هنا لودر .. هكذا تستقبلك أكوام القمامة المنتشرة في مداخل لودر, وتتلقى كل الزائرين والوافدين إليها.. هنا لودر .. بروائحها النتنة , ومناظرها المقززة , يستقبلك الذباب , وتتلقاك الكلاب الضالة على أكوام القمامة.. هنا لودر .. قِبلة الزائرين بروائحها النتنة, ومدينة الأبطال بمظهرها المقزز , وساحة الرجال , بحالها المزري.. هنا لودر .. من أسواقها التي تغطيها المجاري ومياة الأمطار , من أزقتها التي تتناثر فيها القمامة والمخلفات هنا وهناك.. هنا لودر .. المدينة العصماء التي تحولت بفعل فاعل مجهول الهوية والهوى والإنتماء إلى مكب (نفايات) , وباتت تندب (حظها) وتشكو سوء حالها.. هنا لودر .. حدث ولاحرج .. فوضى عارمة .. مشاريع مهملة .. فساد مستشري .. أمن غائب.. وأصنام تدعي حبها للمدينة (وشتان) بينها وبين حب السابقون لها.. هنا لودر .. صراع على المناصب, ولهث على الإغاثة , وقتال مستميت من أجل المال, وبالمقال مدينة تحتضر (وتلفظ) أنفاسها الأخيرة.. هنا لودر .. بات الصمت فيها (سيد) الموقف , وآثر البعض إن لم يكن الكل أن يدسوا رؤوسهم في التراب (كالنعام), ولم ينبس أحد (ببنت) شفة , ربما خوفاً على مصالحه, وربما خوفا من سوط (الرقيب).. هنا لودر .. مدينة مرافقها الحكومية (محتلة) , وسلطة المحلية (غائبة) , وأهلها في صراع عقيم مرير حول من (ولد) أولاً الدجاجة أم البيضة.. هنا لودر .. توارت فيها (الحقائق) , وتُقصى فيها ( الهامات ) , ويُحارب فيها (الخيرين) , ويُدمر فيها كل جميل.. هنا لودر .. مدينة باتت قاب (قوسين) أو أدنى من الضياع والهلاك والإندثار, وحينها لن ينفع (النوح) على الأطلال, والتغني بالماضي الجميل.. هنا لودر .. بتقلباتها .. بأوضاعها المؤلمة .. بحالها المزري .. بصمت أهلها القاتل .. بضياع أمجادها .. هنا لودر .. الوجع الدائم .. غُصص الألم .. المُقل الباكية .. الأحلام التائهة..