هي الذكرى النوفمبرية للاستقلال ، هي حكاية شعب ضحى و وفى ، هي حلم الأبطال بفجر الحرية ، هي أمل انبعث ليبدد الظلام :‘ هي الثلاثين من نوفمبر ذكرى الاستقلال وذكرى كل جنوبي عشق تراب الوطن ، لها حكايات يرويها التاريخ وبطولات لا تنسى ، فيها قدم الرجال أرواحهم فداء للوطن وقلوبهم ثمن لتتطهر الأرض من رجس المحتل الذي استبد فيها على مدى 129عاماً ، حقاً أنها سنوات طوال وتاريخ حافل . وهانحن وبعد خمسه وأربعون عاما من ذكرى الاستقلال ، ومع تغير الأحداث وخط سير التاريخ نرزح تحت احتلال آخر ( احتلال أكثر وحشية وهمجية ) ، احتلال سلبنا أرضنا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ، سلبنا منا معنى الحياة والعيش بكرامة ، قتل منا الكثير وسفك من دمائنا الأكثر ، أنه باختصار الاحتلال اليمني ذلك الاحتلال الذي لا شبيه له ، ويمكن أن العدو الصهيوني لا يوازيه في شيء أبدا من ناحية الوحشية والدمار والدموية ، وإذا تحدثنا عن جرائمه وأفعاله الشنيعة أعتقد أن الورق سينتهي والحبر سيجف لان جرائمه و فضائعة لا تغتفر.
ومن بين كل ما نمر به من أحداث وأزمات وصراعات كان لنا الحق في الاحتفال بالذكرى النوفمبرية ، حتى وان كنا محتلين لأنها ذكرى نستمد منها القوة والإصرار ومعنى الكفاح ومنها نتعلم العبر والتضحيات الجسام ، وليست هي ذكرى تمر فقط وإنما لابد من جعلها يوم لا ينسى يوم نسطره بأروع الكلمات وأندر المواقف وأشجعها ، يوم يهبُ فيه الصغير قبل الكبير الرجل والمرأة ، يوم يعلنون فيه رفضهم لواقع الحياة القاسية وللظلم والطغيان الذي فرضه المحتل اليمني ، يوم يثبتون فيه أنهم شعب لا يهان ، شعب يعلم الجميع فنون التضحية والوفاء ، بل يجب أن يكون يوم ليس للاحتفال بالذكرى فقط وإنما امتداد وتمهيد للاستقلال الثاني ، للحرية للنصر الأكيد . إذا فالسؤال :- كيف ستكون الذكرى النوفمبرية يا شعب الجنوب ؟
الإجابة تترك لكم يا شعب الأحرار ، فالأمل بكم كبير ، وأنتم من ستحققون كل الأماني التي كانت بعيدة المنال ، وسنراها بفضل الله وبتضحياتكم على ارض الواقع قريباً ، فعملوا من اجل الجنوب وعزته ، وابتعدوا عن الخلاف والشقاق ، واتفقوا من اجل حب الأرض وليس حب الذات والأنانية ،وارفعوا اسم الجنوب عاليا ، وذكرى نوفمبرية مجيدة فيها عزة وقوة لكم يا أحرار وللجنوب كل الحرية والاستقلال ...