بغض النظر عن أن الجنوبيين لم يشاركوا في انتخاب عبدربه هادي رئيسا توافقيا لليمن ، إلا إنهم وحين جد الجد ثبتوا في حماية هادي ودافعوا عنه ونصروه وأعترفوا بشرعية رئاسته ، وبغض النظر أيضا عن أن الشماليين شاركوا في انتخابه رئيسا ، إلا إنهم لم يدافعوا عنه ، وتركوه وحيدا في مواجهة ميليشيات الحوثي و عفاش ، وفي رهن إعتقالهم ، وبغض النظر عن ذلك كله ، على الرئيس هادي أن يكون في رئاسته توافقيا حقا صادقا مخلصا ، ل(لشمال والجنوب )، ويحسن إلى الشعبين وفق إرادتهما ، ولا يحاول أن يتعالى على أحدهما بجبروته وقوته ليرض الشعب الآخر ، لإنه أن عمل ذلك فسيكون مثله مثل رئاسة من سبقه ، لم يغير ولم يأتي بجديد ، ومن ثم ستبقى المشاكل قائمة والمطالبات مستمرة ، والعداء بين الشعبين (الشمالي والجنوبي) على زيادة في حدته . مسألة ماتسمى بالوحدة اليمنية ، لا يستطيع لا هادي ولا غيره على وجه الأرض أن يفرضها بالقوة ، والأمر قد علم لهادي ولليمنيين ولجميع دول الأقليم والعالم ، وإنتهائها قد كان على مراحل ، في حرب 94م وعند أشتعال الثورة السلمية في الجنوب ، وعند سيطرت الحوثيين على صنعاء ، وفي حرب 2015م وعند انتصار الجنوبيين في هزيمة وطرد جبش قوى الإحتلال اليمني من الجنوب ، وما تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، وقوات المقاومة الجنوبية ، ومشاركة الجنوبيين قوات التحالف العربي وبعض قوى الشمال في جبهات الشمال حربهما ضد ميليشيات الحوثي ، إلا مؤشرات وأدلة ظاهرة على قرب موعد إعلان الجنوب دولة مستقلة إن شاء الله . الرئيس هادي من الرياض ومن العاصمة الجنوبية عدن ، وكرئيس توافقي لكل قوى الشمال العسكرية والسياسية ، وبطلب منه إلى دول التحالف العربي وإلى منظمة الأممالمتحدة ، قد كان صادقا مخلصا حريصا على حل كل مشاكل الشمال والتوافق بينهم ، وتحريرهم من قبضة الحوثي ، ومن أجل ذلك بذل قصار جهده ، وكاد أن ينتصر لهم لولاأن تلك القوى الشمالية قد رفضت ذلك ، وقابلت جهد هادي بالخيانة والكذب والخدع والسب والشتم والإتهام له والإنتقاص من حقه وذاته . السؤال هنا ، ما المانع من أن يكون هادي بنفس التعاطي مع الجنوبيين فيما يخص ثورتهم المعبرة عن مطالبهم ؟ وهذا ما نحب أن نوضحه . على هادي وكرئيس شرعي معترف به عند أبناء الجنوب ، عليه أن يكون منصفا لهم ، ويكون ذلك في كل قت ولحظة وهو يمارس مهامه كرئيس توافقي وشرعي ل(لشمال والجنوب) وبشفافية يعمل على نقل ثورة الجنوب وإرادة الشعب الجنوبي ومطالبه وتتوقه إلى الاستقلال ، إلى كل دولة عربية وأجنبية ، وإلى مبعوث منظمة الأممالمتحدة ، وإلى أي منظمة أخرى ، من تلك التي تتحاور وتتفاوض وتتناقش معه بشأن البحث عن حلول للمشاكل السائدة والوصول إلى تسويات سياسية ، يتحتم عليه أن ينقلها كما هي في الواقع الجنوبي ، بصدق وأمانة ، وإلا فأن حلوله المقترحة ستبقى في رفض دائم ، ولن يستطيع فرض أي تسوية بالقوة ، وستكون كل تلك الآلة الإعلامية المضخمة حكمة وقدرة وعقلانية هادي ، ليست سوى تدويرا للمشاكل ذاتها ، وبين القوى نفسها . وبالمعنى الصحيح والفصيح ، حاجة غير معقولة ولا مقبولة ، أن تكون قضية كالقضية الجنوبية ، الممتلكة شعب وأرض وكيان سياسي وقوات مقاومة ، ولها كان الثمن والتضحيات كبيرة جدا ، وشهرتها العالمية ، يتعمد التغافل عنها ، أو تغيير مسارها ، ونقلها بغير ذات الإتجاه الصحيح لها . ولأننا نخاف من التحريف والتغيير المتعمد لثورتنا الجنوبية ، فإننا نعاتب الرئيس هادي وننتقده بشدة على منحه سارق الضؤ من العيون واللقمة من الأفواه ، بن دغر رئيسا للجنة دراسة المقترحات وتفويضا كاملا في المباحثات نيابة عن الشرعية مع المبعوث الأممي جريفيث .