في ذكراه التأسيسية الثامنة والعشرين يمضي التجمع اليمني للاصلاح في مسيرة مضمخة بعطر الانجازات والجهود المخلصة من أجل هذا الوطن الكبير. الإصلاح ذاكرة وطن، وفكرة ربانية نمت وكبرت مع الزمن، وطريق شائك كمنت بين منعطفاته كثير من الآلام والآمال. الإصلاح إرادة صلبة في وجه الظلم والطغيان، كان وسيظل خياره السلام رغم السهام المسمومة المشرعة في وجهه على الدوام. لدى الإصلاح قافلته الطويلة التي تحمل كل يوم أحباباً تخطفتهم يد المنون في سبيل الله عز وجل، أو رجالات قبعوا في ظلمة السجون وغياهب النسيان من أجل هذا الشعب، لكنما الإصلاح رغم الجراح المثخنة يملك رجاله صدوراً رحبة جبلت على الصبر واحتمال مشقة الطريق في معترك السياسة والنضال الوطني. ظل الإصلاح على طول الخط مناصراً ومتبنياً لقضايا الوطن، سائراً للانتصار لها، متجشماً الصعاب من أجل الذود عنها، والدفاع عن مكتسباتها. ولا نبالغ إذا قلنا أن أداءه كان متماشياً مع كل ما من شأنه أن يصب في مصلحة هذا الوطن بدءاً من الثورة الشبابية السلمية المباركة وحتى مخرجات الحوار الوطني ووصولاً إلى التكاتف مع الشرعية وحمايتها ممن أراد أختطافها، والذود عن حياضها بالدماء والأنفس. قرابة ثلاثة عقود مضت ولا زال الإصلاح يتمسك بذات قناعاته الوطنية المضيئة مدافعاً عنها على كافة الساحات والصعد، رافضا التخلي عن خياراته كل ذلك من أجل الوطن اليمني الكبير. عاقداً في سبيلها كل تحالفاته وعلاقاته وشراكاته. وهنا لا يمكنني إلا أن أؤكد أن الإصلاح سيمضي على نفس الدرب وذات الطريق المرسوم بدوافع وطنية خالصة، فكونوا على ثقة. كل عام والإصلاح والاصلاحيون بخير.