"ظلت مقبرة أمبيخة منذ كثير من السنوات إحدى كبرى مقابر دفن الأموات داخل مدينة المكلا واستقبلت مئات الآلاف من جثامين موتى أهالي المكلا منها أقارب واعزاء علينا نسأل لهم الرحمة . إلا أن ثمة إهمال وقصور تعرضت له هذه المقبرة في الفترات الأخيرة لا نعلم أن كان متعمد أو غير متعمد من قبل الجهات التي تقع ضمن مسؤليتها حماية مقابر أموات المسلمين في مدينة المكلا ممثلة بمكتب وزارة الأوقاف والإرشاد خصوصا مع استحداث مقابر أخرى بالمدينة ساعدت في التخفيف من حدة تزايد أعداد دفن الموتى فيها وتقريبا لبعد مسافة مقبرة أمبيخة من بعض مناطق أنحاء المكلا . لكن الناظر لحال مقبرة أمبيخة في هذه الفترة لا يسر الأحياء فكيف بالاموات منذ فترة ليس ببعيدة خصوصا مع بعض الأمطار والسيول التي شهدتها مدينة المكلا وتاثرها باعصار (لوبان) كنت حاضرا في تشييع جنازة إحدى الأموات ترتبطني به صلة قرابة المصاهرة وعلى ما يبدوا أنها المرة الأولى الذي أدخل فيها المقبرة منذ فترة طويلة لم ادخلها بسبب انتقال كثير المواطنين في المدينة لدفن امواتهم في المقابر القريبة منهم منها مقبرة يعقوب ومقابر منطقة باعبود وغيرها على كل حال حينما رأيت الحالة التي أصبحت عليها المقبرة كدت لا أتصور أن هذه مقبرة أمبيخة التي كنا ناتيها أثناء مواكبتنا لدفن الموتى فمياه الأمطار والسيول أصبحت تحيط بها من كل مكان وأشجار السيسبان غطت أجزاء كبيرة وواسعة من المقبرة ممكن أن يستفاد منها في إنشاء قبور أخرى للاموات بدل من سرد الشائعات بأن مساحة المقبرة لا تكفي لدفن مزيد من الأموات إضافة إلى سور المقبرة وحرمها الذي أصبح منتهك من كل الجوانب لتصبح مرتع للكلاب الضالة والمسعورة وغيرها من الحيوانات النجسة التي تلطخ أرضية المقبرة الطاهرة بنجاستها. ليس هذا فحسب كيف اذا حدثك بالأهمال في إعادة ترميم مصلاها الصغير الذي مضى عليه دهرا من الزمن بدون أي ترميم أو أصلاح ليصبح خرابة مجهورة بدل من الاستفادة منه في اقامة الصلوات لمن تفوته الصلوات اثناء حضور الجنازة أو احدثك عن عدم تواجد مياه الشرب في برادات المياه التي يبدو في ملامحها العطش من شحة الماء في حال اذا اراد البعض أن يرتوي بشربة ماء هنيئة . اذهلتني في حقيقة الأمر كمية الإهمال التي تتعرض له أكبر مقابر دفن الأموات في المكلا حتى شعرت بالخجل من الأموات وسط مقابرهم التي هوت إلى الأرض بفعل تراسب التربة دون أي اهتمام بإعادة ترتيب تلك المقابر تقديرا لرفات أولئك الأموات فأقلها يا من يعنيه هذا الأمر اكرامهم بعد الموت فهم على الأقل مسلمون كما نحن ومن بني جلدتنا نحن الحضارم ليس بعيد على كل من يقراء مناشدتي هذه أن وسط هذه المقبرة دفن له قريب أو صديق أو حبيب احتضنت تربتها أجسادهم كما هو الحال معي انا فكم من قريب وحبيب هلينا التراب عليهم في هذه المقبرة فلا اظن ان الحال التي تمر بها يرضي جميعنا اذا لم أكن مخطئ. سألت إحدى الشباب أثناء مراسيم الدفن وعلى ما يبدو أنها أحدى العاملين في المقبرة عن كل هذا الإهمال والقصور الحاصل مع ذوينا الأموات في المقبرة فكانت كل كلمة استمع إليها من رده توحي الي بدون أدنى شك انهم لا يملكون الحيلة حيال ذلك وأنهم على مايبدو هم أيضا مستاؤن من ذلك الحال التي تعاني منه المقبرة ولكن ليس بيدهم ما يقدرون عليه وهنا أطالب واناشد الجهات المسؤلة والمعنية بهذا الأمر كوني مسلم قبل كل شي وكوني إحدى أبناء المكلا ولدي اقارب تم دفنهم هناك بأن يوضحوا لنا أسباب ذلك الإهمال والتقصير التي تتعرض له مقبرة أمبيخة وهل من الممكن خلال الفترة القادمة ان نشعر بأن هناك تقدير واحترام لأرواح اولئك الأموات المقبورين فيها ؟؟..."