فساد مالي و إداري في أروقة اللجنة الفرعية للإغاثة بتعز عبث بحاجات الناس في ظل تردي الأوضاع المعيشية الناجمة عن استمرار الحرب والحصار المفروض على المدينة التي يقطن فيها مئات الآلاف من السكان . منذ (3) أعوام و النزاع في مدينة تعز يشتد بين أطراف سياسية نتيجة خلاف على المساعدات الإغاثية و السيطرة على إدارة اللجنة الفرعية للإغاثة بتعز، وفي 2018/6/28م تم تشكيل اللجنة الفرعية دون مراعاة أي معايير تجعلها قادرة على القيام بمهامها الإغاثية والإنسانية بطريقة صحيحة ودون أي تلاعب أو عبث اخلاقي، ولكن وللاسف فالمحاصصة الحزبية شكلت المعيار الأساسي في قوام اللجنة الفرعية للإغاثة بتعز، والتي تقاسمتها (3) أحزاب سياسية وهي التجمع اليمني للإصلاح والذي يحتل (4) مقاعد من قوام اللجنة الفرعية، ومثله حزب المؤتمر الشعبي العام والذي يمتلك (4) مقاعد، أما التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري له (3) ممثلين في اللجنة والذي يصل قوامها (11) عضو، و يترأسها محافظ المحافظة الدكتور/ امين احمد محمود، بينما كان من المفترض أن تخضع لمعايير واضحة بعيدا عن تسييس معاناة المواطنين في المدينة . عشوائية واستغلال فساد فاحش يمارس في باحة مسؤولي السلطة المحلية بالمحافظة وتحت مبررات عدة وذلك في ظل وضع معيشي صعب يعاني منه أبناء تعز، العشوائية المفرطة في عمل اللجنة الفرعية للإغاثة بتعز وتمثلت في جوانب عدة ويمكن ذكر بعضها، مثل عدم امتلاك اللجنة لائحة داخلية تنظم مهام كل إدارة بطريقة مؤسسية بما يتناسب مع حجم وطبيعة عملها الانساني، وعجز اللجنة على وضع خطة عمل خاص بها وكذلك توفير قاعدة بيانات و خطط تكيف مجتمعي أو بما تسمى "بخطط التعافي" واستراتيجية العمل الاغاثي. الاستغلال الإداري حاضر وبقوة في هرم اللجنة الفرعية ، فالمعلومات تفيد بأن المهندس/ رشاد الاكحلي وكيل المحافظة و نائب اللجنة الفرعية للإغاثة يمارس مخالفات كثيرة وذلك من خلال التدخل في مهام ليست من اختصاصه، وتمرير قرارات لصالح منظمات وجمعيات محلية، إضافة إلى استغلال البعض المناصب القيادية في اللجنة لصالح جهات نافذة، فقد تم التصرف بكمية كبيرة من الرز الصيني والتي يصل عددها ( 5000) كيس سعة (25) كيلوغرام، دون تنسيق او علم أعضاء اللجنة المشكلة من (11) عضواً، او بواسطة اي جهة تم توزيعها و الى أين ذهبت، ومخصص اخر لتعز من اللجنة العليا للإغاثة في العاصمة عدن والمقدمة من مركز الملك سلمان ويتمثل في (430) كرتون تمر وزن (20) كيلو للكرتون، تصرف بها المهندس رشاد الاكحلي بواسطة شخص آخر بصفة شخصية، و الملفت للنظر أن هذا المخصص المتواضع مقدم مكرمة من الملك سلمان مما يجعل الكثير من التساؤلات حول مصداقية هذه الكمية .
عمليات النهب والتستر على الجهات التي تقف وراء السطو على بعض المنظمات المحلية يعد سلوك يدور في مربع الشرعية بمحافظة تعز، وما حصل مع جمعية رعاية الاسرة خير دليل والتي تعرض مخازنها في الضباب للهجوم من قبل أفراد في اللواء 17 مشاه و نهب (705) سلة غذائية، وكذلك نهب (60) كيس دقيق من مخازن جمعية رعاية الأسرة في زيد الموشكي من قبل أفراد في اللواء 170دفاع جوي، بينما محور تعز يتجاهل مثل هذه الاختلالات التي تستهدف عمل إنساني من المفترض أن يكون له حرمته، وهناك جهات مسلحة تعمل على ابتزاز كل من يقوم بأعمال إغاثية في المدينة تحت التهديد، ويتعرض الكثير من العاملين في المجال الإنساني للاختطاف والاعتداء من قبل جهات ومسميات مختلفة تنتشر في جميع المناطق المحررة بالمحافظة، فيما يغيب الضبط والردع الأمني، إضافة إلى ما تواجهه قوافل الإغاثة القادمة من عدن ابتداء من هيجة العبد حتى آخر نقطة وسط المدينة. غياب الرقابة عمل اللجنة الفرعية للإغاثة بالمحافظة لا يخضع الى أي رقابة رسمية أو شعبية ، مما شجع القائمين عليها بممارسة العبث بالمعونات الإغاثية والمخصصة لكل الفئات المحتاجة من أبناء المحافظة، وكان من المفترض تشكيل هيئة رقابية موازية للجنة الفرعية او الاعتماد على فرع الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بالمحافظة، لمراقبة السياسة المنتهجة من قبل اللجنة الفرعية وجميع منظمات المجتمع المدني والمبادرات، وذلك في تصريف المساعدات الإنسانية المقدمة من الجهات الداعمة الدولية والمحلية، والعمل وفق معايير واضحة بعيدا عن التجيير السياسي. ومؤخر قام د/ نبيل الحكيمي مدير الإدارة التنفيذية في اللجنة الفرعية للإغاثة بتعز، بتقديم استقالته من منصبه كمدير تنفيذي ونائب مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظة، مبررا ذلك بممارسات فساد في اللجنة الفرعية، وسبق للحكيمي أن تهجم على أحد النشطاء السياسيين إثر قيام الأخير بذكر نقاط فساد تمارس في دهاليز اللجنة وغموض في السياسة المتبعة منها ، الا أن الحكيمي أقر في استقالته بوجود فساد مستشري في فرعية الإغاثة، وبذلك يكون الحكيمي قد ناقض رفضه السابق الاتهامات الموجهة م أحد النشطاء ضد اللجنة الإغاثية بتعز. يأتي هذا في وضع غذائي متردي يعانيه أبناء مدينة تعز والتي تحصل على حصص كبيرة من المساعدات الإنسانية المقدمة من منظمات دولية مختلفة، وفساد تمارسه السلطات المحلية بالمحافظة منذ بداية الحرب .