يحاكي أدعياء الحداثة واقعا خيالياً ، ولا يمت إلى ديننا ، وقيمنا ، وثقافتنا بصلة. كما تتبنى الحركات الطائفية في الوطن العربي فكرا سُلاليا لا ينتمي إلى الإسلام ولا إلى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلة. كلاهما يعيشان في بحر من الأوهام الكاذب. عندما فشل التيار الأول في تحقيق أهدافه تآمر مع العسكر وانقلب عل تلك المبادئ التي دوخنا بها لمدة نصف قرن ، وبذلك تحول إلى كائن بشري متعطش للانتقام من كل ما هو إسلامي. أما الثاني ، وأعني بذلك الحركات الطائفية ، فعندما فشلت في إقناع الناس بثقافتها المغلوطة القائمة على انحصار الحكم في سلالة البطنين ، تحولت إلى حركات عنف طائفية مسلحة تنتقم من كل من يخالفها في الرأي والمعتقد ، وما يحصل حاليا في بعض البلدان العربية يوضح لنا كيف تنتقم هذه الحركات المؤدلجة من الأبرياء وتدمر المساكن، وتشرد الضعفاء ، بل وتدمر مدن بكاملها كما يحصل في سوريا والعراق ، والسبب لأن أولئك يرفضون فكر الحركات الطائفية المتعطشة لسفك الدماء.
لا أدعياء الحداثة يمثلون قيم الحداثة ولا الحركات الطائفية تمثل أخلاق آل البيت, فأدعياء الحداثة هم عبارة عن مجموعة من المؤسسات والجمعيات الحقوقية ، وأغلب تيار الحداثة يتصكعون في أبواب السفارات الدولية ، والبعض الآخر لا زال حتى اللحظة يتمنى أن يكون رجل أمريكا ، فرنسا، بريطانيا في المنطقة. حتى أن أحد الحداثيين من اليمن كان يتبجح ويقول أن حلمي أن أكون رجل أمريكا في اليمن ، وإذا أردت أن تعرف أدعياء الحداثة فلتبحث عن أعمالهم في المجال الحقوقي وكيف ينقلون معلومات مغلوطة للمنظمات الغربية من أجل الكسب.
أما التيار الثاني ، أي تيار الحركات الطائفية فهم عبارة عن مجموعة من الكهنة ينفذون أجندات إيرانية تحت مسمى مظلومية آل البيت. لكن ، الحقيقة التي ينبغي أن يعرفها الجميع أن الحركات الطائفية في الوطن العربي لا تمت إلى ديننا بصلة، وأنها تنفذ أجندات إيرانية، أو بتعبير أدق هي عبارة عن أدوات بيد المستعمر الفارسي الجديد.
وهكذا ، يتضح ويما لا يدع مجالا للشك، أن أدعياء الحداثة وحركات العنف الطائفية في الوطن العربي تحولا إلى عصابات إجرام تتميز بالتطرف ، والتعصب، والغلو والبعض منها يسفك الدماء الطاهرة ليل نهار تحت مبررات واهية.
إذن، لا حل في الوطن العربي إلا بخروج تيار عربي إسلامي حقيقي ينتمي إلى عروبته ودينه وأرضه كي يقود الوطن العربي إلى بر الأمان، أما التعويل على الحركات الطائفية التي تدعي نُصرة القدس أو تلك التي تدعي الحداثة فهو كمن يعوَّل على صحو بعد غيم.