عاماً كاملاً منذ إستشهاد أيمن، فهل يا ترى رحل عنا الحزن والألم كما رحل أيمن؟ وهل رحل وغادر الدمع أعيننا، كما غادرت روح وثرى أيمن الشهيد؟ لا، وألف لا .. حتما هي الإجابة.
بعد أن كان مع والديه في حفل زفاف في أحد منازل الحي القريبة من منزله، صادف الطفل أيمن مُدرسته في منزل العُرس، والتي باشرته بالسلام وبسؤاله عن حاله، ليرد أيمن لها سريعاً، وينطلق خارجاً ًثم يقول لها: سأعود..
فحينها تحرك أيمن سريعاً صوب منزله، والذي يبعد عن منزل العرس عدة أمتار، ليحضر لأستاذتهُ كرتها الخيري، لكي تحصل على سلة خيرية، والذي قد كان أعطاءه إياه والده الليلة الماضية لكي يسلمه أستاذته صباح يوم السبت بالمدرسة. إلا أن أيمن فضل أن يذهب للكرت في منزله، ليدخل المنزل ثم يتجه صوب السطح حيث هناك شنطته الدراسية، والتي فيها الكرت، وبينما هو باحثاً عن الكرت في إحدى خانات الشنطة، وعجولاً في البحث كي يعود لأستاذته حاملاً معه الكرت.. إلا أن يد الجبن والحقارة النتة، وعيون الغدر والخيانة أبت إلا تبحث وبدقة عن الطفولة البريئة، عن ضحكاتها، وصفاءها.. لتستهدف أيمن بقناصتها الملعونة في رأسه، فلم يكمل أيمن بحثه عن الكرت، ولن يعود لأستاذته مجدداً، لأن الغدر ومصاصي الدماء، أعداء الطفولة أبوا إلا أن يعترضوا طريقه الخيري، وحياته المقدسة، وأحلامه الكبيرة والعظيمة.
أُستشهد أيمن لكن تبقى إبتسامته وضحكاته ترافق كل لحظات حياتنا، وتبقى هناک لعنات تأزر كل لحظة لكل أؤلئک المجرمون الفاجرون، الذين ينالون من زهور هذه الحياة، ومن براعمها اللطيفة والبريئة، فالرحمة تغشاک أيمن وأسكنك جناته ولا نامت أعين الجبناء.
قبل عامٍ من اليوم 25/07 أُستشهد الطفل أيمن ذو الحادية عشر من العمر بينما كان في سطح منزله الكائن وسط مدينة تعز، إثر رصاصة قناصٍ غادرة إستقرت في رأسه، ليرحل بعدها إلى خالقه.
فعام منذ تلک الحادثة المؤلمة، التي لطالما تقول، ذهب أيمن لخالقه شهيداً، وسينال الغادرون المجرمون عقابهم لا محاله، فالله لا يهمل، بل يمهل الفاجرون ليوم شديد. فأيمن وكثيرين من الأطفال هم ضحايا أبرياء لوحوش ملعونة إعتادت سفک الدماء، وقتل الطفولة بحقدها وبغضها الدفين.
ورحم الله الشهيد الطفل ايمن، واسكنة الفردوس، وبقية اطفال اليمن، وارينا اللهم بقدرتك العظيمة وجبروتك الالهي القادر عدالتك وعدالة السماء في سفاكي دماء الطفولة، ومصاصي دماء المسلمين، وجنب اللهم اليمن الفتن ما ظهر منها وما بطن، انك سميع عليم.