تطلع المواطنون إلى الجديد من الوعود برفع الظلم الواقع عليهم والتبشير بموعد التغيير ومحاسبة المقصرين والمفسدين الذين هم من ضمن الاسباب التي وصل إليها حال المواطن من البؤس والفقر والمجاعة وتهميش الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطن ورسم المستقبل من خلال وضع الخطط والبرامج السياسية والاقتصادية التي ستخرج البلد من ازماته والانهيار الذي اصابه في شتى الجوانب الانسانية والامنية والحياتية عامة. عندما بُثَّ خطاب سيادة رئيس الجمهورية الموقر من عاصمة الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعد الاطمئنان على صحة الرئيس والشروع في خطابه الموقر والمواطن في حالة من الانبهار والاستبشار وعلى غير العادة يتجرد خطاب سيادة الرئيس من التعتيم والانسيابية وتتجلى فيه كل معالم الشفافية وإن كانت قاصرة يقر سيادته بالتقصير من قبل القيادات وتردي الاوضاع على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية وهذا ما أعده كثير من المواطنين انجاز بحد ذاته فالاعتراف بالمرض والوقوف على مسبباته هو بداية التشخيص للعلل للبدء في معالجتها الشروع في اتخاذ كل سبل العلاج . ولكن وقبل ان ينهي سيادة الرئيس خطابه اصيب المواطن بالإحباط والقنوط وذلك لان الخطاب قدم العيوب والآفات التي لحقت بالمواطن دون أن يشير إلى المتسببين بما وصل إليه الحال من تدهور وسوء ولم يشبر إلى أدنى الحلول التي قد ترفع ولو جزء يسير من معاناة المواطن الذي اصابته الفاقة والجوع والتهميش وضبابية المستقبل غير واضح الملامح. ونعلم أن الرئيس لا يحمل عصا ساحر يشير بها فتتغير الامور ولكن عليه الاشارة إلى سياسات متبعة لتجاوز مثل الفتن والمحن والاستفادة من تجارب الاخرين . سيادة الرئيس في خطاب الجمعة ظهر بمظهر الواعظ الذي اوصى المواطنون الذين حلت بهم الكوارث وضيق العيش وشظف الحياة بالصبر وهي العملة التي لا تصرف في أية محال لصرف العملات او عند الوقوف أمام اصحاب البقالات لطلب المواد التموينية أو عند الذهاب للعلاج في أي مشفى خاص ناهيك عن المستشفيات الحكومية التي لا تجد فيها ما يخفف من ألمك في حين إذا اصيب أحد من الساسة كحال الرئيس يذهب ليصرف روشتة الصبر في أحدث مستشفيات الولاياتالامريكية أما المواطن إذا ألمت به وعكة فينتظر الطوابير في إحدى المستشفيات الحكومية كالمستشفى الجمهورية أو الصداقة حتى يتمكن الطبيب من الكشف عليه وربما لا يجد الفحوصات والعلاج الذي يخفف من المه ومعاناته. ثم يتجه خطاب سيادة الرئيس نحو العاطفية حتى يجعل الشعب في حذقة عينيه و يا حبذا لو يجعله في استراتيجيات وبرامج الحكومة التي تخرجه من حالة الفقر والفاقة والضياع. سيادة الرئيس كان المواطن ينتظر خطاب اكثر قوة مليئا بالحماس والتخطيط والبرامج والوعود بالبدء بتنفيذ مشاريع واصلاحات يرى أثرها على صعيد حياته اليومية. سيادة الرئيس الاوطان لا تكفي الآمال والامنيات لبنائها أو لحل الأزمات والاختناقات بل هو التخطيط والتنفيذ واقتلاع الفساد والمفسدين والمعطلين لنهضة الشعوب