الحياة في مجملها هواجس للمجتمع، إلا أن الشعراء والكتاب بشكل عام وكتاب الصحافة وكتاب المسرح والسينما وغيرها يمثلون وسائل الاتصال الجماهيري، وفي البادية يلعب الشاعر الشعبي دور وزير الإعلام أو الناطق الرسمي للقبيلة. وفي هذا الاتجاه وبهذا المعنى، وما أشبه الليلة بالبارحة، فالواقع يستنسخ نفسه، ففي عام 1948م شكل الثلاثي الإبداعي ناصر بن لزلم العولقي ومنصور بن عشال الحنشي وقاسم محمد بن لزرق لوحة إبداعية تمثلت في زامل بدأه بن لزلم باحازي الشعار وأهل المعرفة من بنت سحارة وفاتت حظها تبكي مع بوها وتضحك لبنها والزوج لاجاها سته في ابطها رد عليه الحنشي في محاولة لفهم المحزاة (اللغز) أنا قول هي الدنيا أنا باقيسه يابن العوالق شل ولا حطها أو هي الحكومة دي علينا جايرة أبدي الحسينة والشويهة قطها وجاء رد بن لزرق على المحزاة جانا كتاب أرقش وأمة جاتنا لما عدن جانا بقوة مطها رع لا امها راضي ولا بوها رضي والزوج من جور الحمولة حطها رحل الشعراء الثلاثة عن دنيانا الفانية، وبعد ستين عاما أي في العام 2008م انبرى ولدهم أحمد عبدالله امزربة وأكمل الزامل بقراءة المستجد، وخاطبهم بالقول: ستة عقود اليوم من محزاتكم والوقت كنه أمس عاده خطها لا كان تدروا أيش جا من بعدكم الأخ يقتل خوه وأمه عطها شوه معالمها وشطر شملها شريانها جزه وكسر قرطها كانت عدن درة على أيامكم واليوم خوها دي طعن في عرضها أدعو كل المعنيين بشأن الوطن من سياسيين ومفكرين ومثقفين وشعراء أن يقدموا قراءة زوامل الشعراء المذكورين بين العام 1948م وعام 2008م، وتبيين أن مخرجات هذا الوقوف أمام الزوامل السابقة الذكر ستشكل إضافة إلى تاريخنا الحديث.. فهل من مجيب?.