تقرير / ردفان عمر مئات الأسر، تضم الآلاف من النازحين، بينهم اطفال، ونساء وشيوخ، نزحو خوفاً من تبعات الحرب وهلعا من المواجهات الضاربة بين قوات هادي والتحالف السعودي الاماراتي وجماعة الحوثي التابعة لإيران، ثم استقر بهم الحال في عدد من قرى ومناطق ووديان محافظة أبين ، غالبيتهم من محافظة الحديدة، ومن موزع تعز ، وتوجد اعداد كبيرة من مناطق اخرى. ويعيش النازحين في عدد من التجمعات السكانية في مديرية خنفر بأبين أوضاع قاسية جداً في ضل عدم توفر ابسط مقاييس الإغاثة المتعارف عليها دوليا . قال محمد الموزعي، أحد النازحين من موزع تعز الذين استقر بهم الحال في تجمع (النوبه) بمديرية خنفر: منذ قدومنا إلى أبين لم تقدم لنا المنظمات الخيام لنأوي بها عائلاتنا، مشيدا بروح الاخاء الذي بادلهم إياه بعض سكان أبين المقيمين واهتمام السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة. وقالت عزيزة عبده سعيد (35) عام، المتواجدة مع أبنائها الثلاثة في قرية (النوبه) : لم يوفروا لنا الخيام والمعونات الغذائية ماتكفي، وكل مانفكر به الآن كيف نعود إلى منازلنا. ويوجد في مديرية خنفر بأبين (ً2500) نازح،حسب كشوفات هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي رافقتها اثناء توزيعها معونات غذائية. وقد توزعوا النازحين في قرى ومناطق ووديان، النوبه، النش، المسيمير، الخامله، القرنعه، المخزن، بحرالنيل، الحصن، الرواء، باتيس ووادي القنرنعه. قال علي سعيد، وهو ناشط شبابي متطوع في التنسيق لشؤون النازحين في منطقة الحصن: لم يصمد النازحين أمام شدة المعاناة التي واجهوها منذ قدومهم لأبين، عدم التجاوب مع احتياجاتهم الضرورية قادهم إلى العودة إلى ديارهم وهناك الكثير من يفكر بالعودة ومقابل العوده هو همهم الوحيد الأن. معاناة 145 نازح لم تترك لهم الحرب شيئا، دمرت منازلهم، أحرقت المزارع التي كانت مصدر رزقهم الوحيد، قتلت رجالهم ونسائهم وكل شيء جميل لهم هناك. اجبرتهم الطائرات على أن يغادروا مجبرين إلى جهات عديدة كان لمحافظة أبين نصيب لابأس به منهم الذين توزعوا على مناطق ومديريات ووديان المحافظة ومنذ وصولهم والغالبية يعيش أوضاع صعبة. ابتسام حميد بارزيق / رئيسة منظمة شبابية بأبين وناشطة في مجال الإغاثة تحدثت بألم وهي تحكي تفاصيل التجاهل المريع للحكومة والدولة والمنظمات الحقوقية والعامة في مجال الإغاثة لحقوق أكثر من 145 نازح الذي توقفت بهم رحلة نزوح طويلة ومفخخة بالمخاطر بمنطقة الحصن محافظة أبين.. وقالت .. وصل المنطقة منذ تقريباً عام اكثر من 165 نازح من مناطق الساحل الغربي بمحافظة ألحديدة ومنذ وصولهم وهم يعيشون أوضاع صعبة، مشيره إلى النقص الحاد في الغذاء والكساء وأن بعض المنظمات قدمت مواد غذائية ولكن ماكانت تقدمه كان لازال لايكفي اسبوع لكل أسرة وتزداد الأوضاع صعوبة وألم في المناسبات والاعياد. موضحة انها ناشدت منذ وقت مبكر الحكومة التي لم تقدم للنازحين أي شيء ومنظمات عديدة منها الهلال الاحمر الاماراتي الذي عادة ما يقدم مساعدات للنازحين في المنطقة ومن خلال منسقينه في المحافظة على توفير سلال غذائية واضحية وكساء للاطفال إلا أن ذلك لم يحدث!! مناشدة الحكومة والمنظمات لاسيما هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تقديم ابسط الاحتياجات للنازحين في ضل هذه الحرب والظروف المعيشية الصعبة. عدم توفر مخيمات للإيواء والنقص في المساعدات الغذائية، جعل أكثر من (50) أسرة نازحة في وادي القرنعه تفكر بالعودة إلى ديارهم، ناهيك عن مئات النازحين الذين عادوا فعلاً لديارهم خلال الفترة الماضية. الصحفي محمد الشحيري، قال: نزلت إلى مكان اكبر تجمع للنازحين في الوادي ولاحضت أن الحياة التي يعيشونها، حياة صعبة جداً، يسكن غالبيتهم العشش ويفتقدون إلى الغذاء الكافي، وقد تأكد لي أن مئات الأسر تفكر بالعودة لذلك ناشدنا القادرين ورجال الخير والمنظمات والسلطة المحلية بدعم الاخوه النازحين كي يعودوا إلى ديارهم معززين مكرمين. نصر الشعبي (عضو مجلس محلي بالمديرية) قال: رغم جهود السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بمحافظ المحافظة، إلا أن معاناة النازحين لازلت باينه ومسموعة، وهذا يعود إلى أن بعض المنضمات الإغاثية تعمل بعشوائية ومزاجية الأمر الذي أدى إلى حرمان كثير من النازحين من مستحقاتهم الإغاثية. يحيى علي، وزوجته وأربعة أولادهم، كانوا يستعدون للعودة إلى منزلهم في المخا، وقال يحيى: منذ قدومنا إلى أبين ونحن نعيش في سكن بنيناه من القش وأشجار الموز، لم نلقى من يساعدنا على أن نحيا حياة معقولة، الان راجعين بيوتنا بعد أن عملنا في المزارع ووفرنا حق السيارة للعودة.