اليوم زرت زنجبار وقد تزاحم على أعمدة الإنارة التي لا تضاء صور الشباب المشاركين في حفل الزواج الجماعي كل صورة على حدة مرتدين نفس البدلة (جاكيت رمادي لماع قميص ابيض كرفته شريط أسود) كأنهم بوديجاردات ركبت على وجوه شباب زنجبار الكالحة من خلال برنامج فوتوشوب. وبغض النظر عن كل مادار من لغط حول تفاصيل الزواج الجماعي من قبل زملائنا في إيجابا وسلبا إلا أنني أرى هذا النوع من الحفلات ليس من عاداتنا فزنجباروأبين في العادة تحتفل بكل شاب من أبناءها في يوم يخصص له دون غيره ويغير الآخرون مواعيد افراحهم إحتراما للعريس الآخر وحتى يملكون يوما خاص بهم يجتمع فيه الاهل والأحباب حولهم وقديما كان حفل الزواج يبدأ قبل أسبوع من موعد الزفاف ولا ينتهي إلا بعده بثمانية أيام (الثامن). أتمنى من منسقي المنظمات المانحة من أبناء أبين الاجتهاد عند وضع التصورات والبرامج للمانحين وعدم الاكتفاء بالنسخ والتقليد لما هو معمول به في مناطق ومحافظات أخرى بما يناسب عادات وتقاليد تلك المناطق، بل على المنسق المحلي إبداع أشكال وأنماط برامجية تتناسب مع عاداتنا وتطورها وتجعلها مقبولة ومتفهمة من المانحين، هذا إن وجد المبرمج والمنسق الأبيني فعلا لدى المنظمات المانحة. أما إذا كان المبرمجين عادهم من بلاد الزنة والعسيب و الأعراس الجماعية ولازالو يفرضون على مناطقنا ثقافتهم وعاداتهم بقوة الدعم المقدم من الأشقاء فهذا الأمر يتطلب موقفا من السلطة المحلية في أبين ومنظمات المجتمع المدني توقف التشوية الثقافي للمحافظة وتعطي الفرصة لأبناء أبين من العمل لدى المنظمات الدولية بما يحترم خصوصية المنطقة ويعود بالنفع على أبناءها وعلى المنظمات نفسها.