للصلع مزايا مؤكدة .. لو تأمل فيها المنصف لما عده عيبا أو نقصا ، بل مؤشرا على النبوغ والوجاهة .. واكتمال الرجولة .. فلا خلاف على أن أغلب الصلع يتميزون بدماثة الخلق ، وحدة الذكاء ، ورهافه الإحساس ، ولطف المعشر ، وسعة الافق ، وروعة الشخصية.. وهم – بحسب بعض الدراسات – أزواج مثاليون وآباء صالحون .. ويكفي هذه الطائفة – أي الصلعان – فخرا وشرفا إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كان واحدا منهم . ومن أحسن ما قرأت في هذا الباب ، أن إمراة عربية ذواقة سألوها : من خير الرجال فقالت : ((الكهول الصلع)) وقد صدقت ورب الكعبة. هذا ويمتلئ تاريخنا الحديث والمعاصر بعدد لا يحصى من الصلعان الأعلام أًصحاب المواهب في شتى المجالات ، فمنهم على سبيل المثال : لينين وتشرشل وغاندي والملك الحسين بن طلال وعمر البشير وبيكاسو ومحمد عبد الوهاب وعاصي الرحباني وطلال المداح وعبادي الجوهر وخالد الشيخ ولطفي بو شناق ومحمد صبحي وأحمد بدير وخيري شلبي ، وأحمد شوقي وغازي القصيبي وإيليا أبو ماضي و(بروس ويليس) وزين الدين زيدان ... وغيرهم كثيرون. ولابد أن يقودنا الحديث عن الصلع إلى ذكر أهم وأبرز صلعتين ظهرتا في هذا الوطن المنكوب .. الأولى هي صلعة الرئيس السابق (عفاش) وهي صلعة بطيخية محدبة ، ضمت دماغا شديد الدهاء ، وتمكنت من تدويخ البلاد والعباد على مدى ثلاثة عقود .. قبل أن تستقر فيها رصاصات الحوثي وتنقلها إلى العالم الأخر.. والثانية هي صلعة المشير (هادي) الحكيمة ، والمفكرة والمتأنية ، والتي استطاعت أزاحة صلعة عفاش وفرضت نفسها على قمة الهرم السلطوي ، ولازالت تقود البلاد واعدة بالإنجازات . وهناك صلعتان أخريان لا يمكن تجاهلها بحكم شهرتهما بين أبناء الجيل الذي أنتمي إليه ، إحداهما هي الصلعة التي يمتلكها تحفة الزمان، وفاكهة المجالس أستاذنا مازن عكبور ، والتي يصح وصفها بالاستثنائية.. وبالفاتنة أيضا لأنها – ما شاء الله ولا قوة إلا بالله – ملساء كالحرير وناعمة كخدود الصبايا.. أما الأخرى فهي صلعة أخيكم في الله كاتب هذه السطور وضاح سعيد المحامي .. فصحيح أنها ليست بجمال صلعة العكبور ولمعانها ، لكنها الكثر صلابة والأشد عزما من جميع الصلعات.. والناظر إليها يدرك على الفور أنها لا تدل على العبقرية والتصميم فقط بل على البطولة الخالصة.