صباح يوم امس الخميس، ذهبت إلى بقالة الحضرمي و الذي تعوذت اتمون من عنده مواد غذائية للاسرة بالأجل حتى نهاية الشهر. لم اجد مالك البقالة و لكن كان هناك احد العمال و الذي يعرفنا تماماً .قلت له حسابي مسدد كاملا؟ قال : نعم. سألتة إن كان يوجد معهم دقيق و سكر، اجاب لا يوجد. بدت على ملامحة الاستحياء، سالتة مباشرة : هل اوقفتم التعامل بالأجل؟ اجاب: نعم، عمنا اوقف التعامل بالأجل حتى علينا نحن العمال معه، لان الدولار غير مستقر. بهدؤ انسحبت و انا ابتسم ابتسامة عريضة لو وزعتها على ساكني خورمكسر لكفتهم كلهم. اثناء طريق عودتي نحو المنزل مريت بجانب بقالة الخير امام مسجد البيحاني و قلت في نفسي اجرب هنا لانهم يعرفونا و أشوف ممكن يسلفونا إلى نهاية الشهر. لم اجد راعي البقالة و لكن وجدت اخوه و طبعاً كليهما يعرفاني. سالته: هل معكم دقيق و سكر؟ اجاب: نعم يوجد. سالته و انا احاول رسم ابتسامة بالزجا على وجهي : ممكن تسلفنا إلى نهاية الشهر او يمكن قبلها إذا ربنا فرجها؟ اجاب: ابشر يا مهندس. ثم اضاف كم تريد؟ قلت له قطمة دقيق، قال : معنا جواني ابو 50 كيلو ،تريد جونية؟ قلت لا، اعطنا نصف جونية دقيق و نصف جونية سكر و قل لي كم الحساب بايكون؟ اجاب و هو مبتسم : 16500 ريال، السكر 10000 و الدقيق 6500 ريال. طلب من عمالة رفع الدقيق و السكر إلى فوق سيارتي و اردف قائلاً : اي طلبات اخرى؟ قلت له شكراً يا طيب. بعد صلاة الظهر و اثناء خروجنا من المسجد وجدت اخو مالك بقالة الخير، و مباشرة سالنا: يا مهندس ايه بايستوي يوم 14 اكتوبر؟ قلت له مافي شيء و ان شاء الله يكون خير. قال : يا اخي الاشتباك بالرصاص قبل قليل في جولة بدر و كل شوية يجونا شباب و يقولوا ما باقي معكم إلا يومين و لا بايبقى معكم شيء في البقالة و باتخرجوا مدعوسين و يقولوا خلاص بايعلنوا الانفصال، طيب و ايه ذنبنا نحن المواطنين من الشمال!!! قلت له يا رجال ما بايقع اي حاجة و اطمئن انتم كمواطنين مالكم اي ذنب و ماحد راح يسمح باهانتكم و التعدي عليكم. يوم امس مساءً انا ما دخلت النت ابداً و قبل لحظات دخلت و عرفت انهم الغوا احتفالية اكتوبر من قبل المجلس الانتقالي. طيب كيف تشوفوا، اروح اكلم صاحب البقالة و اطمأنه و اكسب لي اجراً """