ندمر حياتنا في خلق أجواء مشحونة و بيئة لا تساعدنا في إستعادة حياتنا و إرجاع الروح لمدينتنا المكلومة، نحن من ننفذ لأولئك الشياطين مآربهم و ننحني لهم ليمتطوا علينا و بعبثون بحياتنا و بمدينتنا... أما لماذا يريدون ذلك؟ فذلك لأنهم طفيليات لا تعبش إلا في مثل هذه المستتقع د، ففيه تزدهر تجارة السوق السوداء و تجارة الأسلحة و بهكذا وصع فقط يمكنهم الحصول على كل تلك الإمتيازات و الفرص الذهبية ، و لم يكونوا ليحصلوا على تلك الصلاحيات و كل تلك الأشياء المسخرة لهم و لايمكن أن يكون لهم كل ذلك الزخم و الشهرة و الحرس و الخدم و الحشم و الثروات الطائلة و لا يمكن أن يحصلوا على كل ذلك الإهتمام من قبل حكومات الجوار و حكومات العالم و لم تكن لتتوفر لهم الفرص في أن يتبوأوا مواقع تخدمهم للتعامل و التحاور معهم كشخصيات مهمة و لم يكونوا ليحصلوا على السفريات الدبلوماسية و السفر للعلاج في مستشفيات الخمسة نجوم في اكثر دول العالم تطورا و لم يكونوا لينالوا على إمتيازات تعليم أولادهم في دول العالم بينما يسوقون لكم ثرثرة في النضال و الوهم و قناع الملائكة الذي بخفون تحته أرواح الشياطين... لايمكنهم الحصول على كل ماهم عليه الآن في الظروف الطبيعية و في ظل نظام دولة و قانون! منذ زمن سيدي الرئيس و العاصمة عدن بحاجة إلى رجل مخلص إلى جعفر جديد بعيد عن تجاذبات السياسة يعمل فقط لإنتشالها من وضعها المزري و يرفع الظلم الذي طال كل أسرة فيها و يعمل على إعادة إعمارها و تحسين و توفير الخدمات فيها و عدن حبلى بمثل ابي المساكين الشهيد بإذن الله جعفر! سيدي الرئيس نعلم أنكم تريدون عمل الكثير لعدن و لايمكن أن تكونوا سبب في تلك المعأنأة و لكن الواقع الذي نعيشه اولا و اخيرا في ذمتكم أنتم قبل إي إنسان لأنكم راع و أنتم المسؤولون امام الله على كل الرعية.. فهل ننتظر قرار موفق و مدروس دون اي إملاءات غير وحي الضمير و الخوف من الله؟!