قالت المعارضة الليبية انها سيطرت على جيوب في طرابلس بعد ليلة من القتال مع تقدم معارضي الزعيم الليبي معمر القذافي في العاصمة يوم الاحد معلنين عن هجوم نهائي لاسقاط الزعيم الليبي. وهزت انفجارات واطلاق نار العاصمة الليبية طرابلس خلال الليل مع انتفاض معارضي الزعيم الليبي معمر القذافي في العاصمة معلنين عن هجوم نهائي لاسقاط القذافي بعد وصول حرب بدأت قبل ستة اشهر الى اطراف المدينة.
وقال القذافي في رسالة صوتية بثها التلفزيون الحكومي انه تم صد هجوم شنه "الجرذان" في حين قال مسؤول رفيع في المعارضة ان "ساعة الصفر" تقترب للزعيم الليبي.
ومع شروق الشمس بعد أكثر من 12 ساعة من اندلاع القتال لاول مرة ظلت أصداء النيران تتردد في العاصمة وان كان بكثافة ومعدل أقل.
وقالت مراسلة لرويترز في فندق بوسط المدينة ان بامكانها سماع دوي نيران الاسلحة النارية كل عدة دقائق تقريبا ودوي أسلحة ثقيلة من حين لاخر.
وقال نشط من المعارضة في طرابلس ان القوات الموالية للقذافي وضعت قناصة على أسطح المنازل المحيطة بباب العزيزية المجمع الذي يعيش فيه القذافي وأعلى برج للمياه.
وبينما كان يتحدث كان بالامكان سماع دوي الطلقات النارية في الخلفية بفارق دقائق.
وأضاف "تحصل قوات القذافي على تعزيزات لتمشيط العاصمة."
وقال النشط الذي تحدث الى مراسل لرويترز خارج ليبيا "السكان يبكون ويطلبون المساعدة. استشهد أحد السكان. أصيب كثيرون." ولم يتسن على الفور التحقق من أقواله بشكل مستقل.
ويشير القتال داخل طرابلس الى جانب تقدم مقاتلي المعارضة الى مشارف المدينة فيما يبدو الى بدء مرحلة حاسمة في الصراع المستمر منذ ستة أشهر والذي أصبح أكثر انتفاضات "الربيع العربي" دموية وتدخل فيه حلف شمال الاطلسي.
ولم تنهر قوات الامن التابعة للقذافي التي تواجه زحفا من قوات المعارضة من ثلاث جبهات كما توقع بعض المقاتلين. وتقتصر الانتفاضة على أحياء محدودة ولم تمتد للمدينة بأكملها.
وبث التلفزيون الحكومي رسالة على الشاشة تحث السكان على عدم السماح لمقاتلي المعارضة المسلحين بالاختباء فوق أسطح منازلهم.
وقالت الرسالة ان العملاء وأعضاء تنظيم القاعدة يحاولون زعزعة استقرار المدينة وتخريبها. وطلبت من السكان منعهم من استغلال منازلهم ومبانيهم ومواجهتهم والتعاون مع وحدات مكافحة الارهاب للقبض عليهم.
وقالت المعارضة ان الانتفاضة يجري التنسيق لها مع قوات مناهضة للقذافي خارج المدينة. وهم يحاربون في اتجاه طرابلس من بلدة الزاوية الى الغرب وأيضا بامتداد الطريق السريع الرئيسي المؤدي الى العاصمة.
ومن الممكن أن يكون الانتصار العسكري الحاسم في طرابلس مهمة هائلة لقوات المعارضة التي تفتقر للسلاح والتدريب. ويأمل معارضو القذافي أن تتفكك قوات الزعيم الليبي تحت ضغط الانتفاضة المستمرة.
ويجمع المقاتلون قرب الجبهة الجنوبية القوات لمحاولة الزحف على العزيزية التي تقع على بعد نحو 45 كيلومترا الى الجنوب من طرابلس وهي البوابة الجنوبية للعاصمة.
وعند نقطة تفتيش الى الجنوب من العزيزية رأى مراسل لرويترز مقاتلين يجلبون قاذفات صواريخ الى الجبهة. ومرت شاحنات عليها مدافع مضادة للطائرات عبر نقطة التفتيش متجهة شمالا.
وقال محمد وهو ضمن مجموعة من المقاتلين ينتظرون أمر الزحف للامام "نأمل أن نسيطر على العزيزية اليوم ثم نزحف على طرابلس."
وفي مدينة بنغازي بشرق ليبيا المعقل الرئيسي للمعارضة قال مسؤول في المعارضة ان المقاتلين ينتقلون الى الزاوية بحرا لتعزيز زملائهم الذين يزحفون على طرابلس.
وفي رسالة صوتية تم بثها عقب منتصف الليل سعى القذافي الى أن يظهر للسكان أنه ما زال مسيطرا.
وقال القذافي في الرسالة "نهنئكم بالقضاء على هؤلاء الجرذان التي انتشرت هذه الليلة وداهمتها الجماهير وقضت عليها."
وأضاف أنه يعرف ان هناك غارات جوية ولكنه قال ان اصوات الالعاب النارية اعلى من صوت القنابل التي تسقطها تلك الطائرات.
وفي مدينة بنغازي قال المجلس الوطني الانتقالي الذي تعتبره القوى الغربية الحكومة الليبية الشرعية ان القتال في طرابلس جزء من انتفاضة جرى الاعداد والتنسيق لها مسبقا.
وقال عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي ان ساعة الصفر بدأت وان المعارضين في طرابلس نهضوا.
وظهر عبد السلام جلود الرجل الثاني سابقا في ليبيا والذي انضم الى قضية الثوار قبل يوم على شاشات التلفزيون في روما ودعا العاصمة الى الثورة على "الطاغية" وقال "اليوم تعلنون النصر على الخوف."
وأدت الاشتباكات في العاصمة الى قيام احتفالات ضخمة في شوارع بنغازي بالاضافة الى مناطق أخرى في ليبيا وفي العاصمة التونسية.
وأحدث التقدم الذي حققته المعارضة الليبية نحو طرابلس - اخر معقل كبير للزعيم الليبي - تحولا في الحرب من خلال عزل العاصمة عن الطريق الرئيسي الذي يربطها بالعالم الخارجي كما يمثل ضغوطا لم يسبق لها مثيل على القذافي.
وقبل الفجر عرض التلفزيون الرسمي سيف الاسلام نجل القذافي وهو يلقي كلمة امام ما وصفه بمؤتمر شبابي. وكانت قاعة مليئة بالانصار تضج بالهتافات والتصفيق بين الحين والاخر لدى اعلان سيف الاسلام انه سيتم دحر المعارضين.
وقال "التمرد الذي يحصل في ليبيا لن يصل الى اي نتيجة. لن نستسلم ونرفع الراية البيضاء يستحيل فهذه بلادنا ولن نغادرها."
وقال احد سكان طرابلس لرويترز ان رجال الدين الاسلامي في بعض مناطق طرابلس دعوا الناس الى الانتفاض مستخدمين مكبرات الصوت بالمساجد. وأضاف ان هذا النداء بث مع اذان المغرب وافطار الناس.
وقال مراسل لرويترز في فندق قرب وسط طرابلس انه كان هناك نيران كثيفة ومستمرة لساعات. وفي بعض الاحيان كان دوي النيران يهدأ ثم يبدأ مرة أخرى.
وتشير أقوال من السكان الى أن القتال يتركز في حيي تاجوراء وفشلوم في شرق طرابلس وحي سوق الجمعة قرب وسط العاصمة.
وقال أحد السكان "يمكن أن نسمع دوي النيران في أماكن مختلفة... أغلب مناطق المدينة خرجت.. أغلبهم من الشبان... انها الانتفاضة. خرجوا بعد الافطار."
ومضى يقول "انهم يرددون هتافات دينية.. الله أكبر."
وتقول واشنطن ان أيام القذافي أصبحت معدودة. وظهرت تقارير عن حدوث بعض الانشقاقات داخل قواته. وقال مسؤول رفيع في البيت الابيض ان الرئيس باراك أوباما الذي يقضي عطلة يتلقى أحدث الانباء عن ليبيا بشكل منتظم.
وذكر مسؤول رفيع بالبيت الابيض "اذا سقطت طرابلس في نهاية الامر في أيدي المعارضة فان الخيارات المحدودة أمام القذافي تصبح محدودة أكثر. الضغط عليه وعلى دائرة الانصار الضيقة لابد أن يكون لها أثرها الفعلي."
من ميسي ريان
(شارك في التغطية روبرت بيرسل في بنغازي وأولف ليسينج في الزاوية وحميد ولد احمد في الجزائر وعلي عبد العاطي في القاهرة ومصعب الخير الله في لندن وفيل ستيوارت في واشنطن)