الثورات فعل يؤدي بالضرورة الى التغيير الذي يتيح للشعوب بموجب طموحاتها الثورية واهدافها المرجوة إلى ارساء اسس الديمقراطية التي تعد الوسيلة الوحيدة لحماية الشعوب من نزعات ورغبات وممارسة دكتاتورية الحاكم . بالنظر الى واقع الحال السائد التي قدمت شعوبها التضحيات الجسام في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وما يحدث في سوريا حتى اللحظة فان كل تلك التضحيات توشك ان تذهب ادراج الرياح بفعل المال المتدفق الى تلك البلدان وتحديداً الى الجماعات الاسلامية لتكشف عن تحالفات داخلية خارجية ترمي الى ابقاء الشعوب العربية ترزح تحت الفقر والجهل وتكريس حكم ( الحاكمية ) .ما تشهده اليوم كل تلك البلدان يذكرنا بما قاله زعيم الامة العربية جمال عبدالناصر في احد خطاباته المرتجلة ( الرجعية والاستعمار دفعوا فلوس للإخوان المسلمين وبعثوا سلاح للإخوان المسلمين ويطلع علينا واحد مربي دقنه ويقول الاشتراكية حرام وضد الدين ويريدوا حكم اقطاعي والاحتكام الى امير الجماعة وهو خريج جامعة لم يمر على تخرجه عامين, الدين هو المساواة الدين لا يقول طغمة هم وحدهم الاسياد وبقية الشعب عبيد, تحت تلك الشعارات يريدوا يوصلوا الى الحكم باي طريقة ليعيدونا الى عهود ما قبل الجاهلية). ذلك كان حديث عبدالناصر من اليوتيوب صوت وصورة. بذات المضمون والسياق قال الرئيس الاسبق انور السادات في كلمة له أمام مجلس الأمة ( الجماعات الاسلامية اخطر ما فيها المفاهيم التي يزرعوها في عقول الشباب وللتأثير على الأحزاب التي استمالتهم لمساعدة الاخوان المسلمين حتى يصلوا الى السلطة وينقلبوا على الشعب والاحزاب , وان الحكم يجب بما انزل الله ورفض أي قوانين وضعية تفرضها الحياة , والعنف والايمان بحتمية الاصطدام مع السلطة الكافرة والمجتمع الجاهلي والقضاء عليم, ووجوب مبايعة أمير الجماعة والالتزام بمبداء السمع والطاعة بلا حدود وعدم الأخذ بأي مذهب من المذاهب في التفسير للقرآن الكريم والسنة والاعتماد فقط على امير الجماعة في التفسير وتحريم المناهج الدراسية ومحاربة القضاء الخ). من اليوتيوب صوت وصورة. ان ما يجري في بلدان الربيع العربي اليوم قد كان واضحا عند جيل الخمسينات والستينات والسبعينات الذين منعوا بكل قوة وصول حكام ثورات الربيع العربي الحاليين , ولكن ما حملته الثمانيات والتسعينات من القرن الماضي نتيجة حكم الاسرة واستحواذها وفكر التوريث عندها واتباعها سياسات الفساد فيما تعيش شعوبها في ظروف مادية واجتماعية غاية في الصعوبة اضافة الى الكبت والتصفيات والملاحقات والحرمان وعدم المساواة مما جعل تلك الحقبة الزمنية للأنظمة السابقة عامل نسيان للشعوب والقوى السياسية والغاء ماضي فكر وعقلية وبرامج واهداف الجماعات الاسلامية التي تسللت الى سدة الحكم بدعم ومساندة الاحزاب والقوى السياسية اليسارية والقومية والليبرالية وسط الارباك الناجم عن تهاوي الانظمة السياسية السابقة في سرعة لم تكن متوقعة بل كانت مذهلة , لقد تحققت على ارض الواقع رؤية الزعيم عبدالناصر, وصدق انور السادات فيما قاله . لقد كان ضغط المال الخارجي أحد أهم العوامل لصعود نجم الجماعات الاسلامية التي كانت الشرط الاساسي لتقديم دول بعينها للمساعدات المادية والقروض لبلدان الربيع العربي مقابل وصولها الى سدة الحكم, ولن تقدم تلك المساعدات في حال وصول قوى وطنية وسياسية اخرى, ذلك كان في ظروف عدم قدرة القوى السياسية الاخرى على تنظيم نفسها بصورة جيدة لتعيد ذكريات وماضي الجماعات الاسلامية الى اجيال العقود الثلاثة من القرن الماضي , ايضاً ساعد القوى الاسلامية على الوصول الى هدفهم بعد ما يقارب سبعين عاما من جبروت وظلام وفساد الانظمة السابقة التي استخدمتها الجماعات الاسلامية بذكاء في تلك البلدان إلا ان افتقارها الى خبرات ادارة الدولة واستعجالها على ارساء سلطة الحاكمية (المرشد ),كان عامل ايجابي لفضح النوايا الحقيقية التي نجحوا الى حداً كبير في إخفائها اثناء الحملات الانتخابية للمجالس والرئاسة وابرام التحالفات مع القوى السياسية, حيث انه لم يمر على ثورات الربيع العربي اكثر من عامين حتى اتضح للشعوب العربية انها بحاجة الى ثورات الشتاء العربي للعودة الى ما قاله زعيم الامة العربية جمال عبدالناصر. وخاصة بعد الانقلابات الخطيرة التي بدأت في مشاريع الدساتير في كل من مصر وتونس وليبيا اما اليمن وسوريا المسودات جاهزة ومن نفس اللون . الى اين يريد حكام ثورات الربيع العربي اخذ الشعوب العربية؟ والسؤال الملح هل بلدان ثورات الربيع العربي وبلدان اخرى تحتاج الى ثورات الشتاء العربي للإبقاء على القليل من الحريات التي كانت موجودة والهامش المحدود من الديمقراطية من مخلفات الانظمة العربية السابقة ؟ أم إن الشعوب العربية اصبحت مدجنة بفعل تركة الماضي لتظل ترزح تحت ظروف الفقر والجهل الى ما شاء الله ؟. الثورات فعل يؤدي بالضرورة الى التغيير الذي يتيح للشعوب بموجب طموحاتها الثورية واهدافها المرجوة إلى ارساء اسس الديمقراطية التي تعد الوسيلة الوحيدة لحماية الشعوب من نزعات ورغبات وممارسة دكتاتورية الحاكم . بالنظر الى واقع الحال السائد التي قدمت شعوبها التضحيات الجسام في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وما يحدث في سوريا حتى اللحظة فان كل تلك التضحيات توشك ان تذهب ادراج الرياح بفعل المال المتدفق الى تلك البلدان وتحديداً الى الجماعات الاسلامية لتكشف عن تحالفات داخلية خارجية ترمي الى ابقاء الشعوب العربية ترزح تحت الفقر والجهل وتكريس حكم ( الحاكمية ) . ما تشهده اليوم كل تلك البلدان يذكرنا بما قاله زعيم الامة العربية جمال عبدالناصر في احد خطاباته المرتجلة ( الرجعية والاستعمار دفعوا فلوس للإخوان المسلمين وبعثوا سلاح للإخوان المسلمين ويطلع علينا واحد مربي دقنه ويقول الاشتراكية حرام وضد الدين ويريدوا حكم اقطاعي والاحتكام الى امير الجماعة وهو خريج جامعة لم يمر على تخرجه عامين, الدين هو المساواة الدين لا يقول طغمة هم وحدهم الاسياد وبقية الشعب عبيد, تحت تلك الشعارات يريدوا يوصلوا الى الحكم باي طريقة ليعيدونا الى عهود ما قبل الجاهلية). ذلك كان حديث عبدالناصر من اليوتيوب صوت وصورة. بذات المضمون والسياق قال الرئيس الاسبق انور السادات في كلمة له أمام مجلس الأمة ( الجماعات الاسلامية اخطر ما فيها المفاهيم التي يزرعوها في عقول الشباب وللتأثير على الأحزاب التي استمالتهم لمساعدة الاخوان المسلمين حتى يصلوا الى السلطة وينقلبوا على الشعب والاحزاب , وان الحكم يجب بما انزل الله ورفض أي قوانين وضعية تفرضها الحياة , والعنف والايمان بحتمية الاصطدام مع السلطة الكافرة والمجتمع الجاهلي والقضاء عليم, ووجوب مبايعة أمير الجماعة والالتزام بمبداء السمع والطاعة بلا حدود وعدم الأخذ بأي مذهب من المذاهب في التفسير للقرآن الكريم والسنة والاعتماد فقط على امير الجماعة في التفسير وتحريم المناهج الدراسية ومحاربة القضاء الخ). من اليوتيوب صوت وصورة. ان ما يجري في بلدان الربيع العربي اليوم قد كان واضحا عند جيل الخمسينات والستينات والسبعينات الذين منعوا بكل قوة وصول حكام ثورات الربيع العربي الحاليين , ولكن ما حملته الثمانيات والتسعينات من القرن الماضي نتيجة حكم الاسرة واستحواذها وفكر التوريث عندها واتباعها سياسات الفساد فيما تعيش شعوبها في ظروف مادية واجتماعية غاية في الصعوبة اضافة الى الكبت والتصفيات والملاحقات والحرمان وعدم المساواة مما جعل تلك الحقبة الزمنية للأنظمة السابقة عامل نسيان للشعوب والقوى السياسية والغاء ماضي فكر وعقلية وبرامج واهداف الجماعات الاسلامية التي تسللت الى سدة الحكم بدعم ومساندة الاحزاب والقوى السياسية اليسارية والقومية والليبرالية وسط الارباك الناجم عن تهاوي الانظمة السياسية السابقة في سرعة لم تكن متوقعة بل كانت مذهلة , لقد تحققت على ارض الواقع رؤية الزعيم عبدالناصر, وصدق انور السادات فيما قاله . لقد كان ضغط المال الخارجي أحد أهم العوامل لصعود نجم الجماعات الاسلامية التي كانت الشرط الاساسي لتقديم دول بعينها للمساعدات المادية والقروض لبلدان الربيع العربي مقابل وصولها الى سدة الحكم, ولن تقدم تلك المساعدات في حال وصول قوى وطنية وسياسية اخرى, ذلك كان في ظروف عدم قدرة القوى السياسية الاخرى على تنظيم نفسها بصورة جيدة لتعيد ذكريات وماضي الجماعات الاسلامية الى اجيال العقود الثلاثة من القرن الماضي , ايضاً ساعد القوى الاسلامية على الوصول الى هدفهم بعد ما يقارب سبعين عاما من جبروت وظلام وفساد الانظمة السابقة التي استخدمتها الجماعات الاسلامية بذكاء في تلك البلدان إلا ان افتقارها الى خبرات ادارة الدولة واستعجالها على ارساء سلطة الحاكمية (المرشد ),كان عامل ايجابي لفضح النوايا الحقيقية التي نجحوا الى حداً كبير في إخفائها اثناء الحملات الانتخابية للمجالس والرئاسة وابرام التحالفات مع القوى السياسية, حيث انه لم يمر على ثورات الربيع العربي اكثر من عامين حتى اتضح للشعوب العربية انها بحاجة الى ثورات الشتاء العربي للعودة الى ما قاله زعيم الامة العربية جمال عبدالناصر. وخاصة بعد الانقلابات الخطيرة التي بدأت في مشاريع الدساتير في كل من مصر وتونس وليبيا اما اليمن وسوريا المسودات جاهزة ومن نفس اللون . الى اين يريد حكام ثورات الربيع العربي اخذ الشعوب العربية؟ والسؤال الملح هل بلدان ثورات الربيع العربي وبلدان اخرى تحتاج الى ثورات الشتاء العربي للإبقاء على القليل من الحريات التي كانت موجودة والهامش المحدود من الديمقراطية من مخلفات الانظمة العربية السابقة ؟ أم إن الشعوب العربية اصبحت مدجنة بفعل تركة الماضي لتظل ترزح تحت ظروف الفقر والجهل الى ما شاء الله ؟.