من يتابع خطاب قناة "سهيل" الأحمر الحربية هذه الأيام وهجومها على كل من لايروق لموجهيها حتى ولو كان هذه المرة رئيس الجمهورية ذاته التي ادعت مساندته في وقت سابق، وعادت مؤخرا لاتهامه بالسعي لتكرار تجربة الرئيس السابق "علي صالح" في البحث عن أقربائه لتقوية شوكته والاتكاء عليهم، بدلا عنهم، ولاسيما أيضا فيما يتعلق بتعاملها المناطقي تارة والطائفي تارة أخرى، مع الأحداث القادمة إليها من عتمة التكهنات العقيمة عن الأوضاع بصعده أو الجنوب، حيث يدرك المرء من الوهلة الأولى لفبركاتها العقيمة خطورة الأهداف وسوء النوايا المبيتة التي يخطط لها موجهي خطاب تلك القناة الحربية بامتياز ،ضد أبناء الجنوب وأبناء صعدة الذين تقولهم بأخبارها مالم يجرؤا على قوله أو يمكنهم المطالبة به من حرب جديدة على مدينتهم التي شبعت خرابا و مزارعهم التي ارتوت دماءا و منازلهم التي صارت هباءا ودمارا، في ظل ماينعمون به اليوم من امن واستقرار وخدمات يحسدون عليها، مقارنة ببقية المحافظات الأخرى. ورغم كل تلك الحملات الطائفية الهوجاء الموجه ضد حكام مدينة صعدة داخليا وخارجيا والتي تأتي "سهيل الأحمر الحربية" في مقدمة تلك المنابر الطائفية الموجهة ضد الحوثيين، لحاجة في نفس يعقوب لا يدركها إلا من أدرك واستشعر مرارة تلك الهزيمة النكراء التي مني به أكثر من عشرين ألف مسلح قبلي ممن شكلوا- بدعم وتوجيه سعودي- ماسمي في جولة الحرب العبثية السادسة بصعدة "بالجيش الشعبي الأحمر"، لحسم الاستئصال النهائي للحوثيين وكل الساكنين بصعدة الخير والسلام التي تتعافى اليوم ببطئ شديد من العبث والدمار الانتقامي لتلك العقليات الإجرامية التي خاب مسعاها مرارا وتكرار وتسعى اليوم على مايبدو من خلال الخطاب الحربي لقناة سهيل المفسد لكل وفاق آدمي وشيطاني، إلى معاودة الكرة مجددا على وقع الانتصار الوطني المشرف على مسلحي القاعدة بأبين، متناسية وغير عابهة بأي وفاق وطني ودواعيه الوطنية التي ينبغي على الجميع أن يسموا فوق كل خلافاتهم الأنانية وثقافة "التشفي المريرة"من الآخر، كضرورة من ضرورات إنجاح عملية الوفاق الوطني التي يبدو أنها لم ترق بعد، لموجهي خطاب قناة "سهيل الأحمر الحربية"، وإلا فإن من غير المعقول ان كلمات "المخلوع" و"المحروق"و"المتمرد" و"بقايا نظام العائلة" و"بلاطجة المخلوع" وغيرها من الألفاظ والجمل التي تستفز مشاعر الآخر المنصاع للفعل الثوري في لحظة كان ومايزال يملك فيها مايفعله لإفساد الوفاق الوطني على الأقل والتذكير بسيناريو ويلات ليالي الحصبة الدامية التي مثلت صورة حقيقة لمعارك كسر العظم التي أكد صالح من خلالها مرارا رفضه لتلك المعادلة، حتى ماقبل ان يقرر الخوض في غمارها إلى ان اجبرته "الجارة الجائرة" على إيقافها في الوقت الذي قيل أنه كان يضع فيه حبكة مشاهد فصولها الأخيرة.
وليس من المنطق الوطني والثوري ان تأتي سهيل الأحمر لتصف الجنوبيين الأحرار المطالبين سلميا منذ2007م بوطنهم المحتل بفعل الآلة العسكرية الهمجية والأطماع القبلية المتخلفة، التي نهبت كل ماله ثمن على أرض جنوبنا الحر، "ببلاطجة الحراك" وتارة "بمسلحي الحراك" وحلفاء النظام السابق ووووغيرها من الألفاظ والجمل التي لاتمت إلى واقع وعدالة قضيتهم بصلة، فيما العالم يدرك أن الجنوبيين كانوا السباقين إلى النضال السلمي بعد فشل حلمهم القومي الأسمى المتمثل في وحدة حياة ونماء وتطور لجميع اليمنيين والعرب، وأنهم مثلوا النواة الأولى للثورات السلمية التي انفجرت في وطننا العربي وأطاحت بزعماء الوهم والضيم ممن مابرحوا يخططون لنقل عروشهم لأولادهم وذويهم المقربين. وليس من العقل الثوري أن تكن سهيل الأحمر عدائها اليوم بصورة لاتقبل وطنيا ولا أخلاقيا للحوثيين وأبناء صعدة ممن ضحوا بكل غالي ونفيس للدفاع عن أنفسهم وعرضهم وكرامتهم ضد 6 جولات من الحرب العبثية التي أكلت صواريخها وطائراتها وقذائف الموت الموجهة ضدهم فيها من الحاكم السابق وملوك وأمراء الموت في الجارة الجائرة، الأحضر واليابس في مدينتهم الزراعية الأولى التي عادت اليوم سهيل ومثيلاتها في الدنائة الإعلامية لتصفهم بالرعية والعبيد لسيدهم الحوثي وكان ليس فيهم حر أو عاقلا يتحدث عنهم في مثل تلك الادعاءات التافهة التي تقذفها سهيل للسيد وقياداته الحكماء بأهل صعده كما يقول الصعداويين أنفسهم، وتصفهم من خلالها "بالمتمردين" تارة و"المعتدين" تارة أخرى، والعملاء لإيران والنظام السابق تارات وتارات أخرى.
لم أجد تفسيرا للخطاب العدائي العام، الذي دأبت قناة سهيل على انتهاجه ضد كل القوى الوطنية، باستثناء "الإصلاح الحاكم الفعلي وحلفائه" الذي يضن مالكها الحصري الشيخ والملياردير الوطني "حميد الاحمر" أنه حزب كفيل بايصاله إلى مبتغاه في العرش والسلطة والجاه بعد ان ساعده فساد النظام السابق في تكوين اكبر امبراطورية مالية في اليمن مكنته من تأزيم ثورة الشباب المسروقة وحرف مسارها الثوري لصالح حزبه "الثائر بحثا عن فرصته التاريخية للانقضاض على العرش المامول منذ زمن بعيد وبلوغه بأي طريقة كانت، وبالتالي اطالة امد ذلك النظام الذي لم يبخل عليه يوما ولا على والده المرحوم أو إخوانه الشيوخ بالخيرات الوطنية والامتيازات القبلية التي لم يحلم بها أو يصل اليها حتى أبناء رئيس النظام السابق، بدليل رفض أكبرهم لاستمرار الوكالة الحصرية للشيخ الثائر في تسويق النفط اليمني بالمعايير التي يحددها هو ومعينيه في ذلك النظام البائد، ليكون هذا الرفض الغير المسبوق للشيخ، نقطة انطلاق مرحلة جديدة باليمن، بدأت بالتحدي وانتهت بالتهديد من الشيخ بثورة تطيح بالنظام، وفقا لوثائق ويكليكس وما نشرته عنها صحف عالمية في وقت سابق من انطلاق ثورات الربيع العربي.