من وحي نوفمبر التاريخ اشرقت شمس الحرية من عدن ثغر الجنوب الباسم ليكتب الجنوب رسالة الشهيد مد رم ورسالة الشهيدة فيروز رحمة الله عليهما معا في ظرف واحد. رسالة جسدت معاني ودلالات الاستقلال المجيد والحرية التي فطر الله شعب الجنوب عليها والتأكيد على حق ابناء الجنوب في تحديد واختيار مستقبلهم دون وصاية من احد ليتم الربط الوثيق بين مرحلتين تاريخيتين عظيمتين في حياة شعب الجنوب المغوار ومن ثم يتوج ذلك النصر في المنصورة ليرسم لوحة جميلة أذهلت العالم. رغم التعتيم الإعلامي المحكم الذي كشف بوضوح انحياز وهشاشة الأعلام العربي والعالمي الى جانب قوى القمع والديكتاتورية على حساب شعبنا الجنوبي المقهور وخلع مساحيق التجميل من قنوات البيع والشراء بالمزاد العلني للقيم الانسانية .. هذه القنوات المتشدقة بالحيادية والمهنية القابلة للبيع والشراء من مراسليها المرتهنين لاشارات الحاكم للتعتيم والتظليل والبقية تأتي وعجزت تلك القنوات المبتذلة من ايصال رسالتها المهنية للعالم لغضها الطرف عن احداث الجنوب ومسيراتهم المليونية وهذا انجازيحسب لشعب الجنوب و اثبت الواقع أن تلك القنوات هي من تختار تغطية أحداث وتغض الطرف عن أحداث أخرى. لم يأت موقف الجنوب من فراغ بل أتى بعد أن تخندق الآخرين في خندق الماضي وأسقطوا من اهتمامهم القضية الوطنية وبقى همهم الأول تقاسم السلطة بعيدآ عن الأهداف الوطنية العظيمة التي سار نحوها شعب الجنوب بنيات صادقة وأقصوا الجنوب صانع الوحدة الأول في حرب صيف 94وكذا تم تجاهل قضية الجنوب في المرحلة الراهنة من التسوية الجديدة آن حشود عدن بالأمس قد أمنت قضية الجنوب من التلاعب بها من ضعفاء النفوس وهم قلة من المفرخين ووضعت إمامهم أسلاك شائكة من خلال تثبيت شرعية الشعب الجنوبي وعدم الاقتراب منها باعتبارها خط احمر. ولأهمية الرسالة على جميع الإطراف السياسية في الساحة والرعاة الدوليين قرأءة الرسالة بتمعن بعيدآ عن التعصب وردة الفعل والفعل المضاد والبحث عن معالجات ناجعة ولابد هنا من التأكيد أن الجنوب حسم إمره وهو شعب عنيد يرفض الذل ولاستكبار ويحب السلام أن اعترف الآخرون بحقه في العيش والحرية بسلام ولابد من رفع الراية البيضاء ورد التحية لهذا الشعب الصامد ومد يدهم لأهل الجنوب والاعتذار والمصالحة والجلوس الند للند في حوار اخوي وشجاع يجنب اليمن الانزلاق إلى الهاوية والابتعاد عن المكابرة والعناد وما يصح ألا الصحيح .