اليوم تغيرت بوصلة الحرب بدلا من ان تكون بين الشرعية والحوثي اصبحت بين القوي الشمالية الذي تضم الشرعية والاصلاح والقاعدة وداعش والعفاشيين والقوى الجنوبية والذي يمثلها المجلس الانتقالي ويسنده الغالبية من شعب الجنوب. هذه هي المعادلة الحالية والقوى الشمالية بدأت الحرب على الجنوب لما رأت تتشكل القوات الجنوبية ممثلة في الأحزمة والنخب ومسكت ارضها شعروا بالخوف من خروج الجنوب من قبضتهم فقاموا بالتخريب لكل مناحي الحياة في الجنوب من إغلاق الأمن والتضييق على الناس في معيشتهم وخدماتهم لإرباكهم وتشتيت جهودهم لئلا تقوى شوكتهم ولا يستطيعون السيطرة عليهم مستقبلا ناهيك عن تشكيل قوات عسكرية في مارب وذلك للانقضاض على الجنوب في اللحظة المناسبة. واصبح اهمية الجنوب اكثر من اهمية الحوثي بالنسبة لهم معتقدين ان الحوثي لاحقين عليه اما الجنوب اذا فلت منهم سيخسرون خسارة كبرى خاصة الهوامير والفاسدين مراعاة لمصالحهم وتحقيق طموح الاخوان المسلمين ممثلا بالإصلاح بإقامة دولة الخلافة في اليمن الموحد.
بالنسبة للجنوب وقواه الحية لازالت الصورة غير واضحة لهم صحيح انه تم تشكيل بعض القوات العسكرية ومسكوا بعض الارض لكن المشكلة تكمن في عدم وجود اساس للقرار المستقل ويبقى قرار مصيرهم مرتبط بالاخر وعلى الخصوص التحالف ممثلا في الامارات وهنا مكمن الخطر وحيث انه من الضروري طرح اكثر من سؤال على وضع الجنوب: هل تم التعهد من التحالف للجنوبيين بدعم قضيتهم حتى الاستقلال ام لا ؟ لماذا لم تتسلح تلك القوات باسلحة ثقيلة حتى يضمنون الجنوبيين الدفاع عن انفسهم حال الهجوم عليهم من القوى الشمالية ؟ هل التحالف راضي ان تقام دولة الجنوب ام لا؟ ماهو الخيار الافضل للجنوبيين لاتخاذ القرار المناسب حاليا لاسيما وان الفرصة مناسبة لوضع التحالف والامم المتحدة امام الامر الواقع لتغيير المعادلة لصالح الجنوب وقضيته؟ هل سحب القوات الجنوبية من جبهات القتال حاليا سيساهم في اخراج القضية الجنوبية للعلن وتقديم ضمانات من التحالف للجنوبيين في حال طلبهم الاستمرار في القتال في جبهات الشمال؟ . هذه اسئلة مهمة تحتاج الى أجوبة واضحة حتى تتضح الصورة للجنوبيين بدلا ان تبقى الصورة قاتمة ومصيرنا مجهول.