أحمد بن أحمد الميسري رجل دولة، أو هو الرجل الدولة، فعندما ترك الجميع عدن، بقي الميسري ممثلاً للدولة، لهذا أطلقت عليه الرجل الدولة، أحدثكم عن رجل لم ألتقِ به، ولم أتشرف بالجلوس معه يوماً من الأيام، ولكن مواقفه ووقوفه مع فخامة الأخ الرئيس جعلني أجلُّ هذا الرجل وأحترمه، فهو رجل الدولة والوزير الذي ثبت في عدن ولم يبرحها، بل صمد بين أبناء شعبه، وقاد الميسري المسيرة الأمنية في عدن وفي غيرها من المحافظات حتى تعافى الأمن في عهده، وأصبحنا نرى رجل المرور في كل مكان، وأصبحنا نرى رجل الأمن يصول ويجول ببذلته التي أعادت لنا هيبة الدولة. تنح قليلاً يا جبل شمسان فقد حل بجانبك جبل أشم، وتحلحلي ياقلعة صيرة فابن الميسري مد ذراعيه ليبسط الأمن على عدن كل عدن، فهذا هو الميسري سليل مجد، رجل جعل من الأمن حقيقة ماثلة للعيان، فماذا ترانا سنضيف لرجل كل صفحاته قد مُلِئت مجداً؟ تفحصت صفحات مجده، ولم أجد مكاناً لأكتب فيه سطراً لهذا العلم الشامخ في سماء السعيدة، فأضفت سجلاً لسجلات الميسري، فتاريخه زاخر، وبطولاته مستمرة، فادنو مني أيها التاريخ لأهتف في أذنيك، وأبارك لك فلقد ضمت صفحاتك اسم الميسري، وسكن بين صفحاتك اسمه، ففاخر بمكان الميسري بين صفحاتك، واطمئن ولا تخف واكتب بمصداقية فالميسري تاريخ بذاته. أحمد الميسري محافظ محافظة أبين الأسبق، ووزير الزراعة السابق، ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الحالي، والمناضل والمقاوم الذي ثبت في عدن محارباً المد الحوثي، وثبت فيها بانياً لنهضتها، هذا هو الميسري المعروف للقاصي والداني، ولكن هناك صفحات في تاريخ هذا الرجل لم يقرأها إلا المساكين والمرضى الذين مسحت عليهم يد الميسري الكريمة، فهو الذي لا يبخل على المرضى، بل يعتبر الميسري الباب الكبير للمرضى الذين يجدون فيه المعين لهم للعلاج في الخارج أو الداخل، قلت لكم إنني لم ألتق به، ولكن الذين ساعدهم الميسري للتغلب على معاناتهم هم من أخبرني ذلك، رجل شجاع كريم متسامح، لا يهاب الصعاب، ولهذا تشرفت به عدن فذهبت الدولة كل الدولة من عدن فبقي الميسري هو الدولة في عدن، فهو الرجل الدولة بكل معانيها، فبحكم منصبه كنائب لرئيس الوزراء يعالج ابن الميسري على مختلف الجوانب، فتراه مجتمعاً هنا وتارة أخرى هناك. أحجم أيها البحر، ولملم أمواجك، وتراجع فقد وصفك الواصفون وترددوا كثيراً على صفة كرمك، وقد جاء الكريم ابن الكربم الرجل المعطاء فطغى كرمه على كرمك، ولكن من صفاتك الغدر، وهذا الرجل من صفاته بل من أبرزها الوفاء والتسامح، فهو الذي وقف إلى جانب رئيس الدولة، وكان وفياً معه وحتى اللحظة، ووقف إلى جانب المرضى والمحتاجين، فساعدهم، وخفف من معاناتهم، فتحية للميسري بحجم جبال اليمن، تحية لشموخه وثباته، ولا أملك إلا أن أقول وهل تورث الأسود إلا أسوداً ضارية؟