في جو سادته روح المحبة والتآخي، ووسط حضور واسع لقيادات أمنية وعسكرية، ومشائخ واعيان، ووجهاء وشخصيات اجتماعية، وجمع غفير من الأهالي، شهد ديوان الشيخ "عبد الرحمن الفنيع" بمدينة صبر بمحافظة لحج، لقاً قبلياً تم من خلاله الصفح والعفو على احد ابناء محافظة تعز تسبب في وفاة القاضي "ناصر عبدالرب". وافتتح اللقاء الشيخ "عبدالرحمن الفنيع" مرحباً بالحاضرين جميعاً ومترحماً على الفقيد القاضي "ناصر عبدالرب" قائلاً بإن "الفقيد يعد من خيرة الرجال الذي خدموا الوطن وبذلوا لأجله الكثير، وسخر حياته في خدمة المجتمع". معرباً عن "سعادته باحتضان هذا اللقاء الذي ينهي قضية عالقة ومقدماً الشكر لأسرة الفقيد على هذا الموقف الإنساني، والذي ان دل على شيء فإنما يدل على الرقي في الأخلاق والروح الإنسانية لأولاد الفقيد، وكافة أسرته وقبيلته، خصوصا وتعبر عن القيم الأصيلة التي يتحلى بها ابناء قبائل يافع والجنوب عموماً". وتقدّم العميد "راجح بن نصور" بالشكر للشيخ "عبدالرحمن الفنيع" على رحابة صدره وسعته وتكرمه باحتضان هذا اللقاء ألتسامحي، وان هذا ما عهدناه عنه في المواقف الوطنية الإنسانية منها والخيرية الاجتماعية. وتطرّق "بن نصور" الى الحادثة التي تعرض لها الفقيد داعياً الجميع الى تعزيز الإيمان بقضاء الله وقدره قائلاً "واننا برحيل الفقيد تألمنا كثيراً وحزنا كثيراً ولكن لا مرد من القضاءً والقدر". مذكراً الحاضرين بعظيم الأجر لمن يعفو ويصفح والمثابة العظيمة التي ينالها، و مقدموً الشكر لأولاد الفقيد وأسرته على موقفهم الذي يدل على أصالة ونبل هذه الأسرة. العميد "احمد زين بن يزيد" تحدث قائلاً "نحن هنا اليوم في هذا المكان الطيب لنشهد لحظات عظيمة تجسد روح التسامح بين المجتمعات والشعوب، وهي قيم ربانية أمرنا الله تعالى بالتحلي بها، والعمل عليها، واعداً عباده بأجر عظيم قائلاً (ومن عفا وأصلح فاجرة على الله)". مضيفاً بإن رحيل القاضي لايعوض، وان أفضل مانقدمه له هو الصفح والعفو لمن تسبب في وفاته، والدعوة له بالرحمة والمغفرة. ووسط بهجة وسعادة علت وجوه الحاضرين، قام الاستاذ "بشير ناصر عبدالرب بن عاطف" -الابن الاكبر للفقيد- متحدثا امام الحاضرين ومعلناً العفو والسماح عن الاخ "سليمان عبدالقادر ناجي" المتسبب بوفاة القاضي ناصر عبدالرب قائلاً "انني وبصفتي وكيلاً شرعياً عن اخواني، وكآفة إفراد أسرة القاضي "ناصر عبدالرب" أعلن باسمي، ونيابة عن كآفة إفراد الأسرة، الصفح والعفو والسماح والتنازل عن القضية لوجه الله تعالى، مبتغياً الاجر والثواب لوالدي، واطلب منكم جميعاً الدعوة له بالرحمة والمغفرة". وتعانق الاخ "بشير" مع الاخ "سليمان" وتصافحا، وبارك الحاضرين هذا الصفح، شاكرين اسرة الفقيد على هذا الموقف الإنساني. وفي ختام اللقاء، تحدث القاضي "محسن يحي" رئيس محكمة الاستئناف بمحافظة الضالع قائلاً "أسمحوا لي بأن اقدم الشكر الجزيل لأسرة الفقيد القاضي "ناصر عبدالرب" على ما اظهرته من روح ايجابية متسامحة، عكست الأخلاق العالية للأسرة الكريمة، والتربية الحسنة التي قدمها الفقيد لأسرته ومجتمعه. وهذا ليس بغريب عليه فلقد قضى حياته في خدمة المجتمع من موقعه كقاضي، ومن خلال نشاطه في الوسط الاجتماعي والإعمال الخيرية والإنسانية، كما لا ننسى حضوره البارز على الساحة النضالية ومقارعة الظلم وأدواته، وانخراطه في العمل الوطني متمثلاً بالحراك السلمي كاحد ابرز الكوادر التي سخرت ووهبت نفسها لنصرة قضية شعب الجنوب". ومن جانبهم، قدم اهل المتسبب بالحادث "سليمان عبدالقادر" شكرهم لأسرة الفقيد، وإفراد قبيلة بن عاطف خصوصاً، وقبائل يافع عامة على موقفها الإنساني من ولدهم، والصفح والعفو عنه، معبرين عن امتنانهم تجاه ما وجدوه من حسن معاملة، وعادات أصيلة، انعكست إيجاباً، ورسخت صورة طيبة عما تتحلى به قبائل يافع.
