رونالدو يكشف "عمره البيولوجي" ويثير الجدل حول موعد اعتزاله    نابولي بطلا للدوري الايطالي لكرة القدم    اليمنية تحدد موعد بدء تفويج الحجاج من مطار صنعاء الدولي    اعلام العدو .. الخطوط الجوية البريطانية تستسلم لليمنيين    خطوة مفاجئة.. مانشستر يونايتد يعرض جميع لاعبيه للبيع!    مدرب ليفربول يقدم أول هدية لنظيره الجديد في ريال مدريد    الجيش الإسرائيلي: نستعد لحرب واسعة ومتعددة الجبهات بناء على نتائج مفاوضات الملف النووي مع إيران    الحميات تتفشى في عدن وسط غياب الدور الحكومي    الإنسان بين الفلسفة والدين    محافظ شبوة يدعو القوى اليمنية للالتفاف حول السيد القائد صاحب المشروع الوطني الجامع    مكة المكرمة تروي ومضات من تاريخها    أزمة في عدن.. قرص الروتي ب125 ريالاً    الخطوط الجوية اليمنية تعلن البدء بتفويج الحجاج من مطار صنعاء اعتبارا من الغد    مسير عسكري لوحدة التدخل السريع من ذمار إلى العاصمة صنعاء    مطاوعة وزارة الأوقاف يحتكرون "منح الحج المجانية" لأنفسهم    نداء شعب الجنوب العربي إلى العالم لإغاثته من الكارثة الإنسانية    اكثر من (8000)الف حاج وحاجه تم عبورهم عبر منفذ ميناء الوديعه البري مديرية العبر بحضرموت    سريع يعلن قصف اللد وجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ واحرنوت تتحدث عن حركة الملاحة الجوية    غرفة تجارة أمانة العاصمة ترحب بقرار إعفاء المشاريع الصغيرة والأصغر من الرسوم    رسميًا.. ريال مدريد يعلن رحيل أنشيلوتي    صنعاء.. ثلاثة قتلى وجريح في هجوم مسلح على محل    الأرصاد يحذر قاطني الصحاري والسهول الساحلية    مدير حقوق الإنسان بعمران يكشف عن جرائم بالجملة ارتكبتها المليشيا بحق سكان المحافظة    السعودية:محمد عبده يعتذر.. ورابح بديلا في العلا    بعد الثلاثية.. برشلونة يمدد عقد رافينيا    وفاة 6 أشخاص بوباء غامض في عدن    جوائز قياسية لكأس العرب "قطر 2025"    الذهب يرتفع ويتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر    انخفاض أسعار النفط بفعل ارتفاع الدولار    الجنوب والحرب من أجل السلام    الجولاني باع الارشيف الأمني السوري لإسرائيل    ألمانيا تعتقل شابًا يمنيًا بتهمة الانتماء للحوثيين والقتال في مأرب    دراسة صادمة تكشف ما قد يفعله الهاتف الذكي بعقول الأطفال!    هل ما جرى في عام 1990م وحدة اليمن والجنوب أم كان اعلانا سياسيا؟    موت الوحدة اليمنية وولادة رؤية دولتين تتعانقان بسلام    مدرب طليعة تعز الكاتب يؤكد ... مهمتي مع الفريق صعبة ولكنها ليست مستحيلة !    تحذير هام صادر عن أعضاء الجمعية العامة في بنك اليمن والكويت بصنعاء    قيادي في الانتقالي ينتقد اداء المجلس ويتحدث عن التلسط والتمييز والخلل البنيوي وغياب التخطيط    العراسي: صغار المودعين يواجهون اشكاليات وحلول الودائع لم تنفذ ووقف التعيين والتكليف مبرر لابقاء الفاسدين    البيض في ذكرى الوحدة: إما انهاء الانقسام وإعادة الاستقرار والتنمية او يظل الوطن رهينة صراعات لا رابح فيها    ناشيونال إنترست: نتنياهو يخاطر بانهيار الاقتصاد الإسرائيلي على يد اليمنيين    إعلان هام للمتقدمين لاختبار المفاضلة بكلية الهندسة جامعة صنعاء    تصاعد موجات التفشي الوبائي بتعز .. تسجيل الصحة آلاف الإصابات بخمسة امراض خلال اقل من نصف عام    تحرير بلا احتفال: عيد الوحدة في ميدان الغبار    عواقب الوحدة الاندماجية    جامعة سيئون تمنح ثلاث درجات دكتوراه بامتياز في اللغة والأدب    بريطانيا : التوصل إلى تقنية جديدة لتشخيص أورام الدماغ    عدن .. البنك المركزي يوضح حول طباعة نقد جديد لتمويل عجز الموازنة    تكتل قبائل بكيل ينعي الشيخ ناجي جمعان    وفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة غرقًا في ساحل صيرة بعدن    في الذكرى ال35 : الوحدة اليمنية ... بين التدخلات الخارجية وحروب الثلاثمئة عام!    زيارة ملك الاردن لمصانع الكبوس تعيد إلى الواجهة اقتحام غرفة صنعاء وتحذيرات السامعي من تطفيش الرساميل الوطنية    رسالة أستاذ جامعي!!    الفساد الحوثي ينهش القطاع الصحي بريمة.. مستشفيات بلا دواء ومساعدات منهوبة    صنعاء .. التربية والتعليم تحدد موعد بدء العام الدراسي القادم    تقييم هندسي: "شجرة الغريب" في تعز مهددة بالانهيار الكامل وسط تجاهل رسمي    باب الحارة يفقد أحد أبطاله.. وفاة آخر فرد بعائلة "أبو إبراهيم"    جراء الإهمال المتعمد.. انهيار قلعة تاريخية في مدينة يريم بمحافظة إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجنوبيون .. من الوحدة إلى الإنفصال
نشر في عدن الغد يوم 13 - 07 - 2018

الوحدة اليمنية كلمة حق يراد بها باطل ,كل شعوب العالم تواقة للوحدة , وهكذا كان الجنوبيون أيضآ من دعاة الوحدة اليمنية والعربية والإسلامية , قدم الجنوبيون وبطواعية تامة وبفرحة عارمة وطنهم وكوادرهم وقادتهم وشعبهم قربانا للوحدة اليمنية , لم يقدم الشمال للجنوب سوى عصابات النهب والإقصاء والظلم والاضطهاد والتهميش والتطفيش .

قدم الجنوبيون شريطهم الساحلي الطويل لشركات تصدير وتجريف الأحياء البحرية لآل الاحمر والزنداني وغيرهم من هوامير الشمال , قدم الجنوبيون آبار نفط حضرموت وشبوة وحرموا أهاليها من أبسط الخدمات الصحية والتعليمية ولم يشيدوا حتى محطة كهرباء جزاء بما قدمته تلك المحافظات الجنوبية .

لم يتركوا حتى مزارع العجول و الأبقار في لحج وأبين نهبوها وقسموا مزارعها وباعوها , وتحولوا من جياع حفاة عراة إلى مليونيرات بين عشية وضحاها , ماذا قدم الشمال للشمال أو للجنوب , ماحدث في صعدة كان نتاج طبيعي للتهميش والتجويع وكذلك حدث ويحدث للحديدة وحجة والمحويت وغيرها من مناطق الشمال , وكانت النتيجة هي هذه الحرب المستعرة حتى يومنا هذا.

رغم ظلم الشمال للجنوب في حرب صيف 94م والتي أفضت إلى كفر الجنوبيون بالوحدة اليمنية , ومع هذا أرى بأن حرب صيف عام 94م أقل خطرا على الجنوبيون من هذه الحرب , كانت حرب صيف 94م سياسية مناطقية وجهوية بإمتياز , أم حرب 2015م كانت طائفية عرقية وهي أشد خطرا وفتكا من أي حروب شنت على جنوب اليمن منذ مئات السنين أو أكثر .

حرب الزنابيل والقناديل مزقت النسيج الاجتماعي الشمالي ولن يعود ذلك الشيخ الامر الناهي والمسيطر إلى سابق عهده , أهين وأذل غالبية مشائخ وقادة وزعماء الشمال على يد مليشيات الحوثي , حتى حرمات النساء أنتهكتها مليشيات الحوثي في الشمال قبل الجنوب , وحتى كبار علماء ومشائخ ومراجع البيت الزيدي يتعرضون للاقصاء والتهميش , التحول من المذهب الزيدي إلى المذهب الشيعي الاثنى عشري لم يكن قريب الصدفة بل تم التحضير له منذ ثلاثين عام تقريبا في صعدة وبيروت وطهران .

صنعاء لم ولن تعود صنعاء كما كانت , حتى لو توقفت الحرب وعاد أبناء عفاش إلى صنعاء , فلكل حرب إفرازاتها على صعيد الجانب العسكري والسياسي والإجتماعي وحتى المذهبي والثقافي , ستتحول مليشيات الحوثي للعمل السياسي و الميداني وستترك السلاح المليشياتي , لأنها ستنخرط بالعمل السياسي والديمقراطي وستستحوذ على الجيش والأمن والسلطة التنفيذية وحتى الشرعية بالشمال .

لن تسمح مليشيات الحوثي بعودة رموز وقادة وزعماء النظام السابق لسابق عهدهم , لأنه سيشكل خطرا حقيقيا ووجوديا عليها , لا يوجد غير طريق أو مخرج يتيم للقضاء على مليشيات الحوثي فكريا ثم إجتماعيا , وهو دعم وإسناد كبار مشائخ المذهب الزيدي المعارضين حتى اللحظة للمليشيات الحوثية و المذهب الشيعي الدخيل .

الوحدة إنتهت وإلى الأبد مع الشمال , والإصرار عليها هو الإصرار على مزيد من الحروب والأزمات من قبل أمراء الحروب وتجارها , الرئيس هادي على قناعة تامة بأن مليشيات الحوثي ومشائخ ونخب الشمال ترفض رفضا قاطعا مشروع الأقاليم الستة وخصوصا إقليم آزال ( صنعاء , ذمار , صعدة , عمران ) الفقير بالموارد والثروات الطبيعية والموانئ البحرية , وبسبب هذا المشروع أحتجز الرئيس هادي كرهينة وكذلك أمين عام الحوار الوطني بن مبارك وحكومة الكفاءات بصنعاء .

تمسك الرئيس هادي بمشروع الأقاليم المرفوض من الشمال والجنوب هو بطلب من حزب الإصلاح الخاسر الأوحد من هذه الحرب بعد توقفها , مليشيات الحوثي هي المنافس الأكبر لحزب الإصلاح في الشمال لأن كلا التنظيمين يعتمدان على الخطاب الديني والفكري الإسلامي لاستقطاب عناصرهما , ولا خيار للرئيس وحزب الإصلاح غير إطالة أمد الحرب والأزمة لاستنزاف جميع الأطراف الفاعلة بالحرب اليمنية من أجل إضعافهم للقضاء عليهم لاحقا .

مايحدث الان على الأرض هو تطبيق عملي لخيار الفدرالية من إقليمين جنوبي وشمالي , حتى مليشيات الحوثي وصلت إلى هذه القناعة التامة , وأصبح مطلبها الرئيس حاليا توقف الغارات الجوية والتوقف عند مشارف ميناء ومدينة الحديدة لتعلن بعدها عن وقف جميع عملياتها العسكرية وحتى الصاروخية الباليستية على السعودية , والشروع بالعملية التفاوضية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على صياغة الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية , قطبي المعادلة على الأرض هما مليشيات الحوثي في الشمال والمجلس الإنتقالي في الجنوب .
* كاتب ومحلل سياسي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.