هذا هو الذي يجب أن يكون إذا أرادوا فعلا أن يحققوا انتصارات عسكرية في الشمال ضد الحوثين ، وانتصارات مدنية خدمية في الجنوب ضد المفسدين ، وهو أن تتواجد حكومتين لشرعية هادي ، حكومة في الشمال تدير وتهتم بشؤون مأرب وما تحرر أو يتحرر من مناطق ومحافظات الشمال ، ولها يمكن أن تكلف حكومة ماتسمى اليوم بالشرعية لهذا الشأن ، وحكومة أخرى في الجنوب تتكون من المجلس الانتقالي الجنوبي و من مكونات الحراك الجنوبي ، ومن بعض الشخصيات الاجتماعية الجنوبية ، التي ستكون مهمتها إعادة وإصلاح أوضاع الناس المدنية والخدماتية والحياتية ، التي دمرتها الحرب وفساد حكومة بن دغر ، وفي نفس الوقت أيضا ستستمر كلتا الحكومتين في حربهما ضد الحوثين كلن من جهتها الواقعة في حكمها وتحت شرعية الرئيس هادي . هذا ما يجب أن يكون ، خاصة وأن الرئيس هادي يعد رئيسا توافقيا لكل البلاد شمالها وجنوبها ، لذلك فمن واجبه كرئيس توافقي أن يفرز المشكلات والقضايا الموجودة على الساحة اليمنية بحقيقتها كما هي دون تعصب أو كذب ، لأن شرعية رئاسته ستنتهي متى ما أقرت جميع الأطراف تسوياتها السياسية والعسكرية ، أكانت هذه التسويات بين أطراف النزاع في الشمال ، أو بين الشمال والجنوب ، لهذا على الرئيس هادي أن يكون صادقا وأمينا في نقل تلك المشكلات إلى هيئة الأممالمتحدة ، وفي البحث لها عن أنسب الحلول والمعالجات ، وفي فعل ما يكون من شأنه تحسين أوضاع المواطنين وصالحهم. أما التشدد في إستعراض الفتوة والتعصب من أمريكا أو من أي دولة أخرى في فرض الحلول و بالقوة لمشاريع غير مجدية ، عفى عنها الزمن ، كمخرجات الحوار اليمني ، أو التكلم باسم الدولة الإتحادية والأقاليم السته ، فإن هذه اللهجة الكلامية لم تعد تنفع في ظل النضال الجنوبي الدؤوب الذي استطاع أن يفرض متغيرات سياسية وعسكرية جديدة على الأرض وبالقوة. إذا و.من واقع الفشل المتعمد لحكومة بن دغر ، ومن واقع الأحوال المتردية في جميع مجالات الحياة التي وصل إليها نكد ومشقة وقهر المواطن الجنوبي في محافظاته المحررة ، بسبب حكومة ماتسمى بالشرعية التي فرضت عليه ، فأنه لاصلاح لشرعية هادي بتاتا ، إلا بحكومتين منفصلتين ، حكومة في الجنوب ، وحكومة للشمال. وإلا فإلى متى سيبقى حال الشعب الجنوبي مع حكومة بن دغر ؟ ، وهذه الحكومة بعد الآن وبعد الذي عملته من تردي في الأوضاع وخلط في الأوراق ، محال أن تقدم للجنوب إلا ما هو أسوأ وسيئ ، ولم يعد فيها أي بصيص أمل ، لأن معنى الوطنية عندها بالنسبة للجنوب ، التي تعلمتها من الهالك عفاش ، تعني نهب خيراته وثرواته وإقصاء أهله وحرمانهم ، وبقائهم تحت إحتلال نظام صنعاء والطاعة لهم ، وهاهي مرة أخرى تحاول أن تواصل نفس النظرة للجنوب مع علي محسن الأحمر ، وبمسمى حكومة الشرعية ، إلا أنه لاقبول ولا شرعية لها في الجنوب . على دول التحالف العربي ومنظمة الأممالمتحدة ، أن يكون ترحيبهم فوري في تشكيل حكومة جنوبية من الانتقالي الجنوبي ، هذا إذا أرادوا الصلاح لشرعية هادي ، وإلا فإن الجمود في الجبهات سيبقى كما هو ، مع استمرار الاستنزاف للأموال والعتاد على حاله ، مما يعني بقاء الخطر والفوضى ، والتأخير في الحسم لصالح دول التحالف العربي.