ما جرى في الجنوب بمختلف مدنه وقراه يوم 14 أكتوبر 2012م في ذكرى عيد ثورته حملت رسالة للعالم تمسك شعب الجنوب بقضيته بالمطالبة بفك الارتباط عن الشمال، في ظل استمرار ثورته السلمية، وهذا الاستيعاب بدأ يلوح افقه ومؤشراته في تغير مواقف الدول في الآونة الأخيرة لصالح قضيته بأحقية نضاله العادل والمشروع، أعطت دافعا باتجاه اعتراف دولي بقضيته وضرورة حلها ضمانا للاستقرار بالمنطقة، بعد أن وصل المجتمع الدولي إلى إستحالة تهدئة الوضع والتطورات في اليمن من دون إيجاد حل نهائي وجذري لقضية الجنوب وإن كان متأخرا إلا انه آتى بفضل صمود وتضحيات أبنائه، وإصرار عزمهم على قلب الموازين في حال تجاهل قضيتهم، بعد ان ظلوا مغيبين من المنظمات والاعلام العربي والدولي منذ إنتهاء الحرب المفروضة عليه من الشمال في صيف 1994م وبداية تصاعد احتجاجاته. يدرك من يتابع المشهد في الجنوب أثناء تظاهراتهم ومسيراتهم التي تخرج باستمرار في الفعاليات السلمية حجم التجاهل الدولي لقضية شعبه وأحقية مطالبه منذ بدء ثورته الشعبية السلمية في العام 2007م، لها دلالات كبيرة على ان غالبيتهم الساحقة يؤيدون نيل حريتهم، ولم يعد في ارضهم شيء يدل على احتمالية وجود من يؤيدون "وحدة الشمال" عدا التعتيم الممنهج والخطاب الشمالي المزيف بالتنسيق مع وسائل اعلام أجنبية تتوافق مصالح دولها مع مراكز القوى القبلية والدينية وعصابات نهب ثروات الجنوب، تلك القوى وآلة اعلامها تعمل على تنفيذ سياسات ومخططات تتوافق مع مصالحها ومارست بشكل انتهازي ومقيت تظليلها وتشويشها على قضية شعب الجنوب، بل ووقفت ضده حتى في إيصال صوته للضمير الإنساني. ولهذا كانت رسالة شعب الجنوب الاكتوبرية عظيمة، شكلت عنوانا بارزا ورسمت معالم الحرية والاستقلال.