من مصلحة من حدوث هذا الانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلد (اليمن)؟! الحقيقة ان الانهيار الاقتصادي الذي يشهده القطراليمني هو كارثة الكوارث كلها , حيث تشهد البلد اليوم انهيارا متسارعا للعملة المحلية ,الانهيار الخطير الذي يترتب عليه حدوث غلاء جنونيا في الأسعار ,و يتصاعد هذا الغلاء ويتسع شرخه كلما اتسع شرخ العملة المحلية والعملة الصعبة, مما ينذر بحدوث كوارث إنسانية ومجتمعية قد تدخل البلد في حروب أهلية لا أول لها ولا اخر , حيث ستتسارع الإحداث الدراماتيكية في البلد وستتناسل تباعا بصورة لايمكن ايقافها أو السيطرة عليها !. حسنا لكي نفهم حقيقة مانحن فيه اليوم يجب علينا أولا أن نحاول الإجابة على السؤال التالي:- من مصلحة من حدوث هذا الانهيار الاقتصادي الذي تشهده البلد (اليمن)؟!دعوني هنا أعترف أولا أنها ستتضارب إجاباتكم على هذا السؤال بتضارب أهواءكم و انتماءاتكم السياسية للتيار الفلاني والحزب العلاني تماما مثلما هو الواقع المحلي اليمني فمثلا انصار الشرعية والحكومة اليمنية ومن خلفهم عناصر حزب الإصلاح ألإخواني يذهبون بتبريراتهم وتحليلاتهم السياسية إلى صريح القول ان جزءا كبيرا من كارثة الانهيار الاقتصادي الحاصلة في البلد اليوم تقع على عاتق ومسئولية أفعال المجلس الانتقالي الجنوبي الافعال التي يرونها معيقة ومعرقلة لسير عمل الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن , وبمثل هذا الكيل يكيل المجلس الانتقالي الجنوبي وأنصاره التهم للحكومة الشرعية باللصوصية والفساد في نظر كثيرين هو العامل الأساس المؤدي لانهيار البلد اقتصاديا.. بل ويذهب المجلس الانتقالي الجنوبي وانصاره إلى اتهام حزب الإصلاح ألإخواني المقرب من دولة قطر بالسعي للسيطرة على الحكومة الشرعية وتعمد ادخال البلد في كارثة انهيار اقتصادي خدمةً للأجندات القطرية الرامية لافشال التحالف العربي.. وينسى هذان الفريقان المتراشقان بالتهم والسُباب لبعضهما البعض تحت مرأى ومسمع بل وضحك التحالف العربي , أن هذا الانهيار الاقتصادي الحاصل للبلد اليمني هدفه الأساس خدمة الاقتصاد السعودي .. وبالتالي هو يحدث خدمة للأمن القومي السعودي في المقام الأول تماما مثلما حدثت عاصفة الحزم وعملياته العسكرية خدمة للأمن القومي السعودي!.. كيف يكون هذا الانهيار الاقتصادي اليمني خدمة وضمانة لعدم انهيار الاقتصاد السعودي؟! من المعروف انه تحتم على السعودية في بداية عمليات التحالف العربي العسكرية ان تصرف معاش ومرتبات القوى العسكرية المناصرة للحكومة الشرعية بالعملة السعودية..كان لصرف العملة السعودية خارج حدود الدولة السعودية بهذا الشكل الكثيف تأثير اقتصادي سلبي..لهذا تستلزم عملية السيطرة على العملة السعودية خارج حدودها في القطراليمني احداث انهيار للعملة اليمنية بهذا الشكل الذي نراه اليوم حتى يتسنى لها , أي السعودية, سحب العملة السعودية من السوق اليمنية بكل سهولة ويسر , أي ان العملية بالنسبة للتحالف العربي وللمملكة السعودية هي عبارة عن ضخ وسحب (طرق وسحب) وهذا الضخ والسحب يستلزم احداث هذا الانهيار الاقتصادي للعملة اليمنية..حيث انه اذا ماكان هناك استقرار اقتصادي في البلد(اليمن) ستكون هناك عمليات ادخار عند الفرد اليمني للعملة السعودية وبالتالي ستصعب عملية سحب العملة السعودية من السوق اليمنية.. هكذا هي العملية باختصار شديد وبدون لت عجن وعصيد!. وربما كانت على صعيد متصل بهذا حادثة ادراج مالك محل صرافة العمقي على قوائم الإرهاب لوزارة الخزانة الأمريكية!... وربما كانت أيضا على صعيد متصل آخر تغريدة رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر التي نشرها على صفحته على الفيس بوك على شكل نصيحة مقدمة للرئيس هادي ينصحه فيها بالنظر لاقتصاد البلد حيث قال فيها: اليمن أبقى ياسيادة الرئيس!..فسارعت السعودية بعد هذه التغريدة لرئيس الوزراء إلى ضخ ملياري دولار كوديعة للبنك المركزي اليمني..وعقبتها أحداث 28يناير 2018م التي استهدفت إسقاط دولة رئيس الوزراء وحكومته من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي...والسلام عليكم