لن اقول ان الزمن قد تبسم اخيرا لينصف امرأة مناضلة من طراز خاص امتدت تجربتها السياسية اكثر من اربعة عقود لم تكل خلالها او تمل ذلك لان قاموسها الخاص لا يحتوي مفردات الاحباط او التشاؤم او التردد بل كانت ومازالت امرأة قوية ورقم صعب لها حضور اينما كانت وحيثما لا تكون لان اسمها وروحها تشهد المواقف وتنتصر للمرأة دون انحياز. المناضلة فائقة السيد انتصرت لنفسها وانتصرت لما ينبغي ان تكون عليه تطلعات المرأة في المشاركة السياسية وان تكون ندا ورقما حاضرا تنتزع فيه حقها بقوة الرأي والمنطق غير متعصبة وهي لديها الكثير من المواقف الوطنية المشهودة التي دافعت عنها دون هوادة متجاوزة جميع استحقاقاتها بما فيها الوظيفية رغم مؤهلاتها العلمية والمهنية وامكاناتها الفكرية والثقافية.
لم تبحث فائقة عن منصب او مكافأة ولم تنتظر اي تقدير لأنها كانت ومازالت تعتقد ان ما تقوم به هو جزء من دورها الذي اضطلعت به منذ بدء موعدها مع السياسة قبل اربعين عاما ولطالما قالت انها لا تريد منصبا مفصلا بمقاسات محددة وان المنصب ينبغي ان يسعى اليها لأنه ان لم يكن كذلك فهي تعتبران المنصب الذي يمنح بشروط الولاء والتبعية هو بمثابة كفن لمن هو ليس اهلا به بل وعدادا تنازليا من قيمة الفرد الانسانية والاخلاقية.
هكذا عرفتها دائما متفوقة في كل شيء وعلى كل شيء بما فيه نفسها البشرية بل ان مواقفها وشموخها كانت تزينه قوة واصرارا وعزيمة في العمل والنضال من اجل ان تكون فيه المرأة رقما فاعلا ومميزا في خاصرة مجتمع ذكوري تتغلب فيه قوة العادة والتقاليد والمفاهيم الدونية للمرأة عن كونها مواطن ولها حقوق مواطنة.
واخيرا ان جاء هذا اليوم ويتم فيه تعيين الاستاذة فائقة السيد مستشاراً برئاسة الجمهورية لشئون المرأة فان من يعرفها جيدا ويثمن مواقفها سيجد في ذلك موقفا سياسيا متقدما يحسب للرئيس هادي في مجال دعم المرأة ويزيد من رصيده ومواقفه الوطنية التي يصنعها يوميا في ظروف بالغة التعقيد من اجل التغيير نحو يمن حر جديد