الجنوب يحتاج اليوم الى عقلية سياسية تتعامل مع الأمور بدقة متناهية بحسب أهمية وحساسية الظروف المحيطة والتراكمات الفائتة . الأكيد هناك مشاريع تتقاطع الان وقوى تتحفز وأحزاب تحكول وتتأمر . وهنا مايزال الدور الرئيس يقع في المقدمة على عاتق الرئيس عبدربه منصور هادي باعتبار الكل مايزال تحت مظلة شرعيته المعترف بها دوليا ومن الواجب والحكمة ان يعمل الرئيس بعقل مؤسسي ويتعامل مع الملفات الشائكة بترو وحكمة وتمحيص . استقرار الجنوب وتحديدا المناطق المحررة مهم جدا للشرعية وللتحالف وللحراك الجنوبي و المجلس الانتقالي على وجه التحديد وعليه فأن الرئيس لابد ان يظل محط احترام الكل ويمثل مرجعية لحل اي خلافات او سوء تفاهمات وبالذات بين الحكومة والمجلس الانتقالي . لدى الرئيس ومن موقعه الكثير من الامكانيات والصلاحيات التي يمكن ان يتعاطي معها. ومن مكانته . بمسؤلية فائقة ومنها ملف القضية الجنوبية تحديدا ذلك ان الجنوب كان عامل الدعم والقوة والانتصار لماتحقق بأسم الشرعية والتحالف فأذا لم ينصف الجنوب الرئيس عبدربه فمن ياترى سينصفه ؟! وهذه حقيقة لايمكن ان يغفلها أيا كان وبالتالي فان تجاهل الجنوب وقضيته واستحقاقاته أو تقزيمه وتمثيله بمكونات اوشخصيات كرتونية أومفروضة رغما عن ارادته سيحمل معه وفي طياته الكارثة بعينها !! ويعيد الأمور الى مربع البداية . ان يجاري الرئيس سياسات بعض القوى والأحزاب التي ترى في الجنوب مجرد جغرافيا وثروة فقط من غير قضية سياسية عادلة باتت حقيقة واقعة . معناه الكارثة بعينها . اعتقد ان الحرب افرزت حقائق أوكشفت الغمام عن حقائق كانت ربما مطمورة ومغموؤة يدركها الرئيس هادي قبل غيره وهيى ان قبول هذه القوى برئيس جنوبي ومناصب حكومية وبرلمانية للجنوبيين لاتمثل الا أخر المحاولات لهضم الغنيمة الجنوبية تحت شعار اقتران الوحدة بالموت والوحدة كالصلاة من تركها فقد كفر في حربهم عام 94م وتحرير الجنوب من الدواعش كماهيى حرب 2015م لكن عندما تعارضت مصالح هذه القوى الشمالية مجتمعة مع منطلقات الرئيس وسياساته قلبوا الطاولة في وجهة فهرب مكرها ومرغما وهنا احتظنه ونصره وأزاره وقاتل الى جانبه من كان يظنهم لم ينصروه لان روح النخوة والشهامة والاباء جعلتهم الكل يقاتلون بشراسة لنصرة الرئيس على الأرض الجنوبية وتحت الراية الجنوبية . وهنا تأكد للرئيس فشل معادلة المناصب مقابل الجنوب وقضيته وهيى معادلة خاسرة فعلا أكثر منها وحدة مؤامرة .. كما وصفها الفيلسوف والشاعر العظيم البردوني عام 94م وهنا يستطيع الرئيس ومن موقعه التعاطي مع الجنوب وقضيته باقصى درجات الحنكة والمسؤلية والأنصاف ليس لانه جنوبيا بل لانها مسؤليته الوطنية واللاخلاقية التي يتحملها امام التاريخ . وعليه أي الرئيس الا يسمح مطلقا بجعل الجنوب ميدان صراع وفي ذات الوقت يجب أن يتفهم الاخرون حساسية وجسامة مهمة الرئيس في ظروف معركة ماتزال لم تحسم بعد وعليه نختم القول ان كل الصراعات والمشكلات ناجمة اصلا عن اخطاء سياسية كارثية ذلك ان الاخطاء السياسية كماقيل ( كسر حمار ) لايلتئم وهنا تتضاعف مسؤلية التحالف والشرعية والانتقالي في تقدير الموقف الصائب وبالتالي اتخاذ القرارات السليمة في خلق أجواء التهدئة وايثار روح السلامة ويادار مادخلك شر !!