ربما رقص بعض انصار التطبيع مع الكيان الصهيوني المجذوم طربا ، وببراعة تضاهي تحية كاريوكا -رحمها الله - اثر انجاز عملية الزيارة الباهتة التي نفذها رئيس وزراء الكيان الى مسقط مؤخرا وفي ذات التوقيت شاعت حالة من الاحباط لدى الاغلبية الكاسحة من الشعوب العربية بمختلف شرائحها وانتماءتها دل على ذلك ردود الافعال الواسعة والمجروحة التي اعقبت الزيارة . والتي منحت مؤشرات ثقة متجددة باستحالة قبول التواجد الصهيوني باي شكل كان في الوطن العربي وان مسالة حذف الكيان من " اطلس الكرة الارضية" ينبغي مناقشتها من حيث التوقيت لاغير. لم تخف ابتسامة قابوس بن سعيد تيمور واضفاء مساحة وقار دبلوماسي واعلامي حاولت مسقط ان تصبه على مجريات الزيارة حقيقة ان الامر جرى ببلاهة عمانية غير مسبوقة . اكلت طهران الثوم باضراس عمانية مصابة بالتسوس لاريب ، فالدور الايراني فضحته ردة الفعل الباردة من طهران في تعليقها على اللقاء الذي كانت تأمل منه ان يلين قلب الملياردير دونالد ترامب ليقلص لهجته العدائية تجاهها ، او بالاحرى ، ارادت تسويق هذا لاخفاء تنسيق اميركي ايراني ، اراد صناعة الحجة وخلق الذرائع لايران فحسب! فلم تكن الاخيرة سوى مطرقة ثقيلة بيد الادارات المتعاقبة لابتزاز العرب ودفن قضاياهم الحيوية وبالتزامن فرض تواجد اسرائيل في الخارطة الدبلوماسية للمنطقة. عدا فجائية توقيت الهبوط المظلي للاسرائيليين في مسقط فان لاجديد يمكن ان يثمر ويبلور - بالقياس مع احداث اخرى - حالة تغيير ما في التعاطي الشعبي والرسمي بدرجة اقل في حدة العلاقة الصراعية المتجذرة والعداء للكيان الصهيوني الغاصب . الى ذلك عكست قضايا لصيقة بالصراع المتجدد مثل القرار الاردني المتعلق ب ملف الغمر والناقورة واستمرار الهياج الشعبي في داخل الاراضي المحتلة نفسها عبر مسيرات العودة والانهيار المدوي لصفقة القرن ، مدى حاجة الكيان ومن خلفه واشنطن ، بطبيعة الحال ، الى التقاط الانفاس بنصر صغير وضئيل وبائس . ما الذي يمكن ان تقدمه سلطنة عمان للكيان الصهيوني ؟ الاجابة عدا المال.. لاشيء وسواء طرح السؤال بهذه الصيغة او صيغة اخرى ، من قبيل ماذا ستقدم الانظمة الرسمية العربية م جتمعة ، للكيان الصهيوني فان الناتج والمحصلة النهائية ستكون لاشيء لان السؤال خطأ على المستوى الاستراتيحي . حين اعتنق الملك ذو نواس الحميري، لاسباب سياسية بحتة ، الدين اليهودي واستنجد باخوة العقيدة ، لمواجهة جيش الخصم ، لم تصله النجدة فكانت نهايته دراماتيكية ، اذ تقمص دور النبي موسى عليه السلام واراد ان يخوض البحر بحصانه فالتهمته الامواج ولفظته على الساحل ولم ينشق البحر . ربما يستفيد السلطان الهرم قابوس وهو في خريف عمره من دروس التاريخ ولايهزأ بالاخطار الماحقة التي يمكن تصيب المنطقة نتيجة اضغاث احلام علقت بالخطأ في راسه . *منسق حملة مناهضة التطبيع. عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي العربي