نشأنا ولم نسمع منذ الصغر عن ميناء الصليف ولا ملح الصليف، كل ما عرفناه ( الصليف ) حق نقعتنا الحبيبة ، كان الصليف بمثابة مصيف ، ومسبح عريض للاغتسال طيلة أيام السنة. كان الصغار والكبار يغتسلون فيه جماعات وإفرادا لا ينظر أحدٌ إلى أحد ، أو يؤذي أحدٌ أحداً ، كان يبدو الصليف كأنه نهر سلسبيل تحف به أشجار النخيل كجنة العصفور التي قيل عنها في المحفوظة الشهيرة التي حفظناها صغاراً ( فيه أشجار ونخل ، فيه ماء سلسبيل ). ولا تكتفي الأجسام بالاغتسال فيه ، بل يُغسّل فيه أدوات العيش كالحسرة التي يُجلس عليها ، ومفارش النوم والقطف ، ولا ننسى استحمام الأغنام التي يأتي بها أصحابها لتتحول رائحة الماء إلى رائحة البعر المميز. كان الصليف بمثابة مواضئ للمصلين في مسجد الرحمة ، وإذا توغلت أمتار بعد الحوض يقابلك مقلدين للرجال تليها أخرى للنساء كلما اتجهت للغرب. للصليف ذكريات جميلة لا تُنسى ، ومواقف لا يمحوها الزمن ، لذا كان أحد معالم الذكريات. لكل منّا ذكريات في الصليف تتنوع بتنوع الجيل الذي عاش وعاصر ، فلنعتصر ذكرياتنا ونستمع بالماضي الجميل.