إن الصراع على السلطة هو صراع أزلي وسوف يستمر حتى دالك الوعد ( لمن الملك اليوم ....) ! وقد يسال زاهد في الحياة لماذا هدا الصراع الجنوني على السلطة؟ ! والاجابة هي بكل بساطة ان السلطة تعني (الجاه والنفود والمال والجنس )!! حيث حدث قبل (14 قرن ) من الزمن حيث خيرة قريش من ارسل رحمة للعالمين ( محمد صلى الله علية وسلم ) أن يترك دعوته مقابل الملك . فقالت له ان ارت ملك ملكناك علينا وان اردت المال جمعنا لك من أموالنا وأن أردت النساء زوجناك بمن ترغب من بناتنا ..!! ولا نه ( لا ينطق عن الهواء ) كان جوابه ( لكم دينكم وليا دين ) !! وهدا لتدليل ولا مجال هنا اطلاقا للمقارنة !! أكيد يوجد في عالمنا اليوم نوعان من الصراع على السلطة الاول ( سلمي وديمقراطي) والثاني (عنيف ودموي ) وهناك ايضا عالمين الاول ( متحضر ) والثاني ( متخلف ) وهدا المتخلف أيضا يسمى ( العالم الثالث ) بالرغم من عدم وجود عالم اول او ثاني لكي يكون هناك عالم ثالث ولكن هدا هو واقع الحال !! أيضا الصراع على السلطة في العالم المتحضر يأتي عبر انتخابات ديمقراطية والاحتكام لصناديق الاقتراع بالإضافة الى دالك أن مدة الحكم محدد بفترة او بفترتين التي لا تتجاوز كلاهما العشر سنوات ! أما بالنسبة لصراع على السلطة في دول العالم المتخلف غالبا ما يأتي عبر المدفع والدبابة وبطريقة دموية عنيفة !! ونحن العرب جزء من هدا العالم المتخلف والحاكم العربي لا يمكن ان يتنازل عن السلطة الا بنفس الطريقة التي اوصلته اليها ! وهنا يمكن القول أن الحاكم العربي مثل الكرسي العربي في الحمام الدي لا يمكن تغييره الا اذا تم تكسيره وتدميره في براميل الزبالة والحاكم الغربي مثل الكرسي الافرنجي الذي يمكن نقله او تغييره بكل سهولة ويسر ! وهذه للأسف هي الحقيقة حتى وأن كان هدا التشبيه غير لائق!! وهنا لا اقصد الدول العربية ذات الحكم ( الوراثي ) ! لان تداول السلطة فيها يتم بصورة سلمية وسلسة ونادرا ما يكون هناك سفكا للدماء وبدون اسراف ! وكدالك لا أقصد هنا الريس السوداني الراحل / عبدالرحمن سوار الذهب . الذي تنازل عن السلطة سلمياً وطواعية وكلتا الحالتين أستثنى والاستثناء لا حكم له !! لقد نال الحكام العرب الجاه والنفوذ والشهرة والمال من خلال نهب مليارات الدولارات من قوت شعوبهم وأمتلكوا كثير من القصور والفلل الفاخرة والشركات في الداخل والخارج . ولكن للأمانة والتاريخ يوجد قادة وزعماء لم يورثوا لأبنائهم لا درهم ولا دينار ولا قصور ولا فلل ومثال على دالك الزعيم الراحل ( جمال عبدالناصر) في مصر والشهيد / سالم ربيع علي ( سالمين ) في اليمن الديمقراطية والشهيد / أبراهيم محمد الحمدي ، في العربية اليمنية .والفارق بين هؤلاء الحكام وغيرهم وكدالك الطامحين والباحثين الجدد عن السلطة الدين يجعلون من هموم وآمال وتطلعات شعوبهم مجرد جسر عبور نحو السلطة ..هو ازمة الضمير الذي يعاني من مرض عضال الذي لا يمكن إخراجه من غرفة ( الانعاش ) . الا ادا تناولوا ثلاث جرع ضرورية من العلاج وهي : 1- الجرعة الدينية التي تعتبر أساس ومنهج للحياة السليمة . 2- الجرعة الاخلاقية ( إنما الامم الاخلاق ما بقيت ...)! . 3- الجرعة الانسانية التي بدونها يتحول البشر الى أسوى من الوحوش الكاسرة .! ادا لم يتم معالجة الضمير بموجب ( الروشتة ) اعلاه واخراجه من غرفة العناية المركزة سوف تستمر أزمة الضمير ومعها سيستمر الصراع الدموي والعنيف على السلطة .