الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    دلالات كشف خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية السعودية    الجريمة المزدوجة    دعوة جنوبية لعدم توريد الأموال للبنك المركزي اليمني حتى إصلاح منظومة الفساد    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    صلح قبلي ينهي قضية عيوب وعتوب بين اسرتين من إب و صنعاء    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    الهيئة النسائية في بني مطر تحيي الذكرى السنوية للشهيد    قراءة تحليلية لنص "خطوبة وخيبة" ل"أحمد سيف حاشد"    قبائل تهامة ومستبأ في حجة تؤكد الجاهزية لمواجهة أي تصعيد    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    توتر عسكري بين العمالقة ودرع الوطن العليمية بسبب شحنة أسلحة مهربة    حضرموت: ركيزة الاستقرار الجنوبي في وجه المؤامرات المشبوهة    لملس يبحث مع وفد حكومي هولندي سبل تطوير مؤسسة مياه عدن    الحديدة أولا    وقفة في تعز واعتصام بمأرب.. جرحى الجيش ينددون بالإهمال ويطالبون بمعالجة أوضاعهم    الاتصالات تنفي شائعات مصادرة أرصدة المشتركين    رئيس بوروندي يستقبل قادة الرياضة الأفريقية    استبعاد لامين جمال من منتخب إسبانيا بعد اعلان برشلونة اصابته    مصر تخنق إثيوبيا دبلوماسياً من بوابة جيبوتي    الشاذلي يبحث عن شخصية داعمة لرئاسة نادي الشعلة    جولف السعودية تفتح آفاقاً جديدة لتمكين المرأة في الرياضة والإعلام ببطولة أرامكو – شينزن    القبض على المتهمين بقتل القباطي في تعز    نائب وزير الشباب والرياضة يطلع على الترتيبات النهائية لانطلاق بطولة 30 نوفمبر للاتحاد العام لالتقاط الاوتاد على كأس الشهيد الغماري    تنبيه من طقس 20 فبراير    لصوصية طيران اليمنية.. استنزاف دماء المغتربين (وثيقة)    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    حكاية وادي زبيد (2): الأربعين المَطّارة ونظام "المِدَد" الأعرق    ريال مدريد يقرر بيع فينيسيوس جونيور    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    البروفيسور الترب يحضر مناقشة رسالة الماجستير للدارس مصطفى محمود    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    قراءة تحليلية لنص "خصي العقول" ل"أحمد سيف حاشد"    الجدران تعرف أسماءنا    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    سؤال المعنى ...سؤال الحياة    بوادر معركة إيرادات بين حكومة بن بريك والسلطة المحلية بالمهرة    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    تيجان المجد    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجنوب يتجه لفك الارتباط والشمال لبناء الدولة - الغائبة
نشر في عدن الغد يوم 10 - 07 - 2012

يخطئ من يعتقد أن الوحدة سيعاد فرضها على الجنوبيين بواسطة رغبة القوى الإقليمية والدولية التي يرى البعض أن مصالحها تتطلب استمرار الوحدة بمظلة الفيدرالية كنظام سياسي دائم لليمن شمالا وجنوبا ً ، نعتقد أن موضوع الأمن والاستقرار يشكل مطلب محلي وإقليمي ودولي .. فهل فرض الوحدة ( على الجنوبيين ) تحت أي مسمى يهيئ للأمن والاستقرار ؟؟ أجزم أن هذا الأمر سيدفع الجنوبيين إلى خيارات غير سلمية .. ولا أعتقد أن الإقليم والعالم لا يدرك ذلك .
المصالح لا مجال لتحقيقها باستخدام وسائل القهر ضد الجنوبيين الذين حتى لو تقبلوا مؤقتاً التعاطي مع هذا الأمر مرغمين بسبب عامل الضعف والقوة فإن هذين العاملين المتغيرين لا تبنى عليهما سياسات إستراتيجية وهكذا مع كل العوامل المتغيرة .. أيضا أخواننا في الشمال تجمعهم كلمة واحده تجاهنا ( الوحدة خطر أحمر ) بمعنى آخر أن أي تفكير للجنوبيين بإلغاء هذا العقد الكاثوليكي سيوجه بالقوة ، هكذا تتفق علينا كل مراكز النفوذ الشمالية بمختلف اتجاهاتهم المتعددة منطلقين من ثقافة الأصل والفرع التي ترسّخت في الأذهان .
حتى كثير من المثقفين والكتّاب والصحفيون وغيرهم يؤكدون وآحدية الأرض ، وآحدية الثورة ، وآحدية الثروة ... الخ ، إذن لماذا نسمي حدث مايو 90م ( وحده ) ؟؟؟ إذا كان الجنوب هو جزء لا يتجزأ من اليمن الشمالي فلا داعي لإطلاق تسمية الوحدة ... نعم .. نعم وهم في وسائل إعلامهم يحرصون أن لا يسموه وحدة بل ( إعادة تحقيق الوحدة ) تابعوا إعلام النظام وخطب الرئيس السابق ومن يسعى اليوم ليرثه كل هؤلاء لا نسمع منهم إلا ما يعني ( عليكم ياجنوبيين أن تقبلوا بالأمر الواقع وبأنكم جزء من كل ، فرع من أصل وأن أسم اليمن ليس جهوي للأرض الواقع يمين الكعبة ، وإنما أسم اليمن في كتب التاريخ القديم والجديد يعني الشمال بحدوده الدولية والجنوب بحدوده الدولية .. وإن لم تقبلوا بهذا فسيعاد النظر في هويتكم السياسية فأنتم مجرد جاليات !!! ) نعتقد أن هذا المنطق الإستقوائي إنما يدفع بالمقابل إلى ردة فعل خارج قيود العقل ( للعقلاء ) أما المجانين فلدينا في الجنوب الكثير وهذا المنطق سيزيد من تعدادهم ...
لا ننكر سماع أو قراءة أصوات شمالية منصفة لكنها ستتلاشى وتتراجع كما تراجعت أصوات أعلنت من قبل قادة شباب أثناء جولتهم في أوربا وأمريكا لكنهم بمجرد عودتهم إلى الداخل عادوا إلى الحضيرة التي حاولوا أن يتمردوا عليها مؤقتا ..
مسألة أخرى مشاريع فيدرالية الأقاليم وهي مشاريع نراها استفزازية للجنوبيين وتعبر عن عدم الاعتراف بقضيتهم كقضية سياسية متميزة ..ذلك أن أصحاب هذه المشاريع لا يخرجون عن الخط الأحمر المفروض على الجنوبيين – وإنما يطرحون هذه المشاريع لمعالجة مشاكلهم بدرجة أساسية و لا يرون في الجنوب والجنوبيين إلا مجرد تكملة توزع على مخاليف الشمال أين ما اقتضى الأمر ذلك .
إذن أقنعوني بجدوى قبول استمرار العلاقة مع هذه العقليات المجمعة كلها على أن الجنوب جزء من أرضهم عاد لهم .. ماذا سيكون مستقبل أجيالنا القادمة مع هذه العقليات التي يستمر حقنها في أدمغة أجيالهم المتعاقبة .. ما يوافق الجنوبيون عليه اليوم كحل لقضيتنا في ظل هذه الثقافة الطاغية في الشمال والاحتقان القابل للانفجار في الجنوب سيحملنا مسؤوليته أمام الله وأمام حياة أجيالنا القادمة هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى إن كان لا يلبي طموحات الشعب الجنوبي وينال رضاه وقبوله فإنما سيدفع بالجنوبيين إلى الخروج على ثوابت العقل التي بدأت مؤشراتها على الواقع قولاً " وفعلاً أحياناً " ولكن على استحياء .. وبعبارات وشعارات مكتوبة أحياناً ومحمولة في مسيرات شبابية .. إنكم لا تستطيعون فرض الوحدة بالقوة أو بالمال أو بالاختراقات داخل الجنوبيين ، أعملوا على تغيير مزاج الشارع الجنوبي على سبيل المثال عن طريق :-
اعتذار القوى المشاركة في احتلال الجنوب بالقوة في حرب 94م ، وإلغاء كل ما ترتب على ذلك تجاه الإنسان الجنوبي وأرضه وثروته .
الاعتراف العلني على كل المستويات بالقضية الجنوبية وبحق الجنوبيين في خيارهم الذي يرتضوه أما باستمرار أي شكل للوحدة أو فك الارتباط .
تغيير الخطاب الإعلامي تجاه الجنوب والوحدة في مختلف الوسائل المقروءة أو المسموعة والمواقع بما يطمئن الجنوبيين بأنهم ليسوا فرع ولا جاليات في أرضهم .. وأن نظرتكم للوحدة لا تقوم على الطمع والاستئثار بالأرض والثروة .
تحقيق أهداف الثورة الشبابية وفي مقدمتها إقصاء كل مراكز النفوذ السلطوي والمالي من الشراكة في سلطة الدولة المدنية القادمة التي بدونها لا تبقى وحدة تحت أي شكل ولا تبنى دولة .
إنهاء مظاهر الغبن والتبعية والإذلال في الشمال ذاته ومنه ألمناطقي والمذهبي ، وضرورة تكسير حلقات الاستعباد الغير معلن . عجباً لقوم يبدون الاستعداد للتضحية في سبيل بقاء هيمنة من يستعبدهم ؟؟؟
أتذكر بيتين من مساجلة شعرية طويلة جرت في أبين بين أثنين من شعراؤنا " المراقشة " وبين السيد أبوقرنين من سادة أحور في بداية عهد الاستقلال ، محور المساجلة الشعرية " النظام السياسي المطلوب إقامته " كان السيد أبوقرنين يطالب بإقامة الدولة المدنية التي يتساوى فيها الجميع فقال في أحد الأبيات الشعرية ..
الثعلب لبا له قسم من جيز الأسد
من دون هذا الشرط والله ماتساوينا
والمراقشة لا يرضون بمثل هذه المساواة بين الأسد والثعلب فكان الرد من شاعرهم :-
يالسيد شعك كثّرت في الحبل العقد
أعقد على حبلك لوحدك لا تروينا
لكن رجال وشباب المراقشة ، كما هم رجال قبائل الجنوب أصبحوا من أكثر المنافحين عن دولة النظام والقانون التي انحسرت في ظلها قضايا الثأر واتجه أبنائهم للتعليم والعمل في أمن وآمان ، ونعتبر انتهاء قضايا الثأر في الجنوب من أفضل إنجازات دولة الجنوب بعد الاستقلال ، بغض النظر عن بعض المآخذ عليها في جوانب أخرى ، لذلك نرى أبناء القبائل إلى جانب أخوانهم أبناء المدينة في طليعة الحراك السلمي الجنوبي المطالبين بفك الارتباط وإعادة بناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون .
نعود لموضوعنا كان مشروع الجنوبيون للوحدة ( إقامة الدولة المدنية الحديثة ) التي يتساوى فيها الجميع بقوة القانون لا بقانون القوة ، الذي به أسقطت صنعاء هذا المشروع وأسقطت الوحدة السلمية بشن حرب ظالمة على الجنوبيين تحت شعار ( الوحدة أو الموت ) وبفتوى دينية تجعل من احتلال الجنوب جهاد في سبيل الله !!! واليوم يخاطبوننا بنفس الصوت مع تغيير الأشخاص فيقولون :- أن النظام الذي شن الحرب على الجنوب قد انتهى !!! هم يرون النظام ( علي عبدالله صالح وأولاده ) ونحن نرى النظام ( منظومة سياسية تشمل كل القوى المتنفذة دون استثناء) فهل هم على استعداد أن يختفوا من المسرح السياسي ويسمحون للثورة الشبابية التي انطلقت من تعز أن تحقق أهدافها في بناء الدولة المدنية الحديثة ؟؟ أجزم أنه لن يحدث هذا إطلاقاً .. سيستمرون .. يد تخنق الجنوب ويد تخنق الثورة الشبابية في الشمال ، وتحيل دون تحقيق أهدافها .. يا شباب الثورة السلمية أعلموا أنكم في خندق واحد مع الجنوبيين وكلكم يبحث عن خَلاصه .. والظالم واحد ( النظام السياسي بكل مكوناته ورموزه القديمة والجديدة ) هذا النظام الذي لا تنطبق عليه تسمية الدولة ... أقيموا الدولة قبل المطالبة ببقاء الوحدة في ظل سيطرة جماعات الهيمنة التي لا ترى في الوطن إلا ثروته ...و لا في الشعب إلا راعايا عليهم القبول بعلاقات شبه عبودية ، إننا على مقربة من الخلاص .. وتذكروا قول الشهيد جميل جمال قبيل إعدامه في صنعاء "لقد حبلت وستلد ".
بقلم / الشيخ عبدالله الحوتري
الجنوب يتجه لفك الارتباط والشمال لبناء الدولة - الغائبةيخطئ من يعتقد أن الوحدة سيعاد فرضها على الجنوبيين بواسطة رغبة القوى الإقليمية والدولية التي يرى البعض أن مصالحها تتطلب استمرار الوحدة بمظلة الفيدرالية كنظام سياسي دائم لليمن شمالا وجنوبا ً ، نعتقد أن موضوع الأمن والاستقرار يشكل مطلب محلي وإقليمي ودولي .. فهل فرض الوحدة ( على الجنوبيين ) تحت أي مسمى يهيئ للأمن والاستقرار ؟؟ أجزم أن هذا الأمر سيدفع الجنوبيين إلى خيارات غير سلمية .. ولا أعتقد أن الإقليم والعالم لا يدرك ذلك .
المصالح لا مجال لتحقيقها باستخدام وسائل القهر ضد الجنوبيين الذين حتى لو تقبلوا مؤقتاً التعاطي مع هذا الأمر مرغمين بسبب عامل الضعف والقوة فإن هذين العاملين المتغيرين لا تبنى عليهما سياسات إستراتيجية وهكذا مع كل العوامل المتغيرة .. أيضا أخواننا في الشمال تجمعهم كلمة واحده تجاهنا ( الوحدة خطر أحمر ) بمعنى آخر أن أي تفكير للجنوبيين بإلغاء هذا العقد الكاثوليكي سيوجه بالقوة ، هكذا تتفق علينا كل مراكز النفوذ الشمالية بمختلف اتجاهاتهم المتعددة منطلقين من ثقافة الأصل والفرع التي ترسّخت في الأذهان .
حتى كثير من المثقفين والكتّاب والصحفيون وغيرهم يؤكدون وآحدية الأرض ، وآحدية الثورة ، وآحدية الثروة ... الخ ، إذن لماذا نسمي حدث مايو 90م ( وحده ) ؟؟؟ إذا كان الجنوب هو جزء لا يتجزأ من اليمن الشمالي فلا داعي لإطلاق تسمية الوحدة ... نعم .. نعم وهم في وسائل إعلامهم يحرصون أن لا يسموه وحدة بل ( إعادة تحقيق الوحدة ) تابعوا إعلام النظام وخطب الرئيس السابق ومن يسعى اليوم ليرثه كل هؤلاء لا نسمع منهم إلا ما يعني ( عليكم ياجنوبيين أن تقبلوا بالأمر الواقع وبأنكم جزء من كل ، فرع من أصل وأن أسم اليمن ليس جهوي للأرض الواقع يمين الكعبة ، وإنما أسم اليمن في كتب التاريخ القديم والجديد يعني الشمال بحدوده الدولية والجنوب بحدوده الدولية .. وإن لم تقبلوا بهذا فسيعاد النظر في هويتكم السياسية فأنتم مجرد جاليات !!! ) نعتقد أن هذا المنطق الإستقوائي إنما يدفع بالمقابل إلى ردة فعل خارج قيود العقل ( للعقلاء ) أما المجانين فلدينا في الجنوب الكثير وهذا المنطق سيزيد من تعدادهم .

لا ننكر سماع أو قراءة أصوات شمالية منصفة لكنها ستتلاشى وتتراجع كما تراجعت أصوات أعلنت من قبل قادة شباب أثناء جولتهم في أوربا وأمريكا لكنهم بمجرد عودتهم إلى الداخل عادوا إلى الحضيرة التي حاولوا أن يتمردوا عليها مؤقتا ..مسألة أخرى مشاريع فيدرالية الأقاليم وهي مشاريع نراها استفزازية للجنوبيين وتعبر عن عدم الاعتراف بقضيتهم كقضية سياسية متميزة ..ذلك أن أصحاب هذه المشاريع لا يخرجون عن الخط الأحمر المفروض على الجنوبيين – وإنما يطرحون هذه المشاريع لمعالجة مشاكلهم بدرجة أساسية و لا يرون في الجنوب والجنوبيين إلا مجرد تكملة توزع على مخاليف الشمال أين ما اقتضى الأمر ذلك .إذن أقنعوني بجدوى قبول استمرار العلاقة مع هذه العقليات المجمعة كلها على أن الجنوب جزء من أرضهم عاد لهم .

ماذا سيكون مستقبل أجيالنا القادمة مع هذه العقليات التي يستمر حقنها في أدمغة أجيالهم المتعاقبة .. ما يوافق الجنوبيون عليه اليوم كحل لقضيتنا في ظل هذه الثقافة الطاغية في الشمال والاحتقان القابل للانفجار في الجنوب سيحملنا مسؤوليته أمام الله وأمام حياة أجيالنا القادمة هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى إن كان لا يلبي طموحات الشعب الجنوبي وينال رضاه وقبوله فإنما سيدفع بالجنوبيين إلى الخروج على ثوابت العقل التي بدأت مؤشراتها على الواقع قولاً " وفعلاً أحياناً " ولكن على استحياء .. وبعبارات وشعارات مكتوبة أحياناً ومحمولة في مسيرات شبابية .. إنكم لا تستطيعون فرض الوحدة بالقوة أو بالمال أو بالاختراقات داخل الجنوبيين ، أعملوا على تغيير مزاج الشارع الجنوبي على سبيل المثال عن طريق

:-اعتذار القوى المشاركة في احتلال الجنوب بالقوة في حرب 94م ، وإلغاء كل ما ترتب على ذلك تجاه الإنسان الجنوبي وأرضه وثروته .الاعتراف العلني على كل المستويات بالقضية الجنوبية وبحق الجنوبيين في خيارهم الذي يرتضوه أما باستمرار أي شكل للوحدة أو فك الارتباط .تغيير الخطاب الإعلامي تجاه الجنوب والوحدة في مختلف الوسائل المقروءة أو المسموعة والمواقع بما يطمئن الجنوبيين بأنهم ليسوا فرع ولا جاليات في أرضهم .. وأن نظرتكم للوحدة لا تقوم على الطمع والاستئثار بالأرض والثروة .تحقيق أهداف الثورة الشبابية وفي مقدمتها إقصاء كل مراكز النفوذ السلطوي والمالي من الشراكة في سلطة الدولة المدنية القادمة التي بدونها لا تبقى وحدة تحت أي شكل ولا تبنى دولة .

إنهاء مظاهر الغبن والتبعية والإذلال في الشمال ذاته ومنه ألمناطقي والمذهبي ، وضرورة تكسير حلقات الاستعباد الغير معلن . عجباً لقوم يبدون الاستعداد للتضحية في سبيل بقاء هيمنة من يستعبدهم ؟؟؟

أتذكر بيتين من مساجلة شعرية طويلة جرت في أبين بين أثنين من شعراؤنا " المراقشة " وبين السيد أبوقرنين من سادة أحور في بداية عهد الاستقلال ، محور المساجلة الشعرية " النظام السياسي المطلوب إقامته " كان السيد أبوقرنين يطالب بإقامة الدولة المدنية التي يتساوى فيها الجميع فقال في أحد الأبيات الشعرية .. الثعلب لبا له قسم من جيز الأسد

من دون هذا الشرط والله ماتساوينا والمراقشة لا يرضون بمثل هذه المساواة بين الأسد والثعلب فكان الرد من شاعرهم :-يالسيد شعك كثّرت في الحبل العقد
أعقد على حبلك لوحدك لا تروينا لكن رجال وشباب المراقشة ، كما هم رجال قبائل الجنوب أصبحوا من أكثر المنافحين عن دولة النظام والقانون التي انحسرت في ظلها قضايا الثأر واتجه أبنائهم للتعليم والعمل في أمن وآمان ، ونعتبر انتهاء قضايا الثأر في الجنوب من أفضل إنجازات دولة الجنوب بعد الاستقلال ، بغض النظر عن بعض المآخذ عليها في جوانب أخرى ، لذلك نرى أبناء القبائل إلى جانب أخوانهم أبناء المدينة في طليعة الحراك السلمي الجنوبي المطالبين بفك الارتباط وإعادة بناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون .

نعود لموضوعنا كان مشروع الجنوبيون للوحدة ( إقامة الدولة المدنية الحديثة ) التي يتساوى فيها الجميع بقوة القانون لا بقانون القوة ، الذي به أسقطت صنعاء هذا المشروع وأسقطت الوحدة السلمية بشن حرب ظالمة على الجنوبيين تحت شعار ( الوحدة أو الموت ) وبفتوى دينية تجعل من احتلال الجنوب جهاد في سبيل الله !!! واليوم يخاطبوننا بنفس الصوت مع تغيير الأشخاص فيقولون :- أن النظام الذي شن الحرب على الجنوب قد انتهى !!! هم يرون النظام ( علي عبدالله صالح وأولاده ) ونحن نرى النظام ( منظومة سياسية تشمل كل القوى المتنفذة دون استثناء) فهل هم على استعداد أن يختفوا من المسرح السياسي ويسمحون للثورة الشبابية التي انطلقت من تعز أن تحقق أهدافها في بناء الدولة المدنية الحديثة ؟؟ أجزم أنه لن يحدث هذا إطلاقاً .. سيستمرون .. يد تخنق الجنوب ويد تخنق الثورة الشبابية في الشمال ، وتحيل دون تحقيق أهدافها .

يا شباب الثورة السلمية أعلموا أنكم في خندق واحد مع الجنوبيين وكلكم يبحث عن خَلاصه .. والظالم واحد ( النظام السياسي بكل مكوناته ورموزه القديمة والجديدة ) هذا النظام الذي لا تنطبق عليه تسمية الدولة ... أقيموا الدولة قبل المطالبة ببقاء الوحدة في ظل سيطرة جماعات الهيمنة التي لا ترى في الوطن إلا ثروته ...و لا في الشعب إلا راعايا عليهم القبول بعلاقات شبه عبودية ، إننا على مقربة من الخلاص .. وتذكروا قول الشهيد جميل جمال قبيل إعدامه في صنعاء "لقد حبلت وستلد ".بقلم / الشيخ عبد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.