ما عاد عرفنا شيء في ذا الوقت, حد يقول يا خير بوه وقت, وحد يقول يا خس بوه من وقت. الشيبان لما يسمعوك تشتكي من الوقت يقولون: حمدوا ربكم حصلتم وقت زين. والشباب يصيِّحون ويزعِّقون ويغفّلون من الوقت الأغبر ذا. المهم ما حد راضي عن حاله. ع شان كذا نحن بغينا بنرفع درجة القناعة في نفوسنا قليل بما أعطانا الله. وهذه الأيام كلما فتحت موقع حضرمي احصّل فيه: عمال …. مضربين عن العمل. حد منهم جالس عند بوابة الإدارة , وبعضهم في الساحة, وثانيين في مكتب النقابة. كلهم مضربين, وكلمة مضربين يعني موقفين عن العمل بس مش من الإدارة وإنما من عند نفوسهم. وفي لسان العرب : وأَضْرَبَ فلانٌ عن الأَمر فهو مُضْرِبٌ إِذا كَفَّ؛ وأَنشد: أَصْبَحْتُ عن طَلَبِ المَعِيشةِ مُضْرِباً، * لَمَّا وَثِقْتُ بأَنَّ مالَكَ مالِي. وجدودنا قديما قالوا: ما ينط عود إلا من حصاه. يعني سبب ونتيجة. نظرية معروفة . ماحد بيقوم شبع بطره ويقول إضراب؟ أكيد فيه شيء, والشغلة مقبولة لو كانت إدارة أو ثنتين. لكن المصيبة كلهم مضربين: أصحاب الدكة ( الميناء) والجامعة والضبة والصحة وحتى الحراكيش. وبعض المضربين بطرانين, يبغون التفلّت والربخة, وإذا جا واحد وزر عليهم قالوا نحن مضربين. من صدق والله وقت أغبر. ومسكين الإضراب لو هو رجّال كان قد هج من البلاد. ولكن ليه الناس يضربون ؟ نحن قلنا: ما ينط عود إلا من حصاه. وما هو غريب الإضراب فالناس في العالم كله يضربون. لكن الغريب عندنا كل الخلق يشتكون ويضربون. إما أنهم شبعانين بطرانين؟ وإما أنهم مظلمين مهضومين. ومش معقول – يا جماعة – كلهم بطرانين شبعانين. فالمشكلة –غالبا- في اللي فوقهم –المسوؤل- وآآآه من اللي فوق, وشي بلوى جاتنا إلا من اللي فوق؟ إذا خرب الرأس عط البدن البحر ما عاد من بوه فايدة. واللي فوق ع شان يبقى فوق لابد يكون تحته حد يحمله وإلا بيسقط على خورته. واللي يحمله ما يحمله لوجه الله وسواد عيونه, كله بحقه. وجينا فيها: البياع باخضيري والمشتري باخضيري. وهذا يسمونه في السياسة ( اللوبي ). سكت عني بسكت عنك, ومشي أموري ولا بخلي حد يقربك. واشتغلت العَراري –جمع عُرِّي: القطط- شغل لما سمنت وبعَّمَت. والمساكين المضربين عادهم في إضرابهم, بخرقهم وكراتينهم عند البوابات يطلبون حقهم. قلت لكم وقت أغبر: حقك قم طالب به وخب وراه وبغالك شهور, تعرفون ليه؟ لأن المسؤول الكبير ما هو فاضي يجيب حقنا هو يخب وراء حقه. وكلها سنتين أو ثلاث ويقحشوه فيقول لنفسه: خلني اشفط والحق نفسي قبل ما يقحشوني. للأسف ما يقبصك إلا قمل ثوبك, وكلما جابوا مسؤول منا وفينا – حضرمي- دخل زين ونظيف وخرج وسخ فاسد كبير (هامور). السلطة عندنا مثل كرتون ليم فاسد, فإذا طرحنا فيه واحدة صالحة عطها يومين وبتصير فاسدة. عشان كذا كثرت الإضرابات والاحتجاجات. لكن بقي في نفسي شي: مش معنى هذا أن كل مسؤول حضرمي؛ فاسد, ولكن فيه أذرع فاسدة ويزعجها ترأس مسؤول صالح فيبدؤون ينقّون لمّا يطيروا به. وثانيا: نحن نحتاج أن نفهم ثقافة الإضراب, وهناك فرق بين الإضراب والإضرار. الإضراب لا يعني أن تتوقف الخدمات الأساسية التي يضر توقفها بهذا المرفق أو ذاك, أو تفوت مصالح عظيمة على البلد. والمضرب عليه أن يتقي الله ويكون صادق في مطالبه, وما يجوز المطالبة به وما لا يجوز. ثقافة الإضراب؛ غايبة عن إضراباتنا اليوم إلا من رحم ربي. وفي الختام: أخاف يجي يوم ألاقي الحضارم كلهم ؛ الشباب والشيبان والعجاوز والسقل مضربين في المطاريق والدكك. وماحد جالس مرتاح متنعِّم في داره إلا خمسة نفر فقط, لبوهم راعة.