تلك السياسة المقصودة من حكومة ماتسمى بالشرعية في تدهور الأوضاع المعيشية والخدمية في المحافظات الجنوبية المحررة ، قد كانت من أجل جعلها متساوية مع تدهور تلك الأوضاع نفسها في المحافظات الشمالية من قبل نظام الحوثي ، وذلك حتى يبقى الشعب الشمالي صامتا تحت حكم الكهنوت الحوثي ، ويرضى العيش في ظروفها ، ذليلا فقيرا ، مكبل الحرية ، منطويا بقهره ، ساكنا في تفكيره ، معقودة لسانه ، لايحاول الأنتفاض بثورة شعبية ونيل حريته بالقضاء على الحوثي ، وذلك خوفا من أن الأوضاع المتدهورة الكارثية التي تعمدت حكومة بن دغر إفتعالها في المحافظات الجنوبية ستنتقل إلى عندهم _ أي إلى عند الشعب الشمالي _ أن هو انتفض ضد الحوثي ، ومنح ماتسمى حكومة الشرعية الحكم في السيطرة عليهم عسكريا وسياسيا وفي جميع امور حياتهم المعيشية والخدمية . لكن وبانتصار أنتفاضة الجنوب على حكومة بن دغر وطردها من المحافظات الجنوبية ، والتمكن من تحسين الأوضاع كافة في الجنوب ، أن شاء الله ، فأن ذلك سيساعد الشعب الشمالي والمقاومة الشمالية في التفكير للقضاء على الحوثي ، وذلك لأن كل ذلك التفكير المسيطر على عقلية الشعب الشمالي سيذوب من رؤوسهم ، عندما يروا ويسمعوا ما فعلته أنتفاضة الجنوب بحكومة بن دغر من أجل إنقاذ انفسهم من المجاعة ، و أيضا من أجل استعادة وطنهم المسلوب المنهوب ونيل حريتهم والعيش فيه بعزة وكرامة ، في ظل السيطرة على كل المرافق والمؤسسات الأيرادية الجنوبية من قبل قوات المقاومة الجنوبية ونقل زمام أمور أدارتها إلى المجلس الانتقالي الجنوبي . لأن _ حينها_ ستفتح أعين الشعب الشمالي ، وستهتز مشاعرهم واحاسيسهم ، وسيزداد حماسهم في الانتفاض ضد الكهنوت الحوثي ، للتخلص من جبروته وظلمه وبدعه ، وليس كما يحاول هذه الأيام بن دغر ومعه الأخونجين الترويج له من مناصرة الشمالين الشرعية للوقوف ضد سيطرة الانتقالي على الجنوب ، أخواننا الشمالين قد تحرروا من هذه الأفكار المسمومة المدسوسة في رؤوسهم من قبل نظام الهالك عفاش والإصلاحين ، فهم لم يعد في تفكيرهم إلا كيف يتخلصوا من قبضة الحوثي واستعادة دولتهم (دولة العربية اليمنية) والعيش في ظلها بعزة وكرامة . أما مسألة تمكن الجنوبين من السيطرة على أرضهم واستعادة دولتهم ، فأن أخواننا في شعب الشمال سيرون في ذلك أنه قد تبين لهم أنه الحق ، ولايرون فيه غير عودة الحق الجنوبي إلى أهله ، كما أن اصرار الجنوبين وشجاعتهم ستكون محل أفتخارهم بهم ويتمنون أن يكونوا مثلهم في اشعال أنتفاضة شعبية ضد الطغاه الحوثين . لذلك فأن أنتفاضة الجنوب بطرد حكومة الفساد والتجويع ، واستعادة الدولة الجنوبية ، ستكون بوادر تشجيع وأمل للشعب الشمالي وستكون قوة مساعدة لهم في القضاء على الحوثي ، من خلال توجه القوة الجنوبية الشعبية والعسكرية التي كانت في مواجهة الإخوان وحكومة بن دغر خلال الأربع السنوات الماضية ، ستتوجه إلى مساعدة الشعب الشمالي والمقاومة الشمالية لأجل القضاء على الحوثين وتخليصهم منهم . إذا وإلى جانب القوة الشعبية والعسكرية ، وأن النصر لن يأتيهم من الخارج ، وأن قوة العزيمة والإرادة هي التي ستصنع النصر بإذن الله ، سيستفيد أخواننا الشمالين ومقاومتهم من أبناء الجنوب أيضا وخاصة من بعد أنتفاضتهم ضد الحوثي والقضاء عليه ، سيستفيدون العبرة في عدم تسليم نصرهم إلى الإخوان وإلى ماتسمى حكومة الشرعية ، لما كان لتلك الحكومة من مآسي الفساد والتجويع والأختلالات الأمنية مع الجنوبين ، وستكون لهم فرصة للتخلص منهم ومن شرهم وإلى الأبد ، من خلال أعطاء شرعية الحكم لمجلس سياسي جديد يؤسس من رجال إنتفاضتهم ، وتكون قوات مقاومتهم هي التي تحافظ على أمنهم وتحمي حدود دولتهم ، بعيدا عن همجية ميليشيات الإخوان ومشاريعهم السياسية المدمرة . عادل العبيدي