في الوقت الذي نناشد فيه دائماً دول التحالف العربي اعادة الحياة المدنية والحركة التجارية والحيوية الى مدينة عدن وذلك بأفتتاح سفاراتهم في المدينة التي اعترفوا بها كعاصمة مؤقته لليمن وبإعادة الاعمار وحركة الملاحة الدولية لثاني اهم ميناء في العالم (مينا عدن)، وكذلك باستئناف الرحلات المدنية لطيران السعودية والاماراتية والطيران الخليجي الآخر الى مطار عدن الدولي والسماح للخطوط الجوية التركية التي كانت تسير رحلاتها من والى مطار عدن بمزاولة نشاطها وكذلك الطيران الدولي الآخر نفاجئ بأن التحالف يمنع حتى على طيران اليمنية المبيت في مطار عدن وهذا خبر صادم لنا جميعاً يدفع بنا للتساءل: لماذا لا يريد التحالف العربي إعادة الحياة المدنية الطبيعية والحركة التجارية الى مدينة عدن المحررة ولماذا يعيق ويمنع استئناف الرحلات الدولية الى مطار عدن ويحرم عدن من ايرادات قد تصل الى ملايين الدولارات ويحرم كذلك المغتربين من سهولة السفر الى ذويهم واقاربهم ويكبدهم خسائر كبيرة وعناء ومشقة السفر بسلك طرق طويلة يتعرضون فيها للاذلال والاهانة في بعض المطارات لكي يصلوا الى اهاليهم وذويهم واحبتهم كما يحرم المرضى والجرحى من السفر للعلاج في الخارج بحكم ارتفاع سعر تذاكر اليمنية ونفاذها لعدم وجود المنافس لها وكذلك لاقتصار طيران اليمنية السفر الى محطات معينة لا تفيد المسافرين ترانزيت من مواصلة سفرهم الى اوروباء وامريكا وكنداء... على التحالف ان يراجع تصرفاته ومعاملته القاسية تجاه الجنوب المحرر وعليه ان يدرك بأن الجنوب ليس معسكر وبأن الجنوبيون لم يخلقوا ليكونوا عسكر، عليه ان يدرك اهمية تطبيع الحياة المدنية في المجتمع وبأن عسكرة الجنوب سيجلب له الويلات والمصائب والكوارث. الشعب في الجنوب يريد ان يعيش مثل شعوبكم الخليجية والشباب الجنوبي الذي حرر عدن وافشل المشروع الفارسي في اليمن ولازال يقاتل في الجبهات يريد ان يتعلم وينفتح على العالم الخارجي مثل شبابكم، اهلوا ولو اعداد بسيطة من شبابنا مثلما تأهلوا شباكم ان كان فعلاً كما تقولون بأن دمنا واحد ومصيرنا واحد فمجموع الطلاب السعوديين المبتعثين بلغ أكثر من 114 ألف مبتعث، فيما بلغ عدد المرافقين أكثر من 74 الف في أكثر من 22 دولة حول العالم حيث تأتي الولاياتالمتحدةالأمريكية في مقدمة الدول التي يوجد بها مبتعثون سعوديون؛ حيث بلغ عددهم نحو 67 ألف مبتعث يرافقهم، 36 ألفا آخرون. وبريطانيا يوجد بها نحو 14 ألف مبتعث سعودي والمرافقين لهم بلغ 16 ألف مرافق، و 12000 الف طالب سعودي يدرسون في كنداء لوحدها... هذا عن السعودية لوحدها وهناك اعداد كبيرة بالآلاف لطلاب اماراتيين يدرسون في الجامعات الاوروبية والامريكية، ساعدوا شبابنا في تأهيلهم مثلما تساعدوا شبابكم، عليكم مسؤولية اخلاقية تجاه هذا المجتمع بدعم وتأهيل شبابنا للجامعات الاوروبية والعربية والخليجية وارسالهم في منح دراسية في مجالات مختلفه طالما والبلد لازالت تحت وصايتهم الاتحاد السوفيتي سابقاً كان يؤهل آلاف الطلاب الجنوبيين في جامعاته وجامعات دول اوروبا الشرقيةالاخرى، الاتحاد السوفيتي كان يدعم بالسلاح والعلم (كلاشنكوف وقلم) بينما انتم اقتصر دعمكم على السلاح فقط واهملتوا اهم شي الجانب العلمي وتأهيل الشباب، خلقتوا فجوة عميقة في المجتمع الجنوبي وبين اوساط الشباب... طموح شبابنا أكبر من نظرتكم الدونية لهم وعليكم اعادة استراتيجيتكم ومراجعة حساباتكم وخلق اجواء مدنية في المجتمع الجنوبي لأن عسكرة المجتمع ستجلب علينا وعليكم الويلات فالقلم الجنوبي يجب ان يكون له اثره ومكانته في جامعاتكم مثلما للكلاشنكوف الجنوبي صوته في جبهاتكم. ...